قصص ملهمة وتجارب مثيرة للتأمل يقدمها عدد كبير من متحدي الإعاقة، تحمل المعنى الحقيقى لتحدى المستحيل ومواجهته مهما كان، نستعرض واحدة من تلك القصص استطاعت صاحبتها أن تتغلب على عجزها لثبت أن الإعاقة ليست جسدية إنما هى إعاقة وعجز فى التفكير وقصور عن تطوير الذات.
نورا صلاح، واحدة من قصص نماذج تحدت إعاقتها حيث تلعب تنس الطاولة بنادى متحدى الإعاقة باستاد الفيوم الرياضى ولا تفارقها الابتسامة.
اقرأ أيضًا:جامعة الزقازيق تشارك في اللقاء الرياضي لمتحدي الإعاقة بالإسكندرية
نورا مصابة بإعاقة فى يدها اليمنى وقدمها، وقررت فى الثالثة والأربعين من عمرها بدء ممارسة رياضة تنس الطاولة وخصصت وقتا يوميا لها.
قالت نورا، إنها متزوجة ولديها 3 أبناء أحدهم مصاب بالتوحد، وتعمل عاملة نظافة فى مدرسة ووجدت أن الكثيرين من أصحاب الإعاقات فى نفس ظروفها يتحدون الإعاقة ويمارسون الرياضة فقررت السير على نهجهم فتقدمت لنادى متحدى الإعاقة وبدأت فى تعلم الخياطة وتنس الطاولة مشيرة إلى أن إعاقتها رغم أنها فى يدها اليمنى إلا أنها تصر على تعلم الأشياء التى تعتمد على مهارة اليد وتنفيذها بمهارة بيدها اليسرى مثل الخياطة.
وأضافت، أنها تعلمتها منذ أن كانت فى العشرين من عمرها من والدتها وتقوم بعمل الملابس والستائر وغيرها ولكنها التحقت بتدريب الخياطة بنادى متحدى الإعاقة لتزيد من مهارتها وتحول المهنة إلى مشروع تجارى تتربح منه.
من نماذج تحدى المستحيل، سلمى محمد، طفلة تبلغ من العمر ١٤ عاما مصابة بعيب خلقي في العمود الفقري، أدى إلي فقدناها الحركة، مقيمة في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، ورغم إعاقتها عن الحركة فإنها تتميز بين أصدقائها في المدرسة بالتميز في الدراسة والرسم ومنذ الصغر وهي تجيد الغناء وقراءة القرآن بصوت ملائكي.
وروت والدة سلمى قصة ابنتها قائلة: "سلمي من يوم ما ولدتها وهي تعاني من عيب خلقي في العمود الفقري وقومنا بفحصها وطلب الطبيب إجراء عملية جراحية عند بلوغها ٤ سنوات وبعد إجراء العلمية إصابة بالشلل في الجزء السفلي من جسدها وتضاعف المرض وأصبحت الحركة منعدمة تماما، بالإضافة إلى أدي إلي إصابتها بأمراض أخرى كثيره منها إرتجاع علي الكيله وتم إجراء عملية تحويل مسار البول وظلت الأمراض تلحقها، رغم عن ذلك كانت تستمع للقرآن وتردده وكانت تتمتع بالذكاء".
واستكملت: "أصر والدها على تعليمها القرآن وبالفعل تواصل مع شيخ لتحفيظها القرآن في المنزل، عند وصولها السن القانوني للالتحاق بالمدرسة قدم والدها الأوراق والتحقت بالمدرسة رغم عدم قبول فكرة تعليمها من الكثير من أفراد العائلة وضيق المعيشة، ولكن صمم والدها أن يحقق حلمه في بنته وأن يعطيها فرصة جديدة في الحياة خصوصًا بعد تميزها في حفظ ٥ أجزاء من القرآن وهي صغيرة في السن، ولكن توفي والدها وهي في الصف الثالث الابتدائي".
وتابعت: "رغم ضيق المعيشة مازالت مستمرة فى تعليم سلمي لأحقق حلم والدها وحلمي أن أرى بنتي سعيدة ودكتورة في الجامعه، بعد وفاة زوجي انتقلت للعيش مع والدي للمساعدة في مصاريف البيت، بعد فترة توفي والدي لأظل بمفردي في الحياة أسعى لأحقق حلمى سلمي".