تتزايد الضغوط على الشباب المسلم في كل مكان لدفعه إلى طريق الإلحاد أو إنكار الأديان، وعلى الرغم من أن ظاهرة الإلحاد قد تزايدت مؤخرا إلا أن هذه الظاهرة ليست جديدة بل عرفها الإنسان منذ زمن بعيد، وحتى في زمن الصحابة فقد كان يساور بعض الصحابة والنبى صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم شكوكا حول ذات الله سبحانه وتعالى. ومن ذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان ، قال جمهور من أهل العلم في تفسير ذلك: إن الإنسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه أن ينطق به؛ لعظم بشاعته ونكارته، حتى أن سقوطه من السماء أهون عليه من أن ينطق به، فاستنكار العبد لهذه الوساوس واستفظاعه إياها ومحاربته لها هو صريح الإيمان؛ لأن إيمانه الصادق بالله وبكمال أسمائه وصفاته، وأنه لا شبيه له ولا ند له، وأنه الخلاق العليم الحكيم الخبير، يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها واعتقاد بطلانها.
اقرأ ايضا .. هل باع النبي صحابيا حرا في أموال أهلكها ؟ من ينتقي كتب التراث من فتاوى داعش
ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: " جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان، ثم رواه من حديث ابن مسعود قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: تلك محض الإيمان، قال النووي رحمه الله في شرح مسلم لما ذكر هذه الأحاديث ما نصه: (أما معاني الأحاديث وفقهها: فقوله صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان ومحض الإيمان معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك.