يحتج كثير من المسلمين سواء كانوا من العلماء أو من غيرهم بحديث منسوب للنبى صلى الله عليه وسلم يعتبر أن المرأة العورة، وهو الحديث المروي عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" وهذا الحديث ورد في سنن الترمذي تحت رقم 1093، فهل خلق المولى سبحانه وتعالى قسما من الناس وهم الناس وهو يعلم سبحانه وتعالى أن هذا الخلق عورة ؟ ولماذا يخلق الله النساء وهن عورات ليشاركن الرجال في عبادته سبحانه وتعالى ؟ ولماذا النساء هن العورات دون خلق الله من باقي الأجناس ؟ وهل قال النبى صلى الله عليه وسلم إن المرأة عورة ؟
اقرأ أيضا .. ماذا تفعل الزوجة عندما يأمرها زوجها بخلع الحجاب .. اعرف رأى الإفتاء
أما عن خلق الله سبحانه وتعالى لقسم من خلقه واعتبارهم عورات فهذا لا يتسق مع حسن الأدب مع الله ولا حسن الظن به ، وكل الآيات التي وردت وجاء في سياقها ذكر المرأة قد ساوت بين الرجال وبين النساء وجعلت الرجال والنساء بعضهن من بعض، وذلك مصداقا لقول الله تعالي : " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" . وأما الحديث المنسوب للنبى صلى الله عليه وسلم وجاء فيه أن المرأة عورة فهذا الحديث قال عنه أحد أشهر المحدثين في التاريخ الإسلامي وهو أبو عيسى :هذا حديث حسن غريب و فيه قتادة المدلس البصري يروي بالعنعنة فلا احتجاج بحديثه هذا . وعن نفس الحديث قال علي بن المديني عن يحيي بن سعد كان شعبة يقول: حديث قتادة عن أنس في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ليس بصحيح وهو ما يشكك في سند باقي الأحاديث التي يرويها قتادة. والأخطر من ذلك ما قاله أبو داود عن قتادة وهو ما أورده ابن حجر في مصنفه تهذيب التهذيب الجزء الثامن ص 306 من أن قتادة هذا نقل الحديث النبوي الشريف عن ثلاثين رجلًا لم يسمع منهم ولم يلتقي بهم.