تسلمت السعودية للمرة الأولى، اليوم، رئاسة مجموعة العشرين لمدة عام، حيث وصل وزير الخارجية السعودي الجديد فيصل بن فرحان، وهو أمير يتمتع بخبرة دبلوماسية في الغرب، إلى مدينة ناجويا اليابانية أمس الجمعة، لحضور قمة العشرين.
ماهي مجموعة العشرين؟
هي عبارة عن منتدى يضم مجموعة من الدول المتقدمة وأكبر الدول النامية والناشئة على مستوى العالم، وتأسست مجموعة العشرين في 25 سبتمبر١٩٩٩، على هامش قمة مجموعة الثمانية بواشنطن، وجاء إنشاؤها كرد فعل على الأزمات المالية التي حدثت في نهاية التسعينيات خاصة الأزمة المالية بجنوب شرق آسيا وأزمة المكسيك.
وتتألف المحموعة مـن 19 دولة إضافة لرئاسة الاتحاد الاوروبي ليصبح عدد الأعضاء 20 والدول الأعضاء هي: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ورئاسة الاتحاد الأوروبي مع مشاركة كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وتهدف مجموعة العشرين إلى تعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره، عِلاوة على إصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي، كما تركز على دعم النمو الاقتصادي العالمي وتطوير آليات فرص العمل وتفعيل مبادرات التجارة المنفتحة، كما تهدف المجموعة إلى الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التي تتسم بالأهمية والتنظـيم لمناقـشة القـضايا الرئيسية المرتبطة بالاقتصاد العالمي، وقد تشكلت المجموعة كوسيلة لمواجهة الأزمات المالية في تسعينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضًا.. لأول مرة.. السعودية تترأس مجموعة العشرين لمدة عام
من هم الرؤساء السابقون لمجموعة العشرين؟
تولت كندا رئاسة المجموعة خلال عامي ٢٠٠١-١٩٩٩، والهند في٢٠٠٢، وفي ٢٠٠٣ المكسيك، وعام 2004 ألمانيا، الصين ٢٠٠٥، استراليا 2006، وجنوب افريقيا ٢٠٠٧، البرازيل ٢٠٠٨، والمملكة المتحدة 2009، وكوريا الجنوبية 2010، فرنسا 2011، المكسيك 2012، روسيا 2013، استراليا 2014، تركيا 2015، الصين 2016، وألمانيا 2017، و2018 الأرجنتين، أما في 2019 فكانت اليابان.
لماذا تتميز السعودية بين دول مجموعة العشرين؟
تعد المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة للمجموعة، وأسهم الدور السعودي في تعزيز دورها الريادي في الاقتصاد العالم وأصبح لها تأثير على الكثير من الاقتصادات الإقليمية والعالمية.
كما أصبح الدور السعودي مهما في أكبر تجمع اقتصادي ما منحها قدرةً على التأثير في نشاط الاقتصاد العالمي من خلال تأثيرها في التجارة العالمية، ومن خلال التحويلات إلى الخارج وسياسة الاستثمار في الأوراق المالية العالمية، حيث تحتل السعودية المرتبة الثالثة بين دول مجموعة العشرين من حيث الاحتياطيات الأجنبية بـ505.1 مليار دولار "1.9 تريليون ريال بعد كل من الصين واليابان.
وتشكل الاحتياطيات الأجنبية للسعودية 6.2% من الاحتياطيات الإجمالية لدول المجموعة البالغة 8.2 تريليون دولار بنهاية أبريل الماضي، وتساعد احتياطيات الدول من العملات الأجنبية على دعم العملة المحلية، كما يمكن الاستعانة بها في حالة الطوارئ والأزمات الاقتصادية للدول.
اقرأ أيضًا.. ميلشيات الحوثيين تعلن قتل عسكريين سعوديين
ما أهمية مجموعة العشرين للمملكة؟
تتطلع المملكة من خلال رئاستها للقمة في العام 2020 إلى تمتين التعاون مع شركائها في المجموعة لتحقيق الأهداف المرسومة للقمة، ومواصلة النقاشات للوصول إلى توافق دولي حول القضايا الاقتصادية الملحة في جدول الأعمال، بهدف تحقيق استقرار النظام العالمي وازدهاره.
وكشف دبلوماسيون أن هذا الحدث غير المسبوق في تاريخ المملكة العربية السعودية، قد يمد يد العون لها في تجاوز مشاكلها ويدفعها إلى إغلاق المزيد من الملفات الشائكة مثل حرب اليمن ومقاطعة قطر.
وقال الملك سلمان أيضًا هذا الأسبوع إن الرياض ترغب في تسوية سياسية باليمن، الذي تخوض فيه حربًا ضد الحوثيين منذ حوالي خمس سنوات أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت بأجزاء من البلاد إلى حافة المجاعة.
وقال دبلوماسيون إن السعودية تخطط لعقد أكثر من عشرة مؤتمرات قمة لمجموعة العشرين على مدار العام حول السياحة والزراعة والطاقة والبيئة والاقتصاد الرقمي.
