أفادت مصادر طبية عراقية، اليوم الأحد، بارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، في جنوب البلاد، إلى 147 قتيل، وجريح، منذ ليلة أمس.
وحسب المصادر، التي تحفظت الكشف عن أسمائها، فإن 7 متظاهرين قتلوا، وأصيب 140 آخرون بجروح متفاوتة، إثر استخدام الأجهزة الأمنية الرصاص الحي، لتفريق التظاهرات في محافظتي ذي قار، والبصرة، جنوبي البلاد.
وأكدت مراسلة وكالة "سبوتنيك" الروسية، بأن متظاهرين اثنين، قتلا، اليوم، بالقرب من ميناء أم قصر، أحد أكبر موانئ البلاد، في البصرة الغنية بالنفط التي تشهد تظاهرات وغليان شعبي منذ 25 أكتوبر الماضي ضد البطالة والفساد.
وأكد مصدر طبي، في وقت سابق، في تصريح لمراسلة الوكالة الروسية، من مستشفى الناصرية العام في مركز ذي قار، جنوبي العاصمة بغداد، مقتل خمسة متظاهرين إثر إطلاق الرصاص الحي، أربعة منهم في وقت متأخر من ليلة أمس، ومتظاهر خامس قتل صباح اليوم.
وأضاف المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن المستشفى استقبل حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم، 25 متظاهرا جريحا، إثر استخدام الأجهزة الأمنية الرصاص الحي لتفريق التظاهرات من قرب جسر الزيتون في وسط الناصرية، مركز ذي قار.
وأكمل المصدر، كما وصل العشرات من الجرحى المتظاهرين بسبب الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، منذ الصباح وحتى منتصف النهار، في حصيلة غير مكتملة حتى الآن.
وكشف شاهد عيان من المتظاهرين، في ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك"، اليوم، عن الأسباب التي أسفرت عن وقوع تصادمات بين المحتجين وقوات حفظ الشغب، بعد اعتقال أحد المتظاهرين وهو رجل كبير في السن يشارك مع عائلته في حملات تطوعية لتنظيف ساحة التظاهر.
وتابع الشاهد الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المتظاهرين أمهلوا الأجهزة الأمنية عدة ساعات لإطلاق سراح المتظاهر الكبير بالسن، متوعدين بإغلاق الطرق الرئيسية، والجسور حال عدم الإفراج عنه، منوها إلى أن مطلبهم لم يلبى أو يلقى الاستجابة الأمر الذي دفعهم إلى محاولة إغلاق جسر الزيتون.
وأكمل، قامت قوات حفظ الشغب بالرد على المتظاهرين في محاولتهم لإغلاق الجسر، بقنابل الغاز، لتنضم إليها قوات سوات التي استخدمت الرصاص الحي نحو المتظاهرين ما أسفر عن مقتل أربعة، وإصابة 25 آخرين بجروح في وقت متأخر من ليلة أمس.
من جهته أفاد مصدر طبي، من البصرة، لمراسلة الوكالة الروسية، اليوم، بمقتل متظاهرين اثنين، إثر الرصاص الحي، في وسط المدينة، أقصى جنوب العراق.
وفي وقت سابق من اليوم، علمت وكالة "سبوتنيك" من شهود عيان، ومتظاهرين، بأن محتجين غاضبين أحرقوا مقرا حكوميا في مركز محافظة ذي قار، التي شهدت ليلة دامية يوم أمس، جنوبي البلاد.
وأضرم المحتجون الغاضبون النار، بدائرة الوقف الشيعي، القريبة من جسر الزيتون، في الناصرية مركز محافظة ذي قار، فيما قام محتجون أخرون بإغلاق الطرق الرئيسية، مع استمرار الاعتصام، والإضراب عن الدوام الرسمي حتى اليوم منذ 25 أكتوبر الماضي.
وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في ذي قار، من بينهم طلبة وطالبات الجامعات، والمعاهد، والمدارس، منذ منتصف الشهر الجاري، في الاعتصام، والإضراب عن الدوام الرسمي حتى تلبية المطالب بإقالة الحكومة العراقية، وإعلان أخرى لإنقاذ وطني، وانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.
وأكد ناشط بارز تحفظ الكشف عن اسمه، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن متظاهرين إثنين قتلا، وأصيب 25 آخرين بجروح، إثر إطلاق رصاص حي بالقرب من جسر الزيتون، في وسط الناصرية، مركز ذي قار، في وقت متأخر من الليل في مواجهات استمرت حتى الصباح.
وأضاف الناشط، أن طلبة الجامعات، والمعاهد، والمدارس، أضربوا عن الدوام الرسمي، اليوم، للأسبوع الثالث على التوالي.
وعلمنا بأن المحتجين قاموا يوم الإثنين 18 نوفمبر، بإغلاق دائرة مديرية التربية، وكذلك المدارس، والجامعات، مع وضع يافطات عليها كتب فيها "مغلقة بأمر الشعب لحين تلبية المطالب المشروعة".
ولازال الطلاب يلازمون ساحات الاحتجاج في ذي قار، ومركزها الناصرية في ساحة الحبوبي تحديدا، على مدار 24 ساعة.
اقرأ أيضاً: العراق يعيد تأهيل سجن "أبو غريب" لاستيعاب عناصر "داعش"
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر الماضي احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وقتل ما لا يقل عن 330 شخصا منذ بدء أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.