أحال المستشار عصام المنشاوي، رئيس هيئة النيابة الإدارية، 8 متهمين من العاملين بميناء الدخيلة البحري وهيئة ميناء الإسكندرية للمحاكمة التأديبية، وذلك على خلفية الإهمال الجسيم الذي تسبب في غرق قاطرة بميناء الدخيلة والإضرار بالمال العام بإجمالي مبلغ ما يقارب 19 مليون جنيه قيمة التلفيات التي لحقت بها جراء ذلك الحادث وقيمة انتشالها من الغرق.
وترجع تفاصيل الواقعة عندما ورد بلاغ إلي النيابة الإدارية من اللواء رئيس مجلس إدارة ميناء الإسكندرية، بشأن واقعة غرق القاطرة دخيلة ٦ ووفاة أحد المواطنين كان متواجدًا على متن تلك القاطرة برفقة نجله أثناء غرقها على الرغم من كونهما من غير العاملين بميناء الدخيلة البحري.
وباشر المكتب الفني لرئيس هيئة النيابة الإدارية، علي الفور التحقيقات في القضية التي حملت رقم ٥٠ لسنة ٢٠١٩، برئاسة المستشار عثمان عفان، عضو المكتب الفني، وتحت إشراف عزت أبو زيد مدير المكتب.
وورد للنيابة تحريات هيئة الرقابة الإدارية بشأن الواقعة محل التحقيق التي تضمنت أن المواطن المتوفي يعمل تاجرًا لمخلفات السفن البحرية مسجل جنائيًا، كان على متن تلك القاطرة حين غرقها برفقة نجله، كما تضمنت التحريات عدم صحة ما قرره طاقم القاطرة المشار إليها بتحقيقات النيابة العامة من أن غرق القاطرة دخيلة يرجع لسوء الحالة الفنية لمحركاتها وهشاشة بدنها.
اقرأ أيضًا.. حبس 3 عاطلين قتلوا جارهم بسبب "كلب" في الإسكندرية
كما تضمن تقرير هيئة الرقابة الإدارية أن الرأي الفني بشأن واقعة غرق تلك القاطرة أنها جراء اصطدام مقدمتها وجانبها الأيمن بحاجز أمواج ميناء الدخيلة البحري مما أحدث بها اَثار احتكاك وانبعاج من الأمام وخرق بدنها من الناحية اليمنى أعلى الرفاص نتيجة سيرها بسرعة عالية من خارج المسطح المائي للميناء، وكشفت التحقيقات عن ثبوت مسؤولية المتهمين الرئيس البحري والرئيس الميكانيكي للقاطرة دخيلة (٦) التابعة لميناء الدخيلة البحري، لقيامهما بالسماح لمواطن ونجله بالتواجد على متن القاطرة دخيلة (٦) المملوكة لجهة عملهما خلال نوبتجية مساء يوم الحادث ومغادرتهما رصيف الخدمات البحرية بميناء الدخيلة البحري بتلك القاطرة وبرفقتهما المواطنين المذكورين دون صدور تعليمات لهما بذلك، فضلًا عن عدم تشغيل جهاز التتبع وقيادتهما القاطرة بسرعة عالية وبرعونة متخذين مسارًا ملاحيًا غير آمن وتجاوزا بها حاجز الأمواج دون الترخيص لهما بذلك من السلطة المختصة مما ترتب عليه اصطدامها بصخور ذلك الحاجز ما أدى إلى خرق بدنها وعطبها، وعدم اتخاذهما الإجراءات اللازمة لمنع تدفق المياه داخلها مما ترتب عليه غرقها ووفاة المواطن المذكور إثر ذلك وتحميل موازنة الدولة لمبلغ قارب الـ 19 مليون جنيه قيمة التلفيات التي لحقت بها جراء ذلك الحادث وتكلفة انتشالها من الغرق.
كما سمح الرئيس البحري للقاطرة المذكورة بمغادرة الرصيف بالرغم من عدم صدور تعليمات من راديو ميناء الإسكندرية بذلك ودون إبلاغ مركز عمليات ميناء الدخيلة البحري بمغادرة تلك القاطرة للرصيف المشار إليه وأثبت بدفتر تحركات القاطرات عهدته بذلك التاريخ بيان مفاده توجه تلك القاطرة لرصيف ٩٠ \ ٢ لتأمين إحدى السفن الراسية عليه خلافًا للحقيقة وسترًا تلك الواقعة، كما سمح الرئيس البحري للقاطرة دخيلة (٧) مساء ذلك اليوم بالتوجه لموقع غرق القاطرة دخيلة (٦) لإنقاذها دون إبلاغ عمليات ميناء الدخيلة وعمليات وراديو ميناء الإسكندرية قبل مغادرة تلك القاطرة لرصيف الخدمات البحرية بالميناء
-إقرأ أيضًا.. "شذوذ جنسي جماعي".. سجن 3 عاطلين متحولين جنسيًا لممارستهم الرذيلة بالإسكندرية
كما أهمل أخصائي ثان تشغيل حاسبات بميناء الدخيلة البحري، متابعة شاشات مراقبة المسطح المائي بميناء الدخيلة البحري التابع لهيئة ميناء الإسكندرية خلال النوبتجية المسندة إليه يوم الحادث مما أدى إلى عدم اكتشافه مغادرة القاطرة دخيلة (٦) لرصيف الخدمات البحرية بذلك الميناء وحال عدم صدور تعليمات بمغادرتها لذلك الرصيف بما كان من شأنه عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادتها لمكان رسوها بالرصيف وبما أدى إلى استمرار إبحارها بمنطقة ملاحية غير آمنة واصطدامها بصخور حاجز الأمواج مما ترتب عليه غرقها ووفاة مواطن كان على متنها وتحميل الموازنة العامة للدولة ما يقارب تسعة عشر مليون جنيه قيمة التلفيات التي لحقت بالقاطرة وتكاليف انتشالها.
وأكدت التحقيقات إهمال مشغلي لاسلكي الكتروني ثان بهيئة ميناء الإسكندرية، في متابعة تحركات الوحدات البحرية التابعة لميناء الدخيلة مساء يوم الواقعة بواسطة الوسائل الفنية وشاشات الرادار مما أدى إلى عدم اكتشافهما مغادرة القاطرة دخيلة (٦) للرصيف وبما كان من شأنه عدم اتخاذ اللازم بشأن مغادرتها لذلك الرصيف دون مقتضى وحال عدم صدور تعليمات لطاقمها بذلك.
كما أهملا فردي الحراسة بالإدارة العامة للأمن بميناء الدخيلة البحري، أعمال الحراسة المسندة إليهما بالرصيف اعتبارا من الساعة الثالثة مساء يوم الواقعة حتى الساعة الحادية عشر من مساء ذلك اليوم مما مكّن أحد المواطنين (المتوفي) ونجله من التواجد على ذلك الرصيف بذات التاريخ وصعودهما على متن القاطرة سالفة الذكر واستقلالها لدى الإبحار بها مما ترتب عليه وفاة المواطن المذكور على إثر غرق تلك القاطرة بذلك التاريخ.