يوجد في محافظة قنا أكثر من 700 عامل نظافة، بعدما كانو 1200 في عام 2002، بدأ تثبيتهم في عام 2017 والبدء ب 134 عامل كمرحلة أولى، والكثير منهم لم يتم تثبيته حتى الآن، ويعيش هو وأسرته براتب ضعيف لم يكفيهم مجرد أيام.
يشكو عمال النظافة بقنا، من عدم تلبية احتياجاتهم، بأنهم الفئة المظلومة في المجتمع سواء من نظرة المارة لهم بعين الشفقة أو السخرية، أو الراتب الضعيف الذين يلجأ بعضهم للحرف كعمل آخر يساعده على المعيشة، أو سوء تعامل السائقين معهم وتهورهم في القيادة والتي أودت بحياة الكثيرين، أو الأدوات التي لم تتوفر لهم، أو عدم توعية المواطنين وإلقائهم الزجاج داخل أكياس القمامة والتي كانت سبب في إصابة الكثيرين، إضافة لكل ذلك لم يكون هناك دعم مادي بعد وفاته خاصة إذا كان شهيدًا توفى أثناء عمله.
عمال النظافة بقنا يطالبون بتنفيذ متطلباتهم
قال أحد عمال النظافة بقنا، إن الخدمات المقدمة لهم ضعيفة، ولا تساعدهم على الدوام في عملهم الشاق الذين يستيقظون له فجرًا ويعودون مساءً، حيث إنهم لا تتوفر لهم أدوات لرفع القمامة ويضطرون لرفعها بأيديهم، ولا يوجد معهم "جوينتيات" لحمايتهم من الأضرار الواقعة عليهم، كما أنهم طالبوا أيضًا بتوفير كمامات لهم لحمايتهم من الإصابة بالفيروسات خاصة بعد انتشار فيروس الكورونا المعدي، كل ذلك لم يكن شيئًا من استهزاء المارة بلون زيهم الرسمي "برتقالي فاتح" الذي يشبه بدلة الإعدام، وطالبو أكثر من مرة بتغييره ولكن آخر شيء يهتم به المسئولين في قنا السماع لشكاوي عاملين النظافة الذين لم يكنو لهم أي احترام أو تقدير وأي إنجاز يقومون به، يتم تكريم المسئول فقط وعامل النظافة ليس له حق.
عمال النظافة يطالبون بتنفيذ متطلباتهم بقنا
وأضاف أخر أنهم يعانون أيضًا من عدم توعية المواطنين بعدم إلقاء زجاج الأدوية أو المتهالك داخل أكياس القمامة، حيث إنه حدث وهو يلقي كيس القمامة داخل السيارة أصيب زميله، وتم حجزه في المستشفى بسبب الزجاج المكسور، وذلك اضطرهم بعد ذلك إلى فتح جميع أكياس القمامة قبل رفعها في السيارة وذلك يستغرق معهم وقتًا طويلًا ويمثل لهم معاناة رؤية القمامة ورائحتها، فهم يطالبو من المحافظة بإقامة ندوات توعية المواطنين للتخفيف من أعبائهم.
وشكى البعض بعد صرف مكافآت لهم، إضافة إلى راتبهم الضعيف، خاصة عند العمال الذين لم يتم تثبيتهم بعد وطالبو مرات عديدة بالتثبيت ولكن لم يتم النظر إلى طلباتهم، كما لا يوجد أيضًا أي تعويض لهم عند الإصابة، أو التعويض للأسرة بعد وفاته حتى وإن كان لاقى مصرعه أثناء عمله، سواء من ارتفاع درجة الحرارة أو صدمته إحدى وسائل المواصلات بسبب التهور في القيادة أو أي طريقة أخرى.
عمال النظافة بقنا
لذلك يقدم عمال النظافة رسالة إلى محافظ قنا، اللواء أشرف الداودي، بالنظر إليهم وتلبية متطلباتهم بتوفير الكمامات وجميع الأدوات، لأن ذلك العمل يسمى مهنة الأشقياء، الواقع عليهم الظلم والتنمر من قبل المارة عليهم.
كما رصدت "أهل مصر" بعد الحوادث التي شهدتها محافظة قنا لعمال نظافة لقوا مصرعهم أثناء عملهم، ولم يتم صرف معونة لأسرتهم سوى المعاش الأساسي حسب ما قالو بعض هذه الأسر، كما أن العامل الذي توفى قبل تثبيته فمعاشه ضعيف لا يكفي أسرته بعد مماته.
في عام 2016، شهدت محافظة قنا هذا العام مصرع عاملي نظافة أثناء عملهما، ففي مركز دشنا شمالي قنا لقي محمود زين الدين، عامل نظافة بمجلس مدينة دشنا، مصرعه، بعد تعرضه لحادث بأنه صدمته سيارة مجهولة أمام مصنع السكر في أثناء عمله.
في مركز نقادة، جنوبي قنا، توفى جمعة بكري حسن، عامل، يبلغ من العمر 48 عاما، نتيجة ضربة شمس خلال ساعات عمله بالوحدة المحلية، وتم حجزه بالمستشفى المركزي لمدة 3 أيام، ثم توفى.
وفي 2019 وقع حادثين لعاملين نظافة أيضًا في قنا، في قرية الترامسة لقي عامل نظافة مصرعه يُدعى حموده أحمد علي، 39 عامًا، مقيم في "الترامسة" أثناء تأدية عمله سقط من أعلى سيارة جمع القمامة تابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا.
وفي نجع حمادي، لقي صلاح عثمان محمود، مصرعه، 50عاما، عامل نظافة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي ، ومقيم بنجع قابول، أثناء آداء عمله على الكوبري العلوي بمدينة نجع حمادي، حيث صدمته دراجة بخارية ولقي مصرعه بينما تمكن المتهم من الهروب بدراجته.