"لن نجري تحليل كورونا إلا للمخالطين للحالات الإيجابية فقط".. جاءت تلك الكلمات في بيان مديرية الصحة بالأقصر، الذي ينذر بكارثة قد تحدث في أي حال، بعدما اقتصر تحليل فيروس كورونا المستجد pcr على الأشخاص المخالطين لمصابي فيروس كورونا المستجد، في تعمد إهمال باقي الأشخاص الذين قد تظهر عليهم أعراض الإصابة.
وقالت مديرية الصحة بالأقصر، في بيان لها، إنه طبقًا لتعليمات وزارة الصحة وتوصيات منظمة الصحة العالمية، فإنه لا يتم سحب عينة لعمل تحليل pcr الكاشف لفيروس كورونا، إلا لحالات الاشتباه التي ينطبق عليها تعريف الحالة وهي "مخالط لحالة إيجابية مع ظهور أعراض".
بيان مديرية الصحة بالأقصر
وأهابت مديرية الشؤون الصحية بالأقصر، بجميع الجهات والأفراد الالتزام بتلك التعليمات، كما تؤكد أن السبيل الأمثل لمواجهة فيروس كورونا هو العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي، مع الالتزام بتعليمات وزارة الصحة بارتداء الكمامات والنظافة الشخصية، وتطهير المنازل والبعد عن أي تجمعات.
ويتواجد جهاز تحليل فيروس كورونا pcr بمستشفي حميات الأقصر، لكن من يخضع للتحليل هم مخالطي الحالات الايجابية بحسبب بيان صحة الأقصر، أي الأقربون للحالة الحاملة الفيروس، أو الاشخاص المتواجدين بمحيط منزل الحالة الايجابية بشرط ظهور الأعراض عليهم.
يبدو أن مديرية الصحة بالأقصر سقطت من حساباتها أمر هامًا، وهو قبل ثبوت إيجابية تحليل كورونا للشخص، تكون الحالة المصابة تنقلت بشوارع محافظة الأقصر في أسواق و مواصلات عامة، وخالطت أشخاص كثيرين ليسوا مقربين أو بمسقط رأس الحالة الايجابية.
ومن المعرف أن مصدر نقل عدوى فيروس كورونا هو ملامسة أي شيء قام الشخص الحامل لفيروس كورونا بالاحتكاك به، مثل النقود أو مقاعد الانتظار أو مقاعد السيارات في المواصلات العامة، ورغم أن كورونا لا يخترق الجلد إلا أنه يدخل عن طريق وضع اليدين على الأنف أو الفم أو العين.
وبحسب بيان منظمة الصحة العالمية، فإن الأعراض الشائعة لفيروس كورونا، هي" الحمى، الإرهاق، السعال الجاف"، وقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض أخرى مثل الأوجاع، والآلام، احتقان الأنف، سيلان الأنف، ألم الحلق، الإسهال.
رغم أن مديرية الصحة في الاقصر، اقتصرت تحليل فيروس كورونا على مخالطي الحالات الايجابية فقط، إلا أنها وضعت شرط آخر وهو " ظهور أعراض فيروس كورونا للمخالطين" وتلك الأمر ينذر بكارثة تفشي فيروس كورونا بصورة أكبر بمحافظة الأقصر.
فالبعودة إلى الماضى لشهر فبراير من العام الجاري، تم اكتشاف 11 حالة مصرية حاملة لفيروس كورونا على متن مركب نيلية تقل إسم "سارة A" دون ظهور أي أعراض عليهم اثناء عودتها من محافظة أسوان إلى الاقصر، ويرجع سبب تلك الحالات جراء إجراءات الفحص والتقصى، بعد ما عادت سائحة تايوانية من أصل أمريكي إلى موطنها وتبين إصابتها بفيروس كورونا.
وعلى أثر ذلك أمرت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بتواصل إجراءات الفحص والتقصي، وبعد يومين من ظهور أول بؤرة كورونا بمصر في الأقصر، أظهرت نتائج التحاليل إيجابية 34 شخص من طاقم عمل الفندق العائم دون ظهور أي أعراض عليهم ، وجرى نقل 45 حالة إلى مستشفى النجيلة بمطروح للعزل الصحي.
فالعديد من الأشخاص يخالط حالات حاملة لفيروس كورونا قبل ذهابها إلى حميات الأقصر و أرمنت وتبين ثبوت إيجابية التحاليل، وتلك الأمر وارد بنسبة 100%.
وموخرًا ظهرت حالة لسيدة تدعى "سحر" مقيمة بمنطقة نجع الطويل في الكرنك، وقبل ظهور أعراض الإعياء الشديد عليها، كانت متواجدة في مراسم عزاء والدها بمنطقة مدرسة الصنايع بشارع السوق القديم الذي توفي بشكل طبيعي، ومن المعروف أن العزاء في صعيد مصر يشهد كثافات وتجمعات كبيرة، حيث يأتي الرجال والنساء من كل حدب وصوب بالمحافظة، وربما من محافظات أخرى لتأدية العزاء طوال مدة 3 أيام في ديوان العائلة للرجال، وسرادق كبيرة للسيدات.
وكانت عائلة "سحر" ظهرت عليها الأعراض فأصيب أشقائها الذكور الاثنين، بينهم واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة كما أصيب زوجاتهم أيضا بفيروس كورونا، إلا أن "سحر" توفيت منذ أيام قليلة ماضية أثناء تلقيها العلاج بمستشفي أسوان للعزل الصحي.
يذكر أن مستشفى إسنا للعزل الصحي بمحافظة الأقصر، حققت نجاحًا كبيرًا من بين مستشفيات الجمهورية، حيث خرج من المستشفى 150 حالة بعد ما تحولت نتائجهم من إيجابية إلى سلبية، نتيجة لخضوعهم إلى رعاية طبية مكثفة.