قصص وحكايات وتاريخ عريق يحمله شارع "السبع بنات" أحد أهم وأقدم وأشهر شوارع عروس البحر، يبدأ الشارع من من ميدان المنشية حتى منطقة اللبان، وينتهى على حدود طريق القبارى، أي يربط بين ثلاثة أحياء هي "حي غرب وحي وسط وحي الجمرك"، وقد ارتبط اسمه بالسفاحتين الأشهر في التاريخ، "ريا وسكينة" اللتين سكنتاه، وارتكبتا أشهر جرائمهما بأحد منازله.
شارع "السبع بنات" بالإسكندرية
-سبب تسمية الشارع
يرجع سبب تسمية شارع السبع بنات بهذا الاسم إلى وجود 7 راهبات ممرضات يونانيات من إحدى الكنائس كُن يعشن في المنطقة ويقمن بإضاءة الشارع ليلًا، حيث كانت تقطن الجاليات الأجنبية والتجار من اليونانيين والإنجليز، فكانت به الحانات والدكاكين الخاصة ببيع الخمور، فضلًا عن الكثير من بيوت "الدعارة"، وكان السير في الشارع خطرًا في الليل بسبب انتشار عمليات خطف النساء والفتيات التي كانت تقودها "ريا وسكينة" في ذلك الوقت، وكانت الراهبات السبع الممرضات يقمن بإضاءة الشارع بالمصابيح طول الليل حيث كُن يمشين يوميًا في المساء بعد عودتهن من عملهن، ويقمن بإنارة الشارع بالمصابيح التي يحملنها، لذلك سُمى الشارع بـ"السبع بنات" كما سُميت المستشفى باسم "الراهبات السبعة".
شارع "السبع بنات" بالإسكندرية
-عراقة الشارع
ويقع على رأس الشارع من منطقة المنشية مبنى "سراي الحقانية"، ذلك المبنى التاريخي الأثري الذي تم إنشاؤه عام 1886، عصر الخديو توفيق، وهو ذو طراز معماري إيطالي نادر، ويضم العديد من المقتنيات ذات الأهمية البالغة، ومنها تمثال نصفي للخديو عباس حلمي الثاني، ولوحة زيتية نادرة، تحكي تاريخ القضاء المصري، كما يضم الشارع مبنى بورصة القطن القديمة، وعشرات العقارات القديمة التاريخية التي بنتها الجاليات الأجنبية خلال مطلع القرن العشرين، والتي تهدم عددا كبيرا منها في الوقت الحالي من خلال المقاولين لبناء أبراج سكنية، ومبنى الإدارة التعليمية بمنطقة الجمرك وغرب الإسكندرية.
شارع "السبع بنات" بالإسكندرية
أشهر الشوارع الحيوية
ويعتبر شارع "السبع بنات" في الوقت الحالي أحد أشهر الشوارع الحيوية بالمدينة، فهو سوق لمحلات الأدوات الكهربائية حيث يضم نحو 200 محل مختلف يقصده المئات يوميًا، وقد تحوّل من شارع يمتاز بالسهولة المرورية والجمال الحضارى، والتنظيم، إلى شارع ممتلئ بمواقف السيارات، والباعة الجائلين، والتكدس والزحام والعشوائية التي أفقدته جماله وطمست معالمه وتاريخه.