"موت وخراب ديار".. كورونا يقطع الأرزاق ويغلق بيوت العمال والباعة في الإسكندرية (صور)

 كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية
كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

"موت وخراب ديار".. هكذا عبر أصحاب المقاهي والكافيتريات والمنشآت والمحلات التجارية والمطاعم، في محافظة الإسكندرية، بعدما أطلت أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بوجهها القبيح علي أوضاعهم وفتكت بها، وما أعقبها من قرارات غلق وحظر التجوال في سبيل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة عدم تفشي الفيروس.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

صرخات يُطلقها أصحاب تلك المنشآت بسبب الأضرار التي لحقت بهم إزاء تلك الأزمة نتيجة ركود عمليات البيع والشراء، وندرة الزبائن، وتقليص ساعات العمل إلي الساعة الخامسة مساءً التزامًا بقرارات الإغلاق، ووصل الأمر إلي إغلاق العديد من الأماكن بالكامل وتسريح العاملين بها بعدما ضربت الديون عددًا منهم، وأصبح العديد منهم يمر بضائقة شديدة وغير قادرين علي مصاريف أسرهم.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

فيما كان لقرارات إغلاق شواطئ المدينة البالغ عددها ٦١ شاطئًا غلقًا تامًا، للحد من تجمعات المواطنين، أثر كبير علي أوضاع أصحاب المهن الموسمية بطريق الكورنيش مثل الباعة الجائلين وأصحاب عربات الطعام والمشروبات وباعة الفريسكا والذرة المشوى والآيس كريم، وأصبحوا يبحثون عن مهن أخري تلبي احتياجاتهم، وأصبح بعضهم خاصة المغتربين القادمين من مختلف المحافظات مهددين بالتشرد لعجزهم عن دفع قيمة إيجار مساكنهم التي يقيمون فيها.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

وقال المهندس هاني ناصف، أحد سكان منطقة العجمي، غرب الإسكندرية، إنه يعمل في مجال المقاولات ولم يسلم هو وجميع العاملين في هذا المجال من إجراءات مواجهة فيروس كورونا، حيث بدت حياة العمل وقد توقفت بشكل كامل، وبالتالي تأثرت حياتهم المعيشية، موضحًا أن لديه مكتب مقاولات صغير وفي الوقت الحالي في ظل هذه الظروف الراهنة تأثر وضعه المعيشي بشكل كبير نتيجة لتوقف العمل وأصبح لا يوجد أي مصدر دخل نهائيًا.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

وأضاف "ناصف"، أنه يعول أسرة مكونة من 4 أفراد فضلًا عن رعايته لوالدته المسنة والتي يزورها من حين لآخر لتلبية احتياجاتها، وقد أصبحوا جميعًا فريسة لارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الصعبة، فضلًا عن مطالبته بدفع الضرائب المستحقة في الوقت الذي لا يوجد فيه عمل، لافتًا إلي أنه كان في السابق يتوجه لمأمورية الضرائب التابع لها وتقديم الإقرار الضريبي سلبي "أي العمل متوقف" أما الآن فأصبح تقديم الطلب إلكترونيًا نظرًا للظروف الراهنة والحد من تفشي فيروس كورونا، وهناك صعوبة في تقديم الطلب إلكترونيًا حيث أصبح الأمر مبهمًا خاصةً وأنه لا يوجد بند علي الموقع الإلكتروني بتوقف العمل وعدم وجود أعمال حاليًا مثلما كان يُكتب علي الإقرار الضريبي فلا يوجد "خانة" بذلك علي الموقع مما يترتب علي ذلك اعتباره متهربًا من الضرائب.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

وأشار إلي أن هناك عدد كبير من العمال الذين يُطلق عليهم "عمالة مؤقتة" توقفت الحياة بالنسبة لهم بشكل كامل خاصةً في مجال المقاولات نظرًا لأنها أكثر المهن التي توقفت بشكل تام وتأثر العاملين فيها، وغالبيتهم لا يعلمون شيئًا عن التسجيل الإلكتروني وكيفيته وبالتالي فإنهم لن يستفيدوا من مبادرة "دعم العمالة غير المنتظمة" التي أعلنت عنها محافظة الإسكندرية.

