سافر من أجل لقمة العيش، وتوفير حياة كريمة له ولزوجته، تحمل عناء الغربة من أجل العودة لأهله بالمال الوفير الذي يضمن تحقيق أحلامه، وتلبية احتياجات لأهل بيته، وتأمين مستقبل أبنائه، بعد تقدمه في العمر أملًا في إنهاء الغربة وإقامة "مشروع العمر".
عودة من الأردن:
"أنت لازم تنزل وتشوف حل في مراتك دى اللى خلت راسك في الوحل ومرمطت شرفك".. لم يستطع "أحمد" تحمل هذه الكلمات من شقيقه، وقرر العودة من الأردن إلى مسقط رأسه بقرية حانوت، مركز كفر صقر، بمحافظة الشرقية، "لتطليق" زوجته التي ساءت سمعتها منذ سفره.
مستقبل الأبناء والفرصة الأخيرة:
عاد الزوج إلى أحضان أولاده، وقرر التنازل عن قرار إنهاء علاقته بزوجته حرصًا على مستقبل الأولاد، وبعد توسل زوجته إليه، بأنها لن تعود إلى ما كانت تفعله وستتقي الله فيه وفي أولاده، بعدها قرر أحمد إعطائها فرصة أخيرة لتثبت حسن نيتها، ولكنه لم يكن يعلم بما تدبره زوجته وأن الخيانة لازالت تجري في دمائها.
موت مفاجئ
بعد شهرين من عودته من الأردن بدأ الزوج يشعر بحالة من الإعياء الشديد، وعللت زوجته "ه.ع" ذلك بكثرة تناوله للمنشطات الجنسية والمواد المخدرة، مما أدى إلى وفاته، شقيق أحمد لم يقتنع بكلام زوجة شقيقه وقدم بلاغا رسميا اتهم الزوجة بقتل أخيه، نفت الزوجة اتهام شقيق زوجها وادعت أن الوفاة طبيعة، وتم دفن الجثة لعدم وجود أدلة على اتهامه لزوجة شقيقه.
صدفة التسجيلات:
مر عامان على الواقعة، ولم ينكشف لغز مقتل الزوج المسكين ولأنه لا يوجد جريمة كاملة، اكتشفت الشرطة الواقعة بالصدفة، عندما قدم أحد الأشخاص بلاغًا بعثوره على مكالمات مسجلة وقعت في يده عن طريق الصدفة، بناحية "دوش" التابعة لقرية حانوت بمركز كفر صقر بالشرقية، نفس العنوان الذي كان يسكن فيه القتيل.
مخدرات ومنشطات:
وكشفت التحقيقات، التي قام بها الرائد هيثم حجازي، رئيس مباحث كفر صقر، إدانة الزوجة بقتل زوجها بدس المواد المخدرة في الطعام للتخلص منه.
وبتفريغ إحدى المكالمات المسجلة، تبين أن الزوجة كانت تتحدث مع عشيقها قبل لحظات من وفاة زوجها، حيث شاهدت زوجها في حالة إعياء شديدة بعد توغل المخدر في جسمه وتوفي في الحال، أحيلت الواقعة إلى نيابة كفر صقر.
انهيار واعتراف:
واعترفت الزوجة أمام المستشار محمد الباز، مدير نيابة كفر صقر، بارتكاب الواقعة، وقالت إنها نشرت بين أفراد عائلة زوجها أنه يتعاطى موادا مخدرة ومنشطات جنسية بكثرة، حتى تظهر زوجها بصورة سيئة، في الوقت الذي كانت قد اتفقت مع شخص تربطها به علاقة عاطفية، على التخلص من الزوج.
ورفضت الزوجة ذكر اسم الشخص الذي تربطها به علاقة عاطفية في التحقيقات، لكنها اعترفت أنها وضعت لزوجها العقاقير المخدرة والمنشطات الجنسية في الطعام والعصير أكثر من مرة، وبعد وفاة الزوج ادعت أن الوفاة طبيعة، وتم دفنه.