ما زال العلماء يحاولون جاهدين إيجاد علاج أو لقاح لوباء فيروس كورونا المتفشي والذي ظهر في الصين منذ ديسمبر الماضي وأعلنت عنه السلطات في يناير الماضي بعد أن حاصر مدينة ووهان المنكوبة بأكلمها ومن ثم زحف على العالم، وحصد أرواح أكثر من مليوني شخص، وفي الآونة الأخيرة ظهر الكثير من القصص حول "كوفيد 19" على أنه انفلونزا تاجية تصيب "الخفافيش" ومن ثم تنتقل إلى الانسان، فيما قالت روايات أخرى أنه من صنع البشر في معامل ومختبرات سرية في الصين بتمويل أمريكي، وغيرها من القصص حتى أن أحدهما رحت كيفية دخول المرض إلى رئتيك وكيف يتحول من انفلونزا عادية إلى قاتلة، ولمشاهدة تلك القصص يمكنك رؤية اللينكات التالية:
اقرأ أيضاً: حيوان من الثدييات من فصيلة الجمليات، يعيش في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية
اقرأ أيضاً: يختلط بأيون الحديد.. دراسة علمية تثبت: فيروس كورونا وحده ليس مميتاً
اقرأ أيضاً: صنع في معمل صيني بتمويل أمريكي.. علاقة DNA الشعوب بقدرة فيروس كورونا على الانتشار
وفي هذا السياق، وجد بعض العلماء في بلجيكا والولايات المتحدة بعض الحيوانات البرية والبحرية التي بمقدورها قتل الفيروس، على الخطة المثل المعروف "لا يفل الحديد إلا الحديد" دماء تلك الحيوانات تصيب دماء الخفاش صانع كورونا في مقتل، حيث برز اسم "اللاما" وهو حيوان من الثدييات من فصيلة الجمليات، يعيش في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية جلياً مؤخراً، وكما جاء الجمل والقرش في مقدمة قاتلي وباء كورونا لنذهب سوياً في تلك الرحلة لنتعرف ما يفعل هؤلاء المقاتلين.
حيوان اللاما يقتل فيروس كورونا
من دم حيوان يعيش في أمريكا الجنوبية التي أبتليت مؤخراً بفيروس كورونا، قد تأتي الإمدادات الطبيعية ، منهية خطر الفيروس الذي قتل أرواح الكثيرين حول العالم وأصاب أكثر من مليونين و 300 ألف في أقل من 4 أشهر، وفقًا لتقرير في صحيفة "بيزنس انسايدر" الأمريكية نقلاً عن علماء من بلجيكا وأمريكا ، يعملون في معهد مقره في غنت، في الشمال الغربي البلجيكي ، قالوا ان استخراج الأجسام المضادة من دم حيوان اللاما ، المشهور بالبصق في وجه الإنسان عندما يزعجها أو يتحدىها ، قد يساعد في إنهاء الفيروس القاتل.
ورغم ذلك قالت دراسة أن استخدام الأجسام المضادة بدماء "لاما" التي تعيش في جبال الأنديز التي تمتد سلسلتها في الأرجنتين وشيلي وبيرو وبوليفيا وإكوادور "تحتاج إلى مزيد من التحقق" لتأكيد ما يعتقدون ، وهو أن دمه معاد جدًا للفيروس لذا فإنهم يعملون على الاستفادة من الحجم الصغير لأجسامه المضادة في مختبر معهد Vlaams للتكنولوجيا الحيوية ، والمعروف باسم اختصار VIB ، حيث ينشط العلماء في مدينة جنت ، على بعد 50 كيلومترًا من بروكسل، ليلاً ونهاراً لاستخراج لقاح سريع ينقذ البشرية، سيكون في الأسواق قريباً.
يعتمد علماء المعهد على حدث تم اكتشافه في عام 1989 عن طريق الصدفة في مختبر في جامعة Libre de Bruxelles في بروكسل ، وعندما كانوا يعملون على تجربة علمية اكتشفوا أن دماء حيوان " اللاما" عبارة عن أجسام مضادة صغيرة جدًا ومضادة للفيروسات بقوة ، حيث ظهر دمه كأكبر مساعد لجهاز المناعة البشري في حربه ضد مجموعة من الفيروسات ، وفي الفيديو الذي يظهر أعلاه ، أشار قبل عامين إلى الأجسام المضادة "اللاما" ، وكذلك دم القرش ، يمكنها القضاء على الانفلونزا و الخلايا السرطانية ايضاً، وعند اعادة الدراسة في الايام القليلة الماضية بناءاً على ذلك الاكتشاف القديم وجدوا ان الدم يفتت الفيروس في أفل من نصف ساعة بحد أقصى كما تأكد للعلماء أن الفيروس خليط من دم خفاش لديه فيروس تاجي و خلايا سرطانية، وقد اشرنا إلى هذا الأمر في تقريرين سابقين يمكنك الإطلاع عليهم، وهذا يؤكد صدق نظرية