مازالت حالة الجدل تسود النقاشات والأحاديث بين أبناء مركز بني مزار بمحافظة المنيا، بسبب وفاة مريض مساء الأربعاء الماضي 31 مارس المنقضي، وذلك بعد احتجازه داخل مستشفى المنيا الجامعي لمدة 21 يومًا، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء وفاته.
بداية القصة
حالة الجدل الممزوجة بالخوف والذعر، تضاعفت عقب وفاة المريض الذي يُدعى "على جمال"، والذي يبلغ من العمر 41 سنة، ويقيم في قرية صفط أبو جرج التابعة لمركز بني مزار بالمنيا، بسبب تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحذيرات منسوبة لأحد الأطباء العاملين بمستشفى المنيا الجامعي تؤكد وفاة المريض عقب إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وفي ذلك الحين وحرصًا على نشر الحقيقة كاملة؛ تواصلت "أهل مصر"، مع عائلة المتوفى؛ حيث أكد محمود الدهروطي، ابن عم المتوفي، أن ابن عمه لم يتوفي بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد مثلما ردد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أثناء حجزه بمستشفي المنيا الجامعي.
وأضاف الدهروطي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن ابن عمه تناول أدوية تسببت في تدهور حالته الصحية، وعقب نقله إلى مستشفى المنيا الجامعي تم تحويله إلي قسم السموم، وتوفي عقب أيام إثر إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية؛ قائلًا: "لدينا تقرير طبي بذلك".
حديث ابن عم المتوفى بددته شكوك أخرى تثربت إلى نفوسنا، بعد علمنا أن إدارة المستشفى تحفظت على جثة المتوفى ورفضت تسليمها لأهله؛ وهو الأمر الذي برره محمود الدهروطي، بأن السبب وراء عدم نقل الجثة من المستشفي إلي مسقط رأسه هو وجود حظر التجوال، لافتًا إلي أنه سيتم نقل جثة المتوفى ودفنه بمقابر العائلة بمركز بني مزار شمال المحافظة أمس الأربعاء؛ إلا أن هذا لم يحدث وظلت الجثة محفوظة في المستشفى حتى اليوم.
تقرير طبي يحسم الجدل
وخلال رحلة البحث عن حلٍ لهذه الألغاز التي تكتنف هذه القضية؛ حصلت "أهل مصر" علي مستند يحسم حالة الجدل التي انتشرت خلال الأيام الماضية بين أهالي محافظة المنيا.
المستند الذي حصلت عليه "أهل مصر"، عبارة عن تقرير طبي رسمي يوضح الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة المواطن المُشار إليه؛ وجاء في التقرير: "أنه تم مناظرة الحالة من أطباء وحدة السموم بالمستشفي حيث كان المريض يعاني من أضطراب بدرجة الوعي وضيق بحدقة العين وأفرازات علي الصدر وزيادة بمعدل التنفس وكذلك زيادة عدد ضربات القلب وتم حجزه بالوحدة لتلقي العلاج ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي في 11 من مارس الماضي، ثم تم تحويله إلي قسم النفسية والعصبية بعد استجابته للعلاج وفصله عن جهاز التنفس الصناعي".
وأضاف التقرير الطبي: "واستمر المريض في تلقي العلاج المطلوب لحالته بوحدة الصدمات وفي 31 من مارس الماضي، حدث ارتفاع في درجة الحرارة للمريض، وحيث أنه لا توجد أسباب طبية أخري تفسر ارتفاع درجة الحرارة، مما استدعي حسب التعريف الحديث من وزارة الصحة الصادر في 25 من مارس 2020، تم التواصل مع الطب الوقائي بمديرية الصحة لأخذ عينة لتحليل فيروس كورونا وتم الموافقة علي أخذ عينة مع التحفظ علي المريض بالوحدة لحين ظهور نتيجة التحليل مع اتخاذ جميع إجراءات العزل، وفي الساعة العاشرة مساءا حدث تدهور للمريض مما استدعي التدخل الطبي إلا أن المريض فارق الحياة وذلك بسبب تدهور حالة المريض السابقة بسبب الأدوية التي حاول الانتحار بها".
وأختتم التقرير: "أنه تم التواصل مع الطب الوقائي حيث أشار بالتحفظ علي الجثة لحين ظهور نتيجة التحليل وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا في 1 أبريل 2020، ظهرت نتيجة التحليل إيجابية وتم إبلاغنا بواسطة الطب الوقائي بأن نتيجة التحليل إيجابية وعليه تم التواصل مع جميع الجهات المعنية".
وعلمت "أهل مصر"، أنه تم نقل جثة المتوفي بسيارة مجهزة من مستشفي المنيا الجامعي يتقدمها سيارة شرطة لدفنه بمسقط رأسه بقرية صفط جرج التابعة لمركز بني مزار بالمنيا.