يشغل موضوع العمر والحياة والموت بال كل إنسان مسلمين وغير مسلمين، فهل يمكن للإنسان أن يطيل عمره؟ وهل هناك في الأثر النبوي الشريف أو في السيرة النبوية ما يشير لوجود أعمال قد تطيل عمر الإنسان ؟ وما هى الأعمال التي يمكن أن تطيل عمر الإنسان ؟ وهل للطب الحديث دخل في هذا ؟ حول هذه الأسئلة ذهبت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن هناك قدر معلق يكون مرتبط بصلة الرحم، مستشهدًا بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَه”، لافتًا إلى أن صلة الرحم قد تطيل العمر.
اقرأ ايضا .. هل الموت قرار يتخذه الإنسان وهل يمكن إطالة العمر بأعمال دينية وأسباب علمية؟
وقال ابو عبد الله الحليمي في معنى هذا الحديث : أن من الناس من قضى الله عز وجل بأنه إذا وَصَل رحمه عاش عددا من السنين مُبيَّنا ، وإن قطع رحمه عاش عددا دون ذلك ، فحمل الزيادة في العمر على هذا ، وبسط الكلام فيه ، ولا يخفى عليه أي العددين يعيش . نقله البيهقي في شُعب الإيمان . أما الإمام النووي وغيره من علماء الحديث فقالوا في شرح الحديث : أن هذه الزيادة بالبركة في عمره ، والتوفيق للطاعات ، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة ، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك . والثاني : أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك ، فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه ، فإن وصلها زِيد له أربعون ، وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك ، وهو من معنى قوله تعالى : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ) ويُثْبِت فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قَدَرُه ولا زيادة بل هي مستحيلة ، وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة . أي أن الزيادة ليست على ما في اللوح المحفوظ ، وإنما هي على ما في أيدي الملائكة من صُحُف .