فيما استغاث محمد كمال الدين، يقطن منطقة الرمل الميري بشرق المحافظة، ويعمل موظف بإحدي الشركات الخاصة، بسبب ظروفه المعيشية الصعبة في ظل الإجراءات الاحترازية المشددة التي تتخذها الدولة، حيث تأثر عمله الذي هو مصدر دخله الوحيد وأصبح مهددًا هو وأسرته بسبب ارتفاع الأسعار وعدم وجود مصدر دخل آخر يعول من خلاله أسرته فضلًا عن أن لديه طفل مريض يتكلف علاجه مصاريف باهظة خلال الأسبوع الواحد، وأصبح يواجه قسوة الظروف الراهنة باستعطاف القلوب الرحيمة متعففًا عن السؤال تارة والاستدانة تارة أخري وهو علي استحياء، حتي تراكمت عليه الديون فوق الديون المتراكمة عليه وكان يسددها تباعًا من خلاله دخله من عمله، وأصبحت الحياة أشبه بالكابوس، ليس له وحده، بل علي زوجته وأطفاله الصغار.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

بينما اشتكي أحمد خميس، يقطن بمدينة فيصل، شرق المحافظة، ويعمل بأحد محلات الجزارة بشارع خالد بن الوليد الشهير، بسبب توقف حركة العمل بالمحال التجارية بشكل عام بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا، مبيّنًا أنه لم يعد هناك إقبال من المواطنين علي محل الجزارة والملحق به مطعم مشويات الذي يعمل بهما، حيث تقلصت ساعات العمل لتنحصر من الساعة الحادية عشر صباحًا وحتي الساعة الخامسة مساءً التزامًا بقرارات الإغلاق، فأصبح عدد ساعات العمل لا يتجاوز الـ 6 ساعات بدلًا من أن كان 12 ساعة، كما أن المحل كان يعمل به حوالي 6 أفراد بنظام ورديات وأصبح حاليًا يعمل به 3 أفراد أو 2 فقط بسبب ركود عمليات البيع وجميعهم لديهم "بيوت مفتوحة" ولا يوجد مصدر دخل لديهم آخر ولديهم التزاماتهم المعيشية من سداد فواتير المياه والكهرباء والغاز بالإضافة للاحتياجات المنزلية، فالحياة أصبحت شبه متوقفة.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

ولفت "خميس"، إلي أن مبادرة دعم العمالة الغير منتظمة من خلال صرف 500 جنيه أمر غير كافي، حيث لا يكفي ذلك الملبغ تكاليف روشتة علاج فقط أو شراء الاحتياجات المنزلية أو سداد إيجار المسكن أو فواتير المياه والكهرباء والغاز، مشيرًا إلي أن هناك أحد الشباب كان لديه محل صغير، مجاورًا لمحل عمله، لبيع المواد الغذائية مثل العصائر والبسكوتات وغيره، ومنذ بدء أزمة كورونا وقد توقف عن العمل تمامًا لتوقف حركة الشراء وأصبح لا يوجد أي مصدر دخل له ولا يستطيع سداد إيجار المسكن الذي يعيش فيه وهو 1000 جنيه، وأصبح مهددًا بالتشرد لعدم تمكّنه من دفع الإيحار.

وأشار إلي أنه بعد إغلاق الشواطئ ومنع تجمعات المواطنين علي الكورنيش أصبح أصحاب المهن الموسمية بطريق الكورنيش مثل الباعة الجائلين وأصحاب عربات الطعام والمشروبات وباعة الفريسكا والذرة المشوى والآيس كريم وأيضًا جميع المحلات بالكورنيش متوقفة تمامًا خاصةً ونحن في مقتبل موسم الصيف، كما توقف النشاط السياحي بالمحافظة.

كورونا يفتك بالعمال وأصحاب المحلات والباعة بالإسكندرية

وأضاف أن حارسي العقارات الاستثمارية (المفروش) أيضًا باتوا ضحايا للظروف الراهنة والصعبة حيث لا تتجاوز مرتباتهم 400 جنيهًا وكان قبل أزمة كورونا يمثل لهم هذا الراتب أجر رمزي فهم يعتمدون في معيشتهم علي "السمسرة" من خلال استئجار الشقق السكنية أما حاليًا فقد توقفت الحياة وأصبح لا يوجد مصدر دخل لهم وأصبحوا مهددين بالتشرد، مضيفًا: "سواء من يعمل ومن لا يعمل، اللي عايش الشهر ده هيعمل إيه الشهر القادم إذا استمر الوضع علي هذا الحال".

وتابع: "أصحاب المحلات يبكون فهم ضحايا للظروف الحالية وتوقف حركة البيع والشراء، وضحايا لمالكي المحلات الذين يستأجرونها فهم مطالبون بسداد الإيجار نهاية كل شهر وسداد فواتير استهلاك الكهرباء والماء والعمالة التي تعمل لديهم باليومية» وهناك الكثير منهم مغتربين قادمين من محافظات أخري، وقد أصبح الأمر عبارة عن موت وخراب ديار".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً