تُعد محافظة بورسعيد إحدى مدن القناة التى تقع على البحر المتوسط وتتميز بمناخها المعتدل صيفا وشتاء، بالإضافة إلى تاريخها الحافل بالبطولات وشوارعها التى تسرد حكايات الفدائيين الذين ضحوا بالغالى والنفيس للدفاع عن أرض الوطن.
وتشتهر المحافظة بشاطئها المفتوح ومعالمها السياحية والطرز المعمارية الفريدة وخاصة مدينة بورفؤاد التى صُممت من بيوت على طراز واحد حيث كانت مخصصة للفرنسين الذين يعملون بقناة السويس والشركات التابعة لها، وتمتلىء المدينة بالمساحات الخضراء، وبشرقها على الحدود مع محافظة شمال شيناء مدينة الفرما التي أجمع المؤرخون على أنها المحطة الأولى لرحلة العائلة المقدسة.
وعن الآثار الموجودة بمدينة الفرما قال المؤرخ عماد فارس، أن الفرما بها آثار لعصور عديدة ففي العصر الفرعوني يوجد معبد للإله إيزيس وأوزوريس، العصر الروماني واليوناني يوجد المسرح الروماني وحمامات رومانية، ومن العصر القبطي توجد كنيسة على شكل صليب ضخم وأخرى على شكل دائرة ملحقة بها ما يقال أنه المكان الذى جلست فيه العائلة المقدسة "فترة استراحتها بالفرما " كما يوجد دير خارج المدينة على تبة عالية ارتفاعها 8 أمتار يشمل أكبر كنيسة أثرية بمصر والعالم ويرجع أصلها للقرن الرابع والخامس الميلادى، بالإضافة إلى أنه يوجد بعض الكنائس الصغيرة وخزانات المياه وفرن ومضيفة، وأول قلعة إسلامية بنيت في العصر العباسى.
كما يوجد بمدينة بورفؤاد بالقرب من ميدان المعديات المتجه إلى مدينة بورسعيد تمثال للملك فؤاد الأول على قاعدته أمام محكمة الاستئناف، ولزوار المحافظة الاستمتاع برحلة بحرية مجانية داخل مجرى قناة السويس الملاحي عبر المعديات المخصصة لنقل الأهالي دون أية رسوم.
وخلال العودة من مدينة بورفؤاد والاتجاه عبر المعدية لبورسعيد يرى الزائرون أحد المباني الأثرية "مبنى هيئة قناة السويس" على الضفة الغربية للقناة الذى بناه الخديوي عباس حلمى الثانى عام 1895 م، ويعتبر تحفة معمارية رائعة الجمال حيث بُنىَ على هيئة قصر على الطراز الإسلامي وهو ما يتضح في القباب الثلاث التى تعلو المبنى أو من حيث الزخارف الداخلية للأسقف والحوائط، وقد شهد هذا المبنى رفع العلم المصرى فى عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1956 ايذانا بإعلان استقلال مصر.
وعلى الضفة الغربية لقناة السويس أيضًا يوجد العديد من المزارات السياحية والأثرية التى يستمتع بها الزائرون، ومنها الممشى السياحى وممشى حجر "ديلسيبس" ويُطِل على الممشى من الجهة الأخرى بعض الأماكن الأثرية مثل مبنى "سيمون آرزت" - أول مول تجارى بمصر، مبنى السلامة البحرية، فنار بورسعيد القديم - أول بناية لفنار بحرى من الخرسانة بالعالم، والبيت الإيطالى الذى تم بناءه أيام الحرب العالمية الثانية ليكون مقر للحاكم الإيطالى وقتها.
وللسياحة الدينية باع كبير فى محافظة بورسعيد، فقد انتشرت المساجد والكنائس الأثرية مثل مسجد "عبدالرحمن لطفى" والشهير بـ"لطفى شباره"، وكنائس "الكاتدرائية، اليونانية، الأنبا بيشوى" فى حى الشرق أو "الإفرنجى" كما كان يُطلق عليه قديمًا، ومسجدى "التوفيقى، العباسى"، والكنيسة الرسولية فى حى العرب - أحد أقدم الأحياء.
وفى حى العرب يوجد متحف بورسعيد الحربى فى شارع 23 يوليو بالقرب من شاطئ البحر والذى يضم كثير من الأسلحة المستخدمة فى حرب 73، ويديره أحد الأبطال الفدائيين أيام العدوان الثلاثى على بورسعيد.