توجه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بالنصيحة لكل من يفكر في الانتحار بالإكثار من ذِكر الله تعالى، والحمد، منوهًا بأن الانتحار حرام شرعًا ومن كبائر الذنوب التي نهانا عن الإسلام.
اقرأ أيضا.. انتحار طالب إعدادي بتناول حبوب الغلال لخلافات مع والده بالمحمودية
وأضاف جمعة خلال حواره مع الإعلامي عمرو خليل، ببرنامج "من مصر"، المذاع على فضائية "cbc"، أن فكرة الانتحار ناتجة عن الاكتئاب، وعلاج الاكتئاب واضح وهو كثرة الذكر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا له، وقال: «خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
واستشهد بما روي الترمذي (3585) عن ابن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (صحيح الترمذي)، وروى الإمام مالك في "الموطأ "(726)، والبيهقي في "السنن" (8391) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللهِ بْنِ كَرِيزٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ».
اقرأ أيضا.. "لماذا الانتظار".. آخر رسالة تركها طالب إمبابة قبل انتحاره
وأشار إلى بعض كنوز الأذكار منها: من قال في اليوم 100 مرة «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، غفر له ذنبه ولو كان مثل زبد البحر، وهناك فضل آخر لهذا الذكر كما ورد في حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:«مَنْ قَالَ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».
حكم الانتحار
حسم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، الجدل في حكم المنتحر والانتحار، مؤكدًا أنه ليس كافرًا بل عاصيًا، ولكنه مات وعليه ذنب.
وأوضح، أن الانتحار من كبائر الذنوب والمعاصي، وفعله يندرج تحت قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق، مشددًا على أن الانتحار فيه نوع من الاعتراض على أقدار الله، وتعجيل لقضاء الله -عز وجل-.
اقرأ أيضا.. أسباب سيطرة أفكار الانتحار على الشخص.. الأعراض وكيفية منعها
عذاب المنتحر في الآخرة
شدد على أن المنتحر سيعذب في النار بنفس الطريقة التي قتل نفسه بها في الدنيا، فلو انتحر أحد من أعلى شاهق، سيعذب في جهنم بإلقاء نفسه إلى النار من أعلى جبل شاهق، مُستشهدًا بما روي عن ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيءٍ عُذِّبَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ» رواه البخاريُّ. وفي حديث آخر: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ونبه على أن أخطر ما في الانتحار أنه يُمثل سخط العبد على قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، لافتًا إلى أن الإيمان بالقضاء والقدر هو أصل من أصول الإيمان بالنسبة للمسلم.