رب ضارة نافعة.. فيروس كورونا يعجل بعملية التحول الرقمي في مصر.. ونائب وزير الاتصالات: يوفر الوقت والجهد ويقضي على الفساد الإداري

التحول الرقمي
التحول الرقمي

لم يدع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد_19) مجالا للرفاهية في الاعتماد على آليات التحول الرقمي، بل جعلته وضعا اضطراريا لا مفر للمجتمع المصري منه خصوصاً أن هناك عدة أدوات تسمح بمواجهة الفيروس بقوة، حيث تتيح منع التجمعات والحد من التعاملات المباشرة التي تسبب نقل العدوى فضلا عن تنفيذ العديد من الأعمال عن بعد من المنزل .

لذلك كان حل الأزمة كما أوضحه خبراء صناعة تكنولوجيا المعلومات(أون لاين)، حيث لم تكن تقع الثورة الصناعية الرابعة وطفرة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي حدثت خلال العقود الأخيرة لنستمتع فقط بعروض النتفليكس والترفيه بألعاب عبقرية مثل بابجى ونندفع فى علاقات اجتماعية وهمية عبر شبكات التواصل الاجتماعى لتحل محل علاقاتنا الطبيعية فحسب

بل إن الاختبار الحقيقي للتكنولوجيا هو فيما تقدمه للعالم فى مثل هذه الأوقات العصيبة، وكيف يمكنها أن تسهم بشكل فعال فى تقليل الأثار الوخيمة للأزمة.

هكذا الحال فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عندما تتوارى فى هكذا موقف يحتاجها فيه الوطن أمس الحاجة، أو أن تكتفي بتقديم حلول على مستوى الفيديو كونفرانس مكتفية بهذا الدور المحدود الذى يقدم قيمة مضافة محدودة للقطاعات الاقتصادية الأخرى.

حيث أكد المهندس خالد العطار نائب وزير الاتصالات لشئون التحول الرقمي، أن المنظومة الرقمية الجديدة تساهم في تحريك المواطنين نحو القنوات الرقمية من خلال الحصول على خدمات الصحة والتعليم والتموين والمرور والتوثيق للقضاء على اهدار الوقت والجهد والمال الذي يضيع بسبب الروتين، مبينا أن هناك خطة محكمة للقضاء على الفساد الاداري، حيث بدأنا خطة مصر الرقمية للاعتماد على اقتصاديات المنصة الرقمية والتي يقوم عليها العالم في العصر الحديث من خلال اقتصادات المنصات مستشهدا بفيسبوك الذي يمثل منصة يتصل من خلالها الأفراد ببعض مضيفا أن فكرة المنصة تقوم على التعامل الرقمي من خلال وسيط إلكترونيا بين عملاء ومقدمين خدمة يتلاقوا في مكان واحد.

أضاف العطار أن الوزارة تستهدف أن تكون مصر بين أفضل 30 دولة على مستوى العالم في التعامل الرقمي متابعا أننا نتطور من 6-8 مراكز في التعاملات الرقمية بشكل سنوي، موضحًا أن ميكنة الخدمات جزء من عملية التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي كمنظومة تسعى للانتقال لحياة رقمية في أسلوب حياتنا اليومية والمعيشية بشكل أفضل، مستشهدا بالاعتماد على تدفق البيانات المرئية عبر الانترنت "streaming" خلال مشاهدة مقاطع الفيديو كذلك تنفيذ طلب السيارات والتي ظهرت في عمليات النقل التشاركي من خلال تطبيقات الهواتف الذكية أيضًا تنفيذ مهام العمل بشكل متطور بالمكاتب، وهو ما يتطلب التعامل الاونلاين والرقمي بدلا من التعامل الفردي كما يطلق عليه وجه لوجه، وذلك مقابل الحصول على أية خدمة في مختلف المجالات بهدف تقليل الجهد والوقت والمال المهدر.

