نجح فيلم the platform في الاستحواذ على اهتمام عدد كبير من الجمهور المصري وتلقى إشادة كبيرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل الظروف التي تعيشها مصر حاليا وفرض حظر التجوال والحجر المنزلي الذي يعيشه الناس حاليا بسبب فيروس كورونا.
فيلم platform
الفيلم الإسباني The Platform يعني المنصّة، وحصد نسبة مشاهدة عالية على شبكة نتفليكس، بعد صدوره حديثًا في 20 مارس الماضي، ويسلط الفيلم الضوء على غريزة البقاء عند الإنسان وخوفه من فقدان حياته، وتنطلق أحداث الفيلم في مكان افتراضي أشبه بالسجن، يمكث فيه الخارجين عن العدالة، وبعض المتطوعين أيضًا الذين يقومون بمقابلة شخصية مع مسئولي المكان، يتم الاتفاق فيها على قبولهم هناك لفترة مُحددة، وبمقابل مُحدّد، غالبًا ما يكون شيئًا يُريده المتطوع بشدة، وفي هذا السجن العمودي، الذي هو عبارة عن حجرات يقع بعضها فوق بعض، مفتوحة أرضها من المنتصف، في كل حجرة سجينين، حيث تهبط فيها يوميًا بشكل ميكانيكي منصّة كبيرة والتي تُشبه مائدة فاخرة، عليها أفضل المأكولات والمشروبات والحلويات.
فيلم platform
وهذه المنصة التي تشكل الحياة بالنسبة للمساجين، تستقر بداخل الفراغ المماثل لحجمها تمامًا على أرضية الغرفة لفترة بسيطة من الزمن، تهبط بعدها هذه المائدة للحجرة التي بالأسفل، لِتُكرّر نفس الخطوات السابقة بالضبط، المغزى هنا كيف سيكون الأمر، لو مرّت هذه المنصّة على 10 أدوار، أي 20 فردًا، كُلهم يمدّون أيديهم ليأكلوا من على المنصّة ما تطوله أيديهم، وبسرعة بالغة قبل أن تُطَلق الصافرة التي تهبط بعدها المنصّة للدور السُفلي، وعندما تصل المنصة لاسفل سيكون الوضع مأساوي بكل تأكيد.
يمثل الفيلم الصراع بين طبقات المجتمع العليا والسفلى، فبينما تعيش طبقات المجتمع العُليا في ترف وحش ورفاهية لا محدودين، تتكالب الطبقات السفلى على الفُتات، هذا إن وُجد أصلًا، ومايتبقي من طعام المنصة في الفيلم عبارة عن بقايا طعام، تقدم للطبقة السفلي تم الأكل منه، والعبث فيه بطل الفيلم يسمى غروينج، القارئ الذكي، الذي دخل هذا السجن ساذجًا، وجاهلًا بما قد يفعله البشر ببعضهم حينما يدخلون في صراع البقاء الدامي، تأمل معي هذا المشهد الرائع في بداية الفيلم، حينما يُدرك غروينج أنّ من هم بالأسفل لا يعبأون البتة بمن أسفل منهم، حينما تقع منصّة الطعام تحت أيديهم، فيحاول إقناعهم بأن يتركوا لغيرهم القليل من الطعام بدون عبث، فيرفضون في حدة، وحينها يقوم زميل غروينج العجوز في الغرفة، بالتبوّل عليهم، فيخبره غروينج بأنّ يتوقف، فربما تنعكس الأدوار ويصبح الذي بالأسفل بالأعلى لاحقًا، فيُخبره العجوز في ثقة، بأنّهم بالتأكيد كانوا سيتبوّلوا عليهم كذلك.
ومن وجهة نظر العجوز يرى أن هذا هو حال كل من لديه سلطة على الآخر، وهو نفس المصير الذي سيطبق على من لديه سلطة لو تبادلت الأدوار من قبل من كان يحكمه، ليس من باب الانتقام أو العدل، وإنما هو شيء أشبه بالغريزة، التي تدفع كل ذو نفوذ، لأن يطأ بقدمه كل من هو أضعف منه، ونرى في الفيلم الإسباني الصراع على البقاء في صور بسيطة، تشتدّ كلما تأزّمت الأمور أكثر فأكثر.
وتسير الأمور على هذا الصراع الطبقي طيلة الاحداث وصولا للنهاية التي رآها عبر عنها العديد من المشاهدين على أنها غامضة وتحتاج إلى توضيح، ولو أنّ الأمر سيُصبح أكثر سهولة حينما تتم مشاهدة الفيلم مرة ثانية بتركيز أعلى، على المستوى النقدي تلقى الفيلم إشادات كثيرة، وقال البعض منهم بأنّه سيكون من أفضل أفلام الرعب في عامنا الحالي، وقيّمه النّقاد على موقع Rotten Tomatoes بدرجة 84%.