خلال جلسات الاستماع العلنية في تحقيقات عزل ترامب بشأن الضغط على أوكرانيا لإجراء تحقيق بشأن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن، أدلى عدد من الدبلوماسيين بشهادتهم أمام الكونجرس، كما قدم ترامب عرضه الخاص على مدار خمسة أيام، مستبعدًا عزله، وواصفًا التحقيقات بأنها "هراء تام".
نظرية المؤامرة
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن ترامب قال إن الديمقراطيين في مجلس النواب خلال جلسات الاستماع في "الكابيتول هيل" – مقر الكونجرس الأمريكي- يشبهون "الحمقى"، كما عرض استراتيجيته السياسية قبل التصويت المتوقع في مجلس النواب لإقالته.
وقال ترامب في البيت الأبيض: "أعتقد أنه كان لدينا أسبوع هائل مع الخدعة".
وفي الوقت نفسه، تحدث عن نظريات المؤامرة التي تم الكشف عنها والتي تحدثت عن تدخل أوكرانيا في انتخابات عام 2016، حيث تحدث ترامب عن ذلك بعد يوم واحد فقط من إدلاء مستشار سابق في البيت الأبيض بأن هذا الإدعاء كان "قصة خيالية" استغلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما كرّر ترامب المزاعم بأن مسؤولي إدارة أوباما تجسّسوا على حملته وأكّدوا على الحاجة إلى الحفاظ على توحيد الجمهوريين ضد الإقالة.
أيضًا، في مقابلة هاتفية مدتها 57 دقيقة على قناة "Fox & Friends"، قال ترامب إنه لا يتوقع أن يتم عزله، مضيفًا أنه إذا صوّت مجلس النواب على عزله، فإنه سيرحب بإجراء محاكمة في مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون، قائلًا:" بصراحة، أريد محاكمة".
وقال إن المحاكمة ستمنح الجمهوريين فرصة لاستجواب النائب آدم شيف، الذي ترأس جلسات الاستماع كرئيس للجنة الاستخبارات في مجلس النواب.
ولا تزال إجراءات محاكمة مجلس الشيوخ قيد الإعداد، لكن الجمهوريين ربما يترددون في تبني فكرة ترامب بـ" تحويل المُشرّع إلى شاهد".
ووفقًا للصحيفة، قال "ترامب": "أريد أن أرى آدم شيف يشهد حول المبلغين عن المخالفات، وهو "مبلِّغ زائف"، مضيفًا أنه يعرف هوية المُبلغ عن المخالفات الذي أطلقت شكواه الرسمية للتحقيق في قضية الإقالة.
ووفقًا للصحيفة، فقد جاءت ثقة ترامب المعلنة بعد أن أدلى شهود عيان بشهادتهم تحت القسم بأن الرئيس حجب المساعدات عن أوكرانيا للضغط على البلاد للتحقيق في خصومه السياسيين، وأصر ترامب على أنه كان يحاول القضاء على الفساد في الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية عندما احتفظ بنحو 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمساعدة أوكرانيا في محاربة العدوان الروسي.
فقال ترامب: "أعتقد أنه من الصعب جدًا أن يحاسبوك عندما لا يكون لديهم أي شيء على الإطلاق".
ونفى وجود أي مقابل، أوابتزاز أو رشوة، كما نفى عقد اجتماع في البيت الأبيض أو وجود مساعدة عسكرية لحمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إجراء تحقيقات بشأن نائب الرئيس السابق جو بايدن ومعاملات ابنه في أوكرانيا.
كما كرر ترامب، وجود نظرية مؤامرة مزيّفة مفادها أن الأوكرانيين ربما اخترقوا شبكة اللجنة الوطنية الديمقراطية في عام 2016 وأن روسيا هي من صاغت تلك الجريمة.
وقال ترامب: "لقد فعلوا ذلك بواسطة الخادم "السيرفر" الخاص بشركة الأمن السيبراني CrowdStrike، وهي شركة مملوكة لأوكراني ثري للغاية، مضيفًا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يحصل على هذا الخادم.
وكان ادعاء ترامب بشأن تدخل أوكرانيا في انتخابات عام 2016 قد تم رفضه من قبل وكالات الاستخبارات ومستشاريه.