وقال المحلل نيل بارتريك إن الاتصالات الدبلوماسية والتجارية على أعلى مستوى تشير إلى أن الرياض تخلصت بالفعل من قدر كبير من تبعات مقتل خاشقجي، لكنها لا تزال تجد صعوبة في جذب المستثمرين الأجانب.
اقرأ أيضًا.. من أجل قمة العشرين والقارة السمراء..7 اتفاقيات على هامش زيارة السيسي لألمانيا
كما ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية، أن عضوية المملكة في هذا التجمع الدولي المؤثر ومن ثم استضافتها للقمة المقبلة تعكس المكانة الدولية المتعاظمة وتصاعد التأثير العالمي للمملكة جراء وزنها السياسي والاقتصادي فضلًا عن مكانتها الدينية كممثل للعالمين العربي والإسلامي في تجمع يضم الدول الأكبر اقتصادًا في العالم، وتشكل دول المجموعة ثلثي سكان العالم، وتضم 85% من حجم الاقتصاد العالمي، و75 % من التجارة العالمية.
وستمثل استضافة المملكة للقمة الخامسة عشر فرصة سانحة للتركيز على القضايا التي تهم المنطقة والملفات الساخنة فيها، ولا شك أن المملكة ستستثمر ثقلها الدولي لتعزيز المصالح العربية والإسلامية في مطبخ القرار الدولي، وتوفير ظروف الاستقرار والسلام والتنمية للمنطقة التي تعاني حالة عدم استقرار مزمنة.
وفي هذا الصدد فإن رؤية المملكة 2030 مهيأة لتكون رافعة إقليمية لتغيير مسار المنطقة نحو التحديث وتعزيز الاقتصاد وتطوير التعليم وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة، مما ينقل المنطقة إلى مرحلة جديدة من التمكين الاقتصادي والعلمي الذي يبعدها عن أمراضها المزمنة من الحروب والصراعات والفساد والتوترات الطائفية.
على صعيد آخر قالت منظمة التجارة العالمية، إن اقتصادات مجموعة العشرين أقامت 28 حاجزًا تجاريًا جديدًا في الفترة من منتصف مايو إلى منتصف أكتوبر، تغطي تجارة حجمها 460.4 مليار دولار، بصفة رئيسية من خلال زيادات في الرسوم الجمركية وحظر واردات.
وتجاوزت تلك القيود مثيلتها في الفترة من أكتوبر 2018 إلى مايو 2019 بنسبة 37 بالمئة "حيث ارتفع بشكل كبير حجم التجارة العالمية الذي تغطيه مثل تلك الإجراءات"، حسبما قالت منظمة التجارة في تقرير عن مجموعة العشرين.
اقرأ أيضًا.. جنوب أفريقيا تمنع بيع أسلحة للسعودية والإمارات بسبب خلاف على التفتيش
ما هو جدول أعمال المملكة في قمة العشرين؟
كشف الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، عن جوانب من جدول أعمال قمة قادة مجموعة العشرين التي تترأسها وتستضيفها المملكة في 2020.
وأوضح "العساف"، في ختام جلسات فعاليات الدورة الثالثة لمبادرة مستقبل الاستثمار 2019 "دافوس الصحراء"، أنه جرى عقد العديد من الاجتماعات للإعداد للقمة على مستوى عالٍ برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراءـ ووزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة.
وأضاف أن جدول أعمال القمة يضم القضايا المتعلقة بالاقتصاد الكلي والتعامل مع الأمور الخاصة بالرقابة المالية والإصلاحات الهيكلية.
كما بيّن أن أحد أهم القضايا بالنسبة للمملكة، معالجة تمكين النساء والشباب، وعلى الرغم من تجربة المملكة القصيرة إلا أنها كانت ناجحة في هذين المجالين بوصفهما المجالين الجالبين للنمو.
ولفت إلى أن المملكة ستهتم من خلال رئاستها للقمة بالنسبة لقضايا الدول النامية وكيفية مساعدتها والوفاء بأهداف الألفية التنموية التي ينبغي الوصول لها في رؤية المملكة 2030 لتسريع عملية تحقيق هذه الأهداف.
وقال إن القضايا البيئية ستنال مكانة بارزة في القمة، إلى جانب ما يتعلق بالاستدامة والتعامل مع التغير في المناخ، حيث تعاملت المملكة مع ذلك من خلال تخزين الكربون والعمل مع وضع آلية إلزامية تكون صديقة للبيئة، وكذلك العمل على تخزين الغاز.
وأضاف الدكتور العساف أن جدول أعمال قمة العشرين سيتحدث حول إزالة الغابات والتصحر والتعامل مع القضايا المناخية والبيئية.
كما أكّد وزير التعليم السعودي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، أن التعليم سيكون أولوية رئيسية في جدول أعمال القمة، وأبدى تطلع السعودية للعمل مع منظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو"، والمنظمات الدولية الأخرى لضمان تغطية ومعالجة قضايا التعليم الكبرى، ومستقبل الجيل القادم.