الشباب هم أمل الشعوب وسر نهضتها، فقوة أي وطن بقوة شبابه، ورغم الاهتمام الكبير الذي نراه عبر الفضائيات بأنشطة وزارة الشباب والرياضة، والفعاليات التي تقوم بها، إلا أن أغلب المراكز والقرى بها مجموعة كبيرة من مراكز الشباب والرياضة خارج الخدمة، وما زال الإهمال والفوضى يستشريان بها، فترى مراكز الشباب في أغلب المدن في ضياع تام، فضلا عن مراكز الشباب داخل القرى التي خرجت عن الخدمة نهائيًا، وعندما تنظر إلى الأمر ترى الإهمال والتراخي من ضمن أكبر الأسباب التي أوصلت مراكز الشباب إلى هذه الحالة.
في مركز المنشأة جنوب سوهاج، يوجد مركز شباب يسمى بالنادي الأهلي، وهو ملعب خماسي، له أكثر من 4 أعوام تم البدء في تجديده ولم ينته حتى إلى الآن، ما تسبب في استياء الكثير من الشباب، حيث يقول "هشام محمد" طالب جامعي: "إن هوايتي لعب كرة القدم وهي المتنفس الوحيد من ضغوط الحياة والمذاكرة، فكان تجديد النادي الأهلي بمركز المنشأة حائلًا بيني وبين هوايتي المفضلة، وانتظرنا أكثر من 3 أعوام ولم يتم الانتهاء من العمل فيه إلى الآن".
كما ذكر "مجاهد قناوي" أحد الشباب المشتركين في مركز شباب النادي الأهلي: "النادي يمثل لنا حياة كبيرة لا يمكن الأستغناء عنه، فعندما تم هدمه والبدء في تجديده انتابتني مشاعر السعادة والفرح؛ لحبي أن يتطور النادي أكثر من ذلك، وأحلم أن أشاهده مثل مراكز الشباب الخاصة، وننتظر كل شهر في البدء في استكمال النادي، ولم نجد حلا إلا الذهاب لمراكز الشباب الخاصة ولقلة مراكز الشباب الحكومية، وعدم كفاءة المراكز الحالية، أدى إلى زيادة انتشار النوادي الخاصة التي تستغل الشباب استغلالًا كبيرًا، والتي تبلغ لعب الساعة فيه أكثر 120 جنيها، ولا أستطيع لعب أكثر من مبارة كل 15 يومًا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مراكز الشباب الخاصة، وعدم مقدرتي على ذلك، ما يصيبني بحالة من الضيق والمعاناة، ولقلة مراكز الشباب الحكومية، وعدم كفاءة المراكز الحالية، أدى إلى زيادة انتشار النوادي الخاصة الذي تستغل الشباب استغلال كبيرًا".
ولم يسلم مركز شباب قرية "أولاد سالم" من هذه المشكلة، حيث قال "عبدالله السيد"، أحد أبناء القرية، "إن قرية أولاد سالم مهمشة نهائيًا من قبل المسئولين، حيث تم إنشاء هذا النادي في عام 2010، وتم بناؤه وتشييده وتجهيزه، إلا أن قامت ثورة 25 يناير ونالها ما نال مثلها من النوادي والموئسسات من السرقة والخراب والتكسير، وتوقف العمل به، حتى قمنا بإرسال الشكوى إلى مدرية الشباب والرياضة، وفوجئنا أن أرض النادى غير مخصصة ومن ذلك الوقت الوقت لم يتغير شيء".
وتابع: "كما طلبت منا الشباب والرياضة بالتوجه إلى مجلس المدينة لمطالبته بتخصيص أرض النادي، مما زاد العبء على شباب القرية، إلى متى ننتظر رغم أنه أقل حق من حقوقنا، فأغلب شبابنا لا يجدون مكانًا غير هذا للترفيه عن أنفسهم".