وأوضح العطار أن فكرة ميكنة الخدمات تقوم على أتمتتها وجعلها الكترونية لمساعدة المؤسسات على القيام بدورها بشكل إلكتروني بهدف تحسين جهودها لخدمة المواطن وهو جزء من التحول الرقمي.

وكشف العطار أن انعكاس التحول الرقمي على تطوير المجتمع يدعم التعامل بدون أوراق بما يسهل مهمة تغييرها وحفظها من الضياع ونقلها بما يؤدي للقضاء على الروتين ومنع تعطيل مصالح العامة والقضاء على الفساد بسبب الاعتماد على الأفراد في المصالح والمؤسسات الحكومية واستخدام التوقيع البشري والأختام، مضيفا أنه يجعل التعامل مع أصول الدولة بشكل سهل ويسير والخدمات بشكل رقمي سريع.

من جانبه قال المهندس محمد سعيد رئيس شعبة البرمجيات بجمعية اتصال، أن أزمة كورونا قد ساهمت بشكل غير مباشر في نشر عملية التحول الرقمي بشكل غير مباشر، مشيرًا إلى أن تعطيل الدراسة والتحول الى التعليم الالكتروني عن بعد يعد أبرز مظاهر التعجيل بالتحول الرقمي والتي تحد من كثافة الطلاب بالمدارس والجامعات، والتي يجب الاستفادة بها فيما بعد لتقليل الازدحام والتكدس بالفصول الدراسية عبر المواقع التعليمية، منوها أن الأمر ينطبق ذاته تعاملات فروع البنوك ومكاتب البريد والتي أصبح التعامل من خلالها عن طريق ماكينات الصراف الآلي (ATM) وتطبيقات تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول، بالاضافة إلى انتشار منصات ومواقع التجارة الإلكترونية التي تمكن عملاءها من شراء كافة متطلباتهم دون الحاجة الخروج من منازلهم.

وكشف سعيد في تصريحات خاصة لأهل مصر أن أزمة فيروس كورونا دفع العديد من الفئات الجماهيرية المختلفة لاستخدام الخدمات الحكومية الرقمية دفع فواتير المرافق المنزلية مثل المياه والانترنت والكهرباء والغاز، كذلك سداد قيمة رخص السيارات والمخالفات المرورية واستخراج الوثائق والشهادات وعمل التوكيلات وغيرها بما ينشر من ثقافة (الأون لاين) عند الأفراد ويرسخها في تعاملاتهم فيما بعد.

من جانبه قال المهندس خالد ابراهيم نائب الرئيس التنفيذى لغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن المستخدم النهائي الغير متخصص أصبح أكثر وعياً وارتفع سقف توقعاته لما يمكن أن يحصل عليه من النظم التكنولوجية، مستشهدا بالمستخدم الذى كان بحاجة للنزول للسوق ليشترى حذاء قبل عدة سنوات يدرك الأن أنه أصبح قادراً على شرائه دون الخروج من المنزل، كما أصبح قادراً على دفع الثمن من بطاقته المصرفية وحجز تذاكر طيران وفنادق وتقدبم والانصراف عن الصحف الورقية إلى المواقع الخبرية الالكترونية التى تمده بالأخبار لحظة بلحظة، كذلك الانتقال إلى الترفيه من خلال مواقع ومنصات الفيديوهات المتخصصة مثل اليوتيوب ونيتفليكس وساوند كلاود وسبوتيفاى بدلا من مسلسلات التليفزيون وعن السينما وحفلات الموسيقى.

وأشار في تصريحات خاصة لأهل مصر إلى أن العديد من الشركات الصغيرة فى مختلف المجالات، أصبحت تسعى لميكنة أعمالها بشكل فردي ومصانع متباينة الأحجام تبحث عن التحكم الآلى فى آلاتها لزيادة انتاجها بكفاءة أعلى وأسرع وأقل تكلفة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً