ليس الأمر بغريب علي أبطال البالطو الأبيض في التضحية بأنفسهم من اجل حماية المواطنين، وظهر ذلك بطريقة كبيرة وواضحة خلال الأزمة الراهنة بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي تُعاني منه البلاد ليحفروا أسماءهم علي لوحاتٍ بيضاء بحروف من ذهب وإظهار أهميتهم للعالم أجمع.
قال أحمد صبحي، أحد ابطال البالطو الأبيض: "شاء القدر أن أُصاب بفيروس كورونا المستجد لتجربة رحلة علاج المرض وشاء القدر أن تتحول نتيجتي من إيجابية إلي سلبية، بعد أن أُصبت أثناء تأدية عملي لمريض يعاني بأزمة قلبية كان حاملاً للفيروس، ولم يظهر عليه أعراض المرض، وفور ظهور الأعراض علي المريض وتأكد نتيجته بإيجابية قمتُ بعمل التحليل وتبين بإيجابية عينتي، وكان أخذي بالاحتياطات سببًا في عدم إصابة أي من أفراد أسرتي أو أصدقائي بالمرض، ووعدت أفراد أسرتي بالعودة مرة أخري".
وأضاف: "قَضيتُ 14 يومًا داخل غرفة العزل بمستشفى 15 مايو برفقة مُصاب آخر لا أعلم ما هي وجهتي القادمة إما الخروج من الغرفة أو ما إلي ذلك، ولكن كان إيماني بربي وبالشفاء أكبر من ذلك بكثير، وبعد قضاء الأيام المحددة وأخذ العينات اللازمة وإجراء التحليل مرة أخري أُعلنت النتيجة وتحولت العينة من إيجابية إلى سلبية ليُكتب لي عمر جديد لأخذ قسطًا من الراحة بعد فترة العلاج والعودة مرة أخري لممارسة عملي".
ولم يكن "أحمد صبحي" ابن مدينة بركة السبع هو الوحيد الذي حارب فيروس كورونا، ولكن مازالت الطبيبة "إيمان محمد" تحارب المرض هي الأخري في سبيل الخروج منه.
تقول الدكتورة إيمان محمد، طبيبة بقسم النساء والتوليد بمستشفى جراحات اليوم الواحد بأشمون: "إنني أُصبت بالمرض بعد عودتي من رحلة العمرة وتأديتي مناسكها، فقد عُدتُ إلي منزلي الواقع بإحدى قري مركز أشمون يوم الأربعاء ومكثتُ حتي يوم الجمعة ومن ثم انتقلتُ إلي موقع عملي ولم يظهر عليّ أية أعراض، وطلب مني زملائي عمل التحاليل اللازمة للاطمئنان علي ذاتي وبالفعل قُمتُ بعمل التحاليل اللازمة للكشف عن الفيروس رغم عدم ظهور أية أعراض، وبعد مرور 24 ساعة تلقيتُ اتصالًا يؤكد إصابتي بالفيروس وأبلغت أفراد أسرتي والذين يقطنون بمدينة الشهداء، ولم يزوروني بسبب عاصفة التنين والتي عانت منها البلاد في الفترة الأخيرة، لأبدأ رحلة علاجي داخل المستشفي وأأمل في ظهور نتيجة عينتي بتحولها من إيجابية لسلبية".