كما حذّرت فيونا هيل، مستشارة سابقة لروسيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الجمهوريين في شهادتها يوم الخميس على دفعهم بنظريات المؤامرة التي لا أساس لها حول التدخل الأوكراني في الانتخابات الرئاسية 2016.
وقالت هيل: "هذه قصة خيالية ارتكبتها ونشرتها أجهزة الأمن الروسية نفسها".
تشويه شهادات الدبلوماسيين
وظل ترامب ينأى بنفسه عن شهادات الشهود الآخرين، بمن فيهم جوردون سوندلاند، سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي.
وكان سوندلاند قد قال خلال الجلسات إنه كان يعمل على التوصل إلى اتفاق لترتيب زيارة للبيت الأبيض إذا أعلن زيلينسكي علنًا عن تحقيقات في شركة بوريزما، وهي شركة غاز أوكرانية، كان هنتر، نجل الديموقراطي جو بايدن، عضوًا في مجلس إدارة البوريزما.
فقال ترامب، متحدثا عن سوندلاند، "أنا بالكاد أعرفه، حسنا.. لقد تحدثت إليه عدد قليل من المرات".
وأضاف إن سوندلاند استبعد من بيانه الافتتاحي روايته عن محادثة هاتفية قال فيها ترامب: "لا أريد شيئًا. لا مقابل. اجعل زيلينسكي يفعل الصواب".
اقرأ أيضًا.. هل تنجح الجميلة بيلوسي في عزل القبيح ترامب ؟ ولماذا يلوح دونالد بيوم القيامة في الأسواق ؟
كما شوّه ترامب شهادة ديفيد هولمز، وهو مستشار في السفارة الأمريكية في كييف.
وكان هولمز قد شهد أنه سمع حديثًا هاتفيًا مختلفًا أجراه سوندلاند مع الرئيس، فقال إنه سمع الرئيس يتحدث بصوت عالٍ عن زيلينسكي، متسائلًا: "إذن، هل سيجري التحقيق؟" فأجاب السفير سوندلاند قائلًا: "سوف يفعل ذلك".
وقال ترامب إنه لا يعتقد أن هولمز يمكنه سماع المحادثة لأنها لم تكن على هاتف مكبّر للصوت، قائلًا:"لقد كانت صفقة زائفة تمامًا".
وواصل ترامب استخفافه بالشهادات، فاستخف بشهادة السفيرة الأمريكية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، وكان ترامب قد أقالها من منصبها في كييف قبل أن تنتهي ولايتها، ووصفها ترامب بأنها "شخص أوباما" قائلًا إنها لا تريد أن تعلق صورته على حائط السفارة.
فقام إيان كيلي، السفير الأمريكي السابق في جورجيا، بالتغريد على تويتر مدافعًا عن يوفانوفيتش قائلًا: "لم تصل صورنا الرسمية للبيت الأبيض إلى السفارة في تبليسي حتى مارس 2018. وكان هذا بسبب تأخر وصول البيت الأبيض إلى جميع السفارات ".
وقال ترامب أنه حينما تسائل لماذا كان بعض مسؤولي الإدارة يتعاملون بلطف مع يوفانوفيتش ادعى أنهم أخبروه، "حسنًا يا سيدي، إنها إمرأة. يجب أن نكون لطفاء".
يُذكر أن رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال أنه غير واثق تماما من عدم إقدام الأخير على التضحية به، لذلك يحتفظ بمواد تدين أسرة منافسه جو بايدن، سيتم نشرها في حال اختفائه.
وفي وقت سابق، قال جولياني الذي شغل منصب عمدة نيويورك، لقناة "فوكس نيوز" إنه كثيرا ما يسمع تكهنات بأن ترامب يمكن أن "يضحي" به إذا لزم الأمر. ومع أنه يرفض تصديق احتمال تدهور علاقاته مع الرئيس، لكن لديه "طوق أمان" في حالة حدوث مثل هذا السيناريو.
وكتب جولياني على تويتر: "البيان الذي أدليت به عدة مرات حول التأمين في حال تم التضحية بي، هو عبارة عن مستندات في أمانتي تظهر أن عائلة بايدن حققت لحوالي أربعة عقود مكاسب مالية من مركزها الرسمي. وإذا اختفيت سوف تظهر (المستندات) فورا.