يتجولون كالملائكة بردائهم الأبيض، مخففين عن المرضى آلامهم، ويرسمون البسمة على وجوههم، ساهرين على راحتهم، فلا تغفى أعين الأطباء بـمستشفى العزل الصحي في الأقصر قبل الاطمئنان على أولئك المرضى، والتأكد من سلامتهم، لذا هم يعتبرون نصف شفاء الإنسان بلطف أرواحهم التي تكون كالبلسم، وإنسانيتهم، ورقة قلوبهم.
واحد من أبطال الملحمة الوطنية على الأراضى المصرية، للتصدي لفيروس كورونا، في الأقصر يدعى عبدالرحيم محمد بدوي، طبيب بقسم المعمل وأمراض الدم، وهو ضمن أول الطاقم من الأقصر الذي بادر بالانضمام لفريق العزل بمستشفى إسنا للحجر الصحي بجنوب المحافظة، للوقوف في المرحلة الثانية لعلاج مصابي كورونا، بعد ما غادر 20 طبيب أدوا مهمتهم بنجاح لمدة 14 يوم ماضية.
مهمة شاقة تقع على عاتق الأطباء التمريض، كما أن طبيب المعمل وأمراض الدم يعتبر من أكثر العناصر الطبية في الحجر الصحي التي تقترب من حافة العدوى، لأنه يتعامل مع عينات مصابي فيروس كورونا مباشرة بشكل يومي.
الدكتور عبدالرحيم محمد هو إبن محافظة الأقصر مقيم بمركز إسنا، لبى نداء المستشفى بعد ما نادته للمشاركة في المعركة حتى تنتصر الدولة المصرية على فيروس كورونا، وتعود الحياة كما كانت قبل تفشي الوباء، الذي بات يفجع كل من أهمل في عدم الالتزام بتوصيات الحكومة.
"عبدالرحيم" حمل حقيبة أسلحته، وذهب مسرعًا إلى مستشفى اسنا للعزل الصحي ليطرق أبوابها، ليقول أنا جاهز للحرب، لكن قبل خوضه للمعركة استوقفته مدير "مكافحة العدوى" لتعطي له الدواء الشافي والوقاي من العدو الفتاك فيروس كورونا.
الطبيب عبدالرحيم محمد بمستشفى إسنا للعزل الصحي بالأقصر
الجندي الأبيض أكد لـ"أهل مصر" أنه سيحارب هو وزملائه مهما كانت الظروف والاوقات، سيحارب من أجل بقاء الوطن، حتى لا تسقط مصر أم الدنيا وينهار اقتصادتها".
وتابع قائلاً: "سنحارب من أجل أن تفتح الجوامع، حتى يصلى الناس صلاة الجماعة بقلب مطمئن خالي من القلق، سنحارب من أجل الحرمين الشريفين حتى يُفتح الطواف حول الكعبة".
الدكتور عبدالرحيم محمد بمستشفى العزل الصحي في الأقصر
الطبيب الملائكي يوضح أن زيادة نسب الشفاء بجانب العقاقير الطبيبة، هي روح المعاملة الحسنة التي نقذفها فى قلب مصاب فيروس كورونا، ليشعر بالأمل والأمان بأنه سيغادر المستشفى عما قريب، كما نقوم بتوفير كل متطلبات المريض وكأنه في فندق خمس نجوم، حتى لا يدخل في أذنيه وسواس قهري يقول له أنك في عالم آخر ستظل معزول عن أقاربك واحبتك، إلا أن مصابين فيروس كورونا بمستشفى العزل بالأقصر لديهم دافع أقوى من ذلك لخوض المعركة والانتصار على الفيروس بخروجهم من المستشفى .
ويختتم الطبيب عبدالرحيم محمد بدوي حديثه قائلا: " مش هسيب مستشفى العزل الصحي بالأقصر بعد قضاء الـ14 المخصصة لي هناك، وساقوم بتجديدها حتى يندثر وباء فيروس كورونا المستجد وتصبح مصر خالية من تلك الوباء اللعين".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
