يعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف للآثار في العالم، حيث يستوعب 5 ملايين زائر وتقدر تكلفته بنحو 550 مليون دولار، إلى جانب مركز الترميم، والحديقة المتحفية ومبانى الخدمات التجارية والترفيهية، أي أن المتحف يعد ليكون صرح عالمي ومن المفروض أن يضم أكثر من مليون قطعة أثرية من مختلف العصور.
وفي حديث خاص لـ «أهل مصر» تحدث محمد عطوة مدير آثار المتحف المصري الكبير، قائلًا: إن هناك استعدادات على قدم الوساق للانتهاء من الأعمال الأثرية المطلوبة لهذا الدرج العظيم، والذي يعد أحد أهم قاعات العرض بالمتحف المصري للافتتاح المزمع بنهاية 2017.
وأضاف «عطوة» أن إدارات الآثار والمعلومات تعمل من أجل الانتهاء من الدرج العظيم، والذي يمثل منطقة انتقال واتصال رئيسية مابين قاعات العرض الخاصة لمجموعات الآثار التي تمثل العصور التاريخية المختلفة التي تقع إلى يسار الدرج، وبين القاعة الخاصة يعرض آثار مقبرة توت عنخ آمون والتي تقع إلى يمين الدرج، حيث تتوافر مداخل تسمح للزائر بدخول هذه القاعات من خلال الدرج.
والبداية الفعلية للمتحف الكبير بعد اجتياز الجزء الخاص بالاتريوم وقاعة العرض الخاصة بشرح التسلسل الزمني للحضارة المصرية من خلال استخدام بعض القطع والأثرية والنماذج التوضيحية، بالإضافة إلى الجزء الخاص بعرض معلومات خاصة بتخطيط المتحف وقاعات العرض المختلفة، حيث يمكن للزائر استخدام مجموعة من وسائل الرقمية لتخطيط مسار الزيارة والوصول بشكل سريع ومباشر إلى قاعات العرض.
ومن المقرر عرض الآثار الخاصة بالدرج العظيم خلال أربع مواضيع رئيسية هي: «الصورة الملكية، أماكن العبادة، تمثيل الملوك مع الآلهة ورحلة الملك إلى العالم الآخر».
بداية الدرج العظيم.. حيث يتاح للزائر فرصة مشاهدة العديد من التماثيل الملكية التي تمتد تاريخيا من العصر المبكر وحتى العصر اليوناني الروماني، حيث يحتوي هذا الجزء على أنواع مختلفة من التماثيل الملكية النصفية والكاملة والتي تتميز باحجمها الضخمة.
ويمثل الجزء الثاني من الدرج أماكن العبادة، حيث يعطى للزائر فرصة التعرف على التخطيط الخاص بالمعابد المصرية خلال الدولة القديمة، الوسطي، الحديثة، والعصر المتأخر، وذلك من خلال عرض العناصر المعمارية المرتبطة بعدة المعابد والعصور.
أما الجزا الثالث فيتناول فكرة تمثل الملوك مع المعبودات المختلفة من خلال عرض مجموعات من التماثيل بأحجام متفاوتة تمثل الآلهة منفردة الثواليث، والتماثيل الجماعية التي تمثل الملوك برفقة الآلهة وتماثيل الملوك أثناء تأديتهم للطقوس والشعائر أمام الآلهة.
ويمثل الجزء الرابع والأخير من الدرج، رحلة الملك المتوفي إلى العالم الآخر والأدوات الخاصة بحماية جسد الملك المتوفي من خلال مجموعة من التوابيت والصناديق الكانوبية والأوباي الوهمية.
وكل هذا المعلم العظيم يشترك فيه كلًا من إدارة العرض المتحفي وهي واحدة من إدارات الآثار والمعلومات تحت إشراف محمد عطوة والتي قامت بدور هام خلال الشهرين الماضيين لبلورة جميع الأفكار، واختيارات الآثار تحت إشراف طارق توفيق المشرف العام للمتحف، والدكتور حسن سليم عضو لجنة تنسيق الاختيارات الأثرية والعرض المتحفي، ويضم أيضا وحدة الاختيارات التي لها دور بارز في اختيار أهم الآثار التي ستعرض على الدرج العظيم من المنيا وتل الفراعيين، وتعمل تحت إشراف ناصف السيد ومجموعة أثرية مميزة، بالإضافة إلى وحدة التسجيل والمعلومات تحت إشراف ساره مصطفى التي عملت على جمع المادة العلمية وتصور وقياس القطع المختارة وادراجها على قواعد البيانات، إلى جانب إدارة المخازن والسجلات تحت إشراف محمد بدر والتي قامت باستلام وتخزين عدد خمس من القطع المختارة للعرض بالدرج العظيم.