سيناريو خطير.. هكذا تحوَّلت أصوات كلينتون إلى ترامب

كتب :

لفت شاين هاريس في موقع ديلي بيست الأمريكي إلى إمكانية اختراق النظام الإلكتروني الذي تستند إليه الإنتخابات في أمريكا. وتبيّن لشاين، من خلال حديثه مع خبراء عدّة في هذا المجال، أنّ هذا السيناريو جدّي. فسرقة وتسريب الرسائل الإلكترونية من اللجنة الوطنية الديموقراطية "يمكن أن تكون البداية وحسب"، بالإضافة إلى كون آلات التصويت وأنظمة جدولة الأصوات "غير آمنة بشكل خطير".

ونقل هاريس عن 31 عضوًا من مجموعة أسبن للأمن القومي قولهم: "المسؤولون عن الانتخابات على كل مستوى في الحكومة يجب أن يحفظوا هذا الدرس: نظامنا الانتخابي يمكن أن يكون هدفًا للحكومات الأجنبية الطائشة والمنظمات الإرهابية".

"أخطر ما يمكن للمسؤولين القيام به"

ويكتب شاين أنه بمجرّد انتهاء عملية الإقتراع، تُرسل الأصوات إلى مراكز أخرى لاحتسابها. وفي هذا الوقت بالذات، تصبح عرضة للعبث خصوصًا إذا أرسلت إلكترونيًا. ويوضح شاين العملية بالإشارة إلى أن 31 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا في واشنطن تسمح للجيش والناخبين في الخارج بنقل أصواتهم إلكترونيًا، وفقًا لمنظمة فيريفايد فوتينغ الأمريكية غير الربحية. وهذا "واحد من أكثر الأشياء خطورة التي يمكن للمسؤولين عن الإنتخابات أن يقوموا به"، لأنه يوفر للقراصنة "نقطة منفذ عن بعد إلى النظام الإنتخابي". وقالت باميلا سميث، رئيسة هذه المنظمة للدايلي بيست إنّ "أي شيء لا يحتاج بالمطلق إلى أن يتصل بالإنترنت، لا تصلوه به". ونقل شاين عن مسؤولين أمريكيين توجيههم النصيحة نفسها لمالكي ومديري البنى التحتية الحسّاسة مثل شبكات الطاقة الكهربائية.

ضرب ملف التعريف

ويركّز الكاتب على أنّ خرق آلات التصويت الإلكترونية، قد يكون الأشدّ ضررًا. فحين يضغط الناخب على اسم مرشح على الشاشة، يكون ملف تعريف الإقتراع هو المسؤول عن إبلاغ الآلة بأمر تسجيل الضغط على الاسم كتصويت فعلي. والملفّ يحدد كيف ترى الآلة هذا التصويت. هذه الملفات تُرسَل إلى الآلة في بعض الحالات من خلال الشبكة العنكبوتية. إنّ ملفًا فاسدًا يمكن، نظريًا، إخبار الآلة أنّ أصواتًا لكلينتون هي أصوات لترامب، والعكس صحيح.

مشكلة خرق آلات التصويت

يكتب شاين أن التصويت عبر الآلات الإلكترونية يحمل مخاطر في طيّاته. لكن يمكن التخفيف من المخاطر من خلال إنشاء سجلات تصويت مهمتها المساعدة في التحقق من أصوات الناخبين: "فكّروا فيها كإيصال تظهر للناخب كيف احتُسب صوته".

وتسمح هذه السجلات للمسؤولين عن الإنتخاب بإجراء تعداد يدوي للأصوات إذا اقتضى الأمر. فإذا غيّر أحد القراصنة الإلكترونيين الأصوات على إحدى الآلات، يجب على السجل إخبار المسؤولين عن الجهة الحقيقية التي صبّت الأصوات لصالحها. لكن هنالك خمس ولايات تستخدم آلات التصويت بدون هذه السجلّات، وهي لويزيانا وجورجيا وكارولاينا الجنوبية وديلاوير ونيو جيرسي. بينما هنالك سبع ولايات أخرى، يضيف شاين، تستخدم مزيجًا من التصويت الورقي والآلات الإلكترونية لكن من دون سجلّات أيضًا.

والمشكلة هنا، ينقل الكاتب عن خبراء، أنه إن حصل خرق في حال عدم وجود سجلات، فإن السلطات لن تفتقر إلى الأوراق القادرة على حسم النتيجة وحسب، بل ستفتقر أيضًا إلى معرفة حصول الخرق من الأساس، لأنّ السجل الوحيد للأعداد المحتسبة سيكون الآلة المقرصنة فقط.

إشاعة الخرق أسوأ من الخرق نفسه

"قل إنّك قرصنت التصويت، حتى ولو لم تفعل" يكتب شاين الذي يشير إلى أنّ القراصنة لا يحتاجون إلى اختطاف آلة تصويت أو برنامج إلكترونيّ للإقتراع، من أجل تقويض الثقة في نتائج الإقتراع. وبمجرّد إعلان أحد المرشحين هذا الأمر، سيدفع بمؤيديه إلى الغضب، خصوصًا إذا كانت النتائج متقاربة أو إذا جاءت نتيجة أحد المرشّحين أسوأ من المتوقّع. وقال عالم الحواسيب في جامعة جون هوبكينز للدايلي بيست أفي روبن، إنّه إذا كان هنالك نظام أظهر نقاط ضعف، حتى ولو لم يهاجمها أحد، لكن خلق الإنطباع بذلك، "فسيكون لديك مشكلة" في انتخابات متقاربة ومتنازع عليها. وأضاف شاين أنّه بناء على إدّعاءات ترامب بأن النظام مزوّر، وبناء على نمط تحريضه لمؤيّديه، ليس من الصعب تخيّل المرشّح يلجأ إلى مجرّد ادّعاء القرصنة الأجنبية كي يقدّم دليله على التدخل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً