طبيبة بمستشفى إسنا للحجر الصحي تروي قصة تطوعها لعلاج مصابي كورونا: لبيت نداء الإنسانية

الدكتورة ألاء إسلام "طبيب الإنسانية" في العزل الصحي بالأقصر
الدكتورة ألاء إسلام "طبيب الإنسانية" في العزل الصحي بالأقصر

"رايحة فين يا بنتي دي المستشفى بيقولوا هتبقى للعزل وأنا خايفة عليكي"، بهذه الكلمات استهلت الدكتورة ألاء إسلام سرد رحلة كفاحها لـ "أهل مصر" بمستشفى إسنا للحجر الصحي في أقصى جنوب الأقصر لمصابي فيروس كورونا.

تحرك القطار بالدكتورة ألاء إسلام من محافظة الإسكندرية إلى الأقصر لإتمام عملها المعتاد، وبينما يتخطى القطار محافظة تلو الأخرى، كانت تفكر "ألاء" في عدة أمور، هل ستصبح مستشفى إسنا كمستشفى للحجر الصحي، هل سأكون ضمن جيش مصر الأبيض، هل الأطباء مقربون للإصابة بفيروس كورونا من المرضى؟

تساؤلات عديدة شغلت ذهن الدكتورة ألاء إسلام، إلى أن وصلت أعتاب مستشفى إسنا ورأتها كالمعتاد مستشفى لاستقبال الحالات العادية ولم يتم تخصيصها للعزل الصحي.

في الثالت عشر من مارس 2020 ، تفاجئت ألاء بقرار وزارة الصحة بتخصيص المستشفى للحجر الصحي، وأول حالتين سوف تستقبلهم المستشفى الساعة 4 فجراً، فيجب خلو مستشفى إسنا من مرضها ويتم إبلاغ مرافقيهم بذلك، "الناس خافت وكل واحد أخد مريضه ومشي في أسرع وقت وخصوصا حالات الطوارئ" مشهد لم يغيب من ذهن الدكتورة ألاء إسلام الذي بدوره زاد قلقها وتوترها.

الدكتورة ألاء إسلام و أطباء مستشفى العزل الصحي بالأقصر

وفي ذات اليوم غادر عدد كبير من الأطباء والعاملين بمستشفى إسنا، بعد أن قالت إدارة المستشفى لهم "إللي عايز يقعد في العزل الصحي يقعد، واللي عايز يروح مستشفى أخرى يعمل بها يتفضل".. هذه الكلمات دقت أذنين الدكتورة ألاء إسلام، إلا أنها أصرت على استكمال عملها بالمستشفى مهما كانت الظروف.

الدكتورة ألاء إسلام و أطباء مستشفى العزل الصحي بالأقصر

وظل 15 طبيب بمستشفى إسنا من مختلف الأقسام بالمستشفى، كلًا منهم راضيًا بالوضع الجديد في تحويل المستشفى للعزل الصحي من بينهم الدكتوره ألاء، لكنها أدت صلاة الاستخارة لله سبحانه وتعالى، وارتاح قلبها وسكنته الطمأنينة، لذا لبت نداء الواجب الوطني بمستشفى العزل بالأقصر.

الدكتورة ألاء إسلام و أطباء مستشفى العزل الصحي بالأقصر

وفي الوقت الذي هرب عدد من أطباء وممرض وعاملين بالمستشفى ليس من أبوابها ولكن أعلى أسوارها خوفًا من نقل العدوى من المرضى إليهم، إلا أن الدكتوره ألاء جَمُدَ قلبها، وكانت تنتظرهم الدكتورة إلهام محمد استشاري مكافحة العدوى بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، لإعطاء نصائح و إرشادات للوقاية من فيروس كورونا، وكيفية التعامل مع مصابيه.

الدكتورة ألاء إسلام بمستشفى الحجر الصحي بالأقصر

"طبيب أشعة"كان دور الدكتورةألاء إسلام داخل مستشفى إسنا التخصصي للعزل الصحي بالأقصر، وكانت تقدم الدعم النفسي للمرضى بالتواجد معهم لتخفيف 01552927588 بالوحدة ولكن في وقت زمني قليل تفاديا نقل العدوى منهم، بجانب المرور اليومي لكافة المصابين بكورونا للوقف على آخر المستجدات لحالتهم الصحية.

"ألاء" و زملائها الأطباء كانوا على قلب رجل واحد مترابطين ببعض، وأطلقواعلى نفسهم فريق "الافنجرز" لعدم الشعور بالملل والتكاسل في مستشفى مقامة على مساحات شاسعة، وخوض الحرب ضد الفيروس الفتاك حتى يخرجوا منتصرين.

الدكتورة ألاء إسلام و أطباء مستشفى العزل الصحي بالأقصر

بينما "ألاء" في أقصى صعيد مصر تؤدي مهامًا بطوليًا، إلا أن قلب الأم المؤمنة دليلها، دق جرس هاتف الدكتورة ويظهر على الشاشة رقم واسم والداتها صاحبه الـ50 عامًا، فردت عليها ابتتها قائله " يا أمي أنا بخير والحمدالله أنا سبت مستشفى إسنا قبل ما يخلوها عزل صحي، وروحت مستشفى تانية بنفس المركز".

الأم صدقت أكذوبة ابنتها التى أراحت قلبها وجعلته مطمئن، ولكن اطضرت ابنتها لقول ذلك نظراً لكبر سن والداتها، وخوفها عليها بأن يصيبها مرض يجعلها ترقض في الفراش في حال إدراكها حقيقة عملها.

مكالمة والداتها لها زادت نسبة خفيفه بالتوتر والقلق للدكتوره " ألاء" بأن تغادر المستشفى وتكون حاملة لفيروس كورونا دون عمداً، إلا أن قبل إنهاء فترة الـ14 يوم الأولى أجرى للفريق الطبي تحليل فيروس كورونا المستجد الذي كشف سلبية نتائجهم على اختبارين.

فريق "الافنجرز" في آخر يوم عمله في السابع و العشرون من مارس الماضي نجح في شفاء 47 حالة كانت مصابة بفيروس كورونا، وفي اليوم ذاته بعدما انتشرت صور الفريق على منصات التواصل الاجتماعي، أمها علمت باين هي تعمل، لكن ابنتها قالت لها "اتتممت مهمتي بنجاح وأنا في طريقي للعوده إليكي يا أمي".فريق الافنجرز يغادر مستشفى إسنا للعزل الصحي بالأقصر

الدكتور ألاء إسلام أعربت عن سعادتها بالمشاركة في حرب فيروس كورونا، مؤكدة أنها ستلبي نداء المستشفى في حال الحاجة إليها مرة أخرى، وبعثت رسالة إلى المواطنين بالمكوث في المنزل حفظًا على صحتك وصحة أولادك ثم بلدك.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً