أثار سفر الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، إلى الدول المنكوبة عددًا من التساؤلات خاصة بعد سفرها إلى الصين في ظل انتشار وباء كورونا فيها، ومن ثم توجهها أمس إلى إيطاليا بصحبة شحنة من المستلزمات الطبية، خاصة بعدما ارتفع عدد الإصابات والوفيات بها، كل هذا أدى إلى ظهور تساؤل أخر عن توقع وجود توجيه رئاسي جديد للسفر إلى فرنسا وإسبانيا خلال الفترة المقبلة، كل هذا نجيب عليه في السطور التالية.
سفر وزيرة الصحة إلى الصين
توجهت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان إلى الصين، في منتصف شهر مارس الماضي، حاملة رسالة تضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصحبة شحنة من المستلزمات الطبية الوقائية، مشيرة إلى تبادل الخبرات بين البلدين بشأن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، كما حصلت على سياسات الصين في مواجهة المرض.
سفر وزيرة الصحة إيطاليا
وتوجهت وزيرة الصحة أمس إلى إيطاليا مع وفد من القوات المسلحة أمس، تحمل رسالة تضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسي الي الشعب الايطالي وتسليم شحنة من المساعدات الطبية، وفي استقبالها وزير الخارجية الإيطالي، الذي أعرب عن سعادته وشكره وتقديره لما قدمته مصر من مساعدة وتضامنها حكومة وشعبا مع حكومة وشعب إيطاليا الصديق، وتأتي تلك الزيارة امتداداً للاتصال الهاتفي الذي أجراه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أول أمس مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، وتأكيده على الاستعداد الكامل لتقديم ما يمكن من دعم لإيطاليا خلال هذه الظروف الصعبة، وما أشار إليه كونتي من عزم إيطاليا على تعزيز التعاون المشترك بين السلطات المختصة في البلدين في إطار الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وزيرة الصحة تكشف حقيقة سفرها إلى إيطاليا: "لن أتردد في عمل أي شيء من أجل مصر"
علق الدكتور محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، على سفر وزيرة الصحة والسكان، أمس إلى إيطاليا وزير الصحة بأنه يوافق جدًا على تقديم المستلزمات الطبية لمساعدة ايطاليا في محنتها كما حدث في الصين وتقديم شحنة مستلزمات طبية للوقوف بجانب الشعب الصيني في حربه ضد وباء كورونا.
وتمنى فؤاد في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تساعد مصر حتى إذا كان بالقليل أهلنا في غزه وفي إيران وتركيا وفي ايطاليا، لافتًا إلى أن مصر تعتبر أقدم دولة وأكثرها حضارة اثرت في الانسانية، قائلاً " الكبير مسؤوليه وقيمه ورساله مش وظيفه وبرستيج .. حتي لو كنا محتاجين وظروفنا على قدها.. أحنا مش لوحدنا أحنا أكتر ناس بتاخد معونات ومساعدات ومنح من العالم محدش طلع قال اشمعنى مصر.. في وباء بينهش في العالم والدينا كده هات وخد" ناهيًا حديثه بـ" تحيا جمهورية مصر العربية".
ومن جانبها، أشارت الدكتورة سماح سعد، عضو مجلس النواب، أن سفر وزيرة الصحة إلى الصين وإيطاليا، بأنها ليست فكرتها ولكنه توجيه رئاسي وأمر بمد يد العون للدول المنكوبة لذلك سافرت إلى الصين وإلى ايطاليا، كما أن اليوم كان هناك اتصال هاتفي من رئيس فرنسا ماكرون لبحث أخر تداعيات فيروس كورونا، متوقعة سفر وزيرة الصحة خلال الفترة المقبلة إلى فرنسا لمد يد العون، وهي سياسة مصرية منفتحة على الدول الأخرى وتكشف وقوق مصر بجانب الدول المتعسرة وهو ما يزيد الثقل السياسي لمصر في الخارج.
وقالت سعد في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتواصل مع الدول الأفريقية ويتم عمل مباحثات حول فيروس كورونا وهو يعتبر انفتاح على دول إفريقيا، لافتة إلى أن الدول التي تحتاج الدعم حاليا هي إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ولكن أمريكا طلبت الدعم من روسيا وبالتالي يمكن ألا تكون في أولوياتنا ولكن دول الاتحاد الأوروبي مهم دعمها للوقوف مع مصر في أي مشكلات بين مصر وتركيا، لأن تركيا ترسل إرهابيين ومقاتلين إلى ليبيا ومصر لها روابط كبيرة في ليبيا، لافتة إلى أن سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي منفتحة على جميع الدولة كما أن الرئيس يمد يد العون للدول الأخرى وبالتالي لا يمكن لأحد ألا يقف مع مصر.
فيما أوضحت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن أطباء مصر يواجهوا جائحة الكورونا، في ظل معاناة المستشفيات من نقص شديد في الماسكات (الكمامات الواقية) ووسائل الحماية الشخصية، ورغم ذلك تبرعت مصر في نفس الوقت لإيطاليا بمليون كمامة واقية، مؤكدة أن الأطباء يصرخون من العجز في الماسكات كما يمكنهم دفع أي ثمن لها ولكن لا يجدونها قائلة: "لازم نرشد الاستهلاك.. احنا في أزمة.. هل هو دة ترشيد الاستهلاك؟؟، حد يفهمنا بس .. نقدم طلب لمين عشان يبقى في هدية مماثلة لمستشفياتنا في مصر ؟؟؟ ولحماية أطقمنا الطبية ؟؟؟؟".
وكانت وزارة الصحة أعلنت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأحد، هو 1173 حالة من ضمنهم 247 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 78 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.