تعد مصر بين الدول ذات معدل وفيات مرتفع حيث تزيد أعداد حالات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 يوميًا، الأمر الذي أثار الجدل والعديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقة للوفاة، حيث سجلت مصر أكبر عدد في الوفيات أمس بواقع 15 حالة وفاة ليرتفع اجمالي المتوفين إلى 118 وفاة حتى الآن.
قال الدكتور ماهر الجارحي، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، أن أسباب ارتفاع أعداد الوفيات بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 في مصر، ليس فقط بسبب تأخر المصابين بالفيروس في الوصول إلى المستشفيات ولكن بسبب أن 90% منهم كبار في السن ولديهم أمراض مزمنة، وبالتالي يكون الجهاز المناعي في الجسم غير قادر على مقاومة الفيروس لأن المناعة تختلف من كبار السن إلى الشباب، موضحًا أن كبار السن جهاز المناعة ضعيف ولكن الشباب يكون جهازهم المناعي قوي وبالتالي لا تظهر عليهم في الغالب أيه علامات أوأعراض للمرض.
وأضاف الدكتور ماهر الجارحي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هناك عدد كبير من الشباب وصغار السن لا تظهر عليهم أعراض ويتم شفائهم تلقائيًا بسبب الجهاز المناعي لديهم وقدرته على مواجهة فيروس كورونا المستجد، لافتًا إلى أن الأمر يرجع إلى أن كثير من الوفيات إلى أنهم يعانون من أمراض مزمنة أو لديهم عادات سيئة كشرب الحشيش والترامادول أو يعانون من فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"، أو مشكلات في الكبد أو من يحصلون على علاج الأورام وغيرهم ممن لديهم كسر في المناعة أو الحاصلين على علاج الروماتويد يكون جميعهم أكثر الأشخاص الذين يقع عليهم خطورة الإصابة بفيروس كورونا المستجد ويؤدي الأمر إلى وفاتهم بالإضافة إلى أن فيروس كورونا يساعد على زيادة جلطات الرئة.
ومن جانبه، طالب الدكتور محمد عز العرب، استاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، بسرعة تعديل بروتوكول الكشف الخاص بكورونا بزيادة الفئات المستهدفة للمسح التشخيصي وأن يكون شامل الكشف علي جميع فئات الفرق الطبية بالمستشفيات والمراكز الطبية، حيث لوحظ تدني واضح لعدد المسحات المأخوذة من المواطنين حتي الان وذلك من واقع مراجعة بيانات مواقع الرصد الوبائي الدولي خاصة العمود الأخير من موقع :wordometer
وأشار عز العرب في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إلى أن العمود الاخير يبين عدد المسوحات لكل مليون من عدد السكان، فنجد أنها في مصر: ٢٤٤ لكل مليون فقط بينما في دول أخري(أقل منا في عدد السكان ) نلاحظ ان عدد الإصابات فيها أكثر من عندنا بكثير بينما الوفيات عندهم أقل من عندنا ونجد كذلك أن المسوحات لديهم تعدي ١٠ آلاف مسحة لكل مليون من السكان.
وأضاف المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن التوسع في هذا المعيار(وهو عدد المسوحات بالنسبة لمليون من عدد السكان) به العديد من المزايا الآتية:
أولا:التشخيص واكتشاف الحالات مبكرا وعزلهم مما يقلل احتمالات العدوي للآخرين.
ثانيا: سيتم العناية الطبية المبكرة للحالات المكتشفة مما سيقلل المضاعفات والوفيات لديهم.
ثالثا: عمل التقصي الوبائي ومراقبة المخالطين.
رابعًا: القيام بعمليات التطهير الواجبة مما سيؤدي حتما لانحسار المرض والقضاء علي بؤر انتشاره إن شاء الله.
وأشار المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أن هناك أسباب تزيد من معدل الخطورة على المصابين بفيروس كورونا وهي أن يكون المصاب من أصحاب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري والضغط وغيره أو مرضى الأورام أو يكون ضعيف المناعة، أو يعاني من مشكلات في الكبد وجميعها أسباب تزيد من الخطورة وقد تؤدي إلى الوفيات.
كما أوضح المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، منذ أيام في تصريحات له أن معدل وفيات كورونا مرتفع للأسف، وفقا للمعدلات العالمية، ووصل إلى 6.3%، مشيرا إلى أن مشكلة ارتفاع معدلات الوفيات بسبب التأخر فى الوصول إلى المستشفيات، حيث وصل ما يقرب من نصف عدد المتوفين إلى مستشفى العزل بعد الوفاة، لافتًا إلى إنه جارى العمل على زيادة عدد مستشفيات العزل تحسبا لأى طوارئ، وزيادة عدد الكواشف وكل وسائل الكشف عن فيروس كورونا في مستشفيات الحميات، مناشدا المواطنين بالتوجه إلى مستشفيات الحميات حال الشعور بأعرض كورونا.
واعلنت وزارة الصحة، أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الخميس، هو 1699 حالة من ضمنهم 348 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 118 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.