عبر آلاف الأشخاص في كولومبيا يوم الاثنين عن غضبهم إزاء عدم المساواة وانعدام الأمن في العاصمة بوجوتا لليوم الخامس على التوالي، متجاهلين محاولات الرئيس إيفان دوكي نزع فتيل الأزمة.
واحتشد محتجون في المتنزه الوطني، وقرعوا الأواني ولوحوا بالأعلام. وقالت متظاهرة شابة لتلفزيون سيتي "نريد أن نعيش، ليس فقط من أجل البقاء".
وارتبطت المظاهرات باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وكان أكثر من 200 ألف كولومبي قد تظاهروا يوم الخميس الماضي في جميع أنحاء البلاد ضد إصلاحات اقتصادية ونقص التمويل للتعليم والفساد وقتل زعماء المجتمعات المحلية من قبل الجماعات المسلحة.
وتحولت بعض الاحتجاجات إلى اشتباكات مع الشرطة فضلا عن أعمال نهب وتخريب. وتواصل العنف حتى يوم الجمعة الماضية، وتلاه مظاهرات سلمية إلى حد كبير مطلع الأسبوع ويوم أمس الاثنين. وقتل ثلاثة أشخاص في تلك الأحداث حتى الآن.
وفي تلك الأثناء، التقى دوكي بممثلي أرباب العمل والعمال، بعد أن أجرى محادثات مع رؤساء البلديات والمحافظين المنتخبين حديثا يوم الأحد.
وتعد الاجتماعات جزءا من حوار مجتمعي أعلن عنه الرئيس دوكي. وقالت وزارة العمل إن دوكي سيجري اليوم الثلاثاء محادثات مع النقابات العمالية وممثلي المحتجين، الذين انتقدوه بسبب اجتماعه أولا مع مسؤولين بدلا من المتظاهرين أنفسهم.
وفي يوم الاثنين أيضا، قامت كولومبيا بترحيل 60 فنزويليا يعتقد أنهم قاموا بإثارة العنف أثناء الاحتجاجات، حسبما ذكرت الشرطة.
وقالت إدارة الهجرة في بيان إن هناك اعتقادا بأن هؤلاء المواطنين الفنزويليين شاركوا في "أنشطة عرضت النظام العام والأمن القومي للخطر".
وقال كريستيان كروجر سارمينتو، رئيس إدارة الهجرة: "يجب ألا نسمح لأي مواطن أجنبي بالتأثير على الهدوء (في بلادنا) ".
وقبل التظاهرات، حذر الرئيس الكولومبي من أن نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو قد يرسل أشخاصا للتسلل وسط المسيرات ونشر الفوضى. وقال دوكي يوم السبت إنه جرى التعرف على "بعض الأجانب" وسط المتظاهرين الذين لجأوا إلى العنف.
غير أن منظمي المظاهرات والشهود قالوا إن رجال الشرطة تسللوا وسط المسيرات لتأجيج العنف.
ولم تستبعد ساندرا بوردا، استاذة العلوم السياسية في جامعة لوس أنديس في بوجوتا، تورط البعض من عناصر الشرطة في نشر الفوضى رغبة في "نزع الشرعية عن الاحتجاجات السلمية".
ورفضت بوردا ادعاءات دوكي بأن مادورو يمكن أن يكون متورطا، وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الادعاءات لا تمثل سوى محاولة لإضفاء الشرعية على سياسة الحكومة تجاه فنزويلا، حيث تؤيد كولومبيا حملة لإقالة مادورو.
وفر حوالي أربعة ملايين شخص من الأزمة الاقتصادية والسياسية في فنزويلا. وتستضيف كولومبيا أكبر عدد من الفنزويليين، حوالي 5ر1 مليون شخص.
ومع الاحتجاجات العنيفة، انضمت كولومبيا إلى موجة من الاضطرابات المدنية في أمريكا الجنوبية التي اجتاحت الإكوادور وتشيلي وبوليفيا.
وقالت بوردا إن المظاهرات تعكس استياء عميقا من الوضع الحالي للديمقراطية، حيث يشعر الناس أن "المؤسسات لا تفعل شيئا لهم".