قالت الدكتورة هبة الله حسين أخصائي الصحة العامة والتغذية، والمتحدث الرسمي للمعهد القومي للتغذية، أن هناك تداول خاطئ للمعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي في أمور عديدة تخص التغذية والطعام، موضحة أن الأمر لا يتوقف على ذلك ولكن يتم نشر أخبار كاذبة ووهمية على مواقع الإنترنت من أجل "الشو والفرقعة الصحفية".
وأوضحت هبة الله في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه لا يوجد مخاطر صحية ناتجة عن تناول النودلز أو ما يعرف بـ"الإندومي" سوى المعروفة لدى الجميع وتتمثل في الإصابة بزيادة الوزن والسمنة بسبب استخدامه المفرط وبالتالي سيؤدي إلى الأمراض المصاحبة للسمنة كأمراض القلب والسكري والضغط وهو ما أثبتته الأبحاث العلمية، أما ما تردد من شائعات حول كونه سبب في حدوث ضمور في الأعصاب لا أساس له من الصحة.
وأشارت أخصائية الصحة العامة والتغذية والمتحدث الرسمي للمعهد القومي للتغذية، إلى أن كل ذلك بسبب مادة الصوديوم أحادي الجلوتامات والتي تستخدم لإضافة النكهة في العديد من الأطعمة المصنعة وصناعات الأغذية وبالتالي فهناك ما يسمى بالاستخدام الأمن لها أي لا يمكن تخطي حد الأمان به ولا يوجد دراسات أثبتت إنها تسبب ضمور الأعصاب في الأطفال، قائلة "الفزع المنتشر غير مبرر واللي عايز يقول غير كده يقول أبحاث مش كلام مرسل غير منطقي".
اقرأ أيضًا.. مفاجأة.."القومي للتغذية" ينتصر للإندومي والكاتشب ضد حملات التشوية
وأضافت أن الأخبار المنتشرة حول مخاطر الإندومي مزعجة للغاية، بالإضافة إلى شائعات حول تناول الكاتشب وأضراره المؤدية لسرطان الكبد بسبب مادة الأفلاتوكسن التي تنتج عن سوء التخزين، موضحة أنه فطر من الوارد أن يحدث في أي نوع من أنواع الأغذية، مؤكدة أنه لا يوجد إجراء لأي تحليل تم على الكاتشب الموجود في الأسواق وإيجاد ارتفاع نسبة الأفلاتوكسن به فهو حديث قائم على الكلام المرسل فقط.
ونوهت بأنه لم تقف الشائعات عند هذا الأمر بل وصلت إلى التونة وهي من المصادر الجيدة للبروتين والأوميجا 3 ولكنها من الأغذية المعلبة، وتم الحديث عن أنها تسبب الفشل الكلوي موضحة أنه لا يوجد أي دراسة علمية أثبتت ذلك، مشيرة إلى أنه يتم الحديث عن وجود الزئبق فيها وهو لا علاقة له بالكلى ولا يسبب فشل كلوي ولكن الزئبق يؤثر على الجهاز العصبي ويكون القلق منه على السيدات الحوامل، فلا يوجد سبب واضح للفزع الذي حدث.
وتابعت أخصائية الصحة العامة والتغذية: "بسبب الفرقعة الصحفية نتجنب الصحفيين بسبب الإدلاء بتصريحات معينة وإيجاد غيرها مما يتسبب ذلك في إيذاء المواطنين وتخويفهم بالإضافة إلى الإضرار بنا من خلال حديث لم نصرح به، وأدين الصحفي الذي يغزل من الكلام تصريحات أخرى فهو شيء مقرف"، لافتة إلى أنها أصدرت اليوم بيان باسم المعهد القومي للتغذية يرد على كل تلك الشائعات والأخبار الكاذبة وذلك بعد مراجعة كافة الدراسات التي تم إجراؤها في هذا الشأن، مؤكدة أن المعهد جهة حكومية لا يمكنها إصدارها بيان رسمي بدون أساس علمي.
وعلقت أخصائية الصحة العامة والتغذية، أنه يتم نشر معلومات عارية تمامًا من الصحة على السوشيال ميديا، فمثلا هناك من يكتب أن تناول الموز مع البيض يسبب الوفاة معلقة أن "أي حمار يقول أي حاجة نصدقه!"، مؤكدة أن أي طبيب سيحث المواطنين على تناول الأطعمة في المنزل بدلًا من الموجودة في الشارع لأنها أكثر أمان وصحة، وأنه وفقًا لرأيها الشخصي أن الأطعمة "الفريش" المحضرة بالمنزل أفضل من الأغذية المحفوظة والمصنعة وهو أمر يعرفه الجميع لأنها مضمونة، فالأغذية المصنعة تحتوى على مواد حافظة وبعض الكيمياء، قائلة "لو قدرت اتفادها هتفادها لكن هي مبتموتش طول عمرنا بناكل منها، فليس المنطقي أن نردد كلام مرسل لا أساس له من الصحة".