قال المستشار وائل نجم، المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، وسكرتير عام مفوضية الأمم المتحدة، إن الشعب المصري لديه عيب خطير في موضوع الانتخابات يتمثل في أنه عندما يكون لدى أي عائلة نائب مرشح في الانتخابات يكون فرض عين على العائلة كلها أن تنتخب هذا النائب وهو ما يسمى بالقلبية والعصبية وهذه مشكلة يُعاني منها الشعب المصري أجمع؛ لأننا لا ننظر للصالح العام.
وأضاف "نجم"، خلال لقائه ببرنامج "المصري أصلي"، الذي يقدمه الإعلامي عبدالتواب الرفاعي، المذاع عبر فضائية "مايسترو MTC"، مساء اليوم السبت، أنه يجب في موضوع الانتخابات التفرقة بين المصلحة الشخصية للمواطن ومصلحة الدولة وهذه الأهم؛ لأنها تحتاج إلى تكاتف جميع المواطنين، مشيرا إلى أنه لا يوجد شخص معصوم من الخطأ وهذا شئ معروف للجميع ولكن إذا كان العضو المرشح من المعروف عنه أنه يساعد مواطني دائرته وتقديم الخدمات والتسهيلات لهم هنا يجب علينا جميعا الوقوف جانبه، لافتا إلى أنه ليس دور النائب فقط أن يُخصص قطع أراضي لأهله أو يقوم بتعيين الأقارب أو تقديم مصالح شخصية لبعض أهالي دائرته و المتمثلين في أقاربه، مستطردا: "هذا ليس دور نائب البرلمان على الإطلاق".
وأوضح أن العضو المرشح للانتخابات إذا وعد أي شخص بتسهيلات شخصية ووظيفة حال حصوله على العضوية فإن هذا النائب يكون نائب "أونطة" حسب قوله وغير جدير بتمثيل دائرته تحت قبة البرلمان، مشيرا إلى أن دور النائب الحقيقي يتمثل في مراقبة الحكومة وسن التشريعات التي تتواكب مع الوطن، لافتا إلى أننا نحتاج في البلد إلى طريق نظيف ومأكل جيد وأسعار منخفضة، مؤكدا أن عضو مجلس النواب في الوقت الحالي أصبح متفرغا للسوشيال ميديا بشكل مُبالغ فيه ويمدح من يمجده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وطالب الأحزاب بضرورة تنقية نوابها تحت قبة البرلمان؛ لأن دور الأحزاب في الوقت الحالي أصبح غائبا وليس من الطبيعي أن تضم الأحزاب الأشخاص الأثرياء فقط للترشح في الانتخابات دون النظر إلى قدرات هذا النائب وعقليته وإمكانية خدمته للمواطنين، مشيرا إلى أننا نحتاج خلال الفترة الحالية لنائب يسير بموازاة مع الشعب والحكومة في وقت واحد ويكون صوت الاثنين معا وليس صوت الحكومة فقط؛ لأن المواطن هو من انتخبه وأوصله لكرسي البرلمان، لافتا إلى أن النائب يجب أن يكون بمثابة حلقة وصل وينزل الشارع ويراقب الأسواق بنفسه ويجلس مع المواطنين، مستطردا: "إحنا مبقناش نشوف النواب خالص ولا عارفين نقعد معاهم".
وأشار إلى أن جميع النواب في دوائرهم معروف من يعمل منهم لخدمة أهالي دائرته ويقدم لهم الخدمات المختلفة، وعلى النقيض الأخر معروف أيضا النواب المتكاسلين عن خدمة أهالي دائرته، موضحا أن المواطنين عندما يجدون نائبا غير متفاعل معهم لا ينتخبوه مرة أخرى، مطالبا النواب الذين لم يساعدوا أهالي دوائرهم بعدم الترشح مرة أخرى وترك الفرصة لغيرهم حتى يستفاد الجميع.
وطالب الأحزاب بوضع خدمة مصر في المقام الأول وتنحي المصالح الشخصية جانبا، والتمهل في اختيار نواب الشعب حتى يعم الخير على الجميع؛ ونرى نوابا يعملون لصالح مصر في المقام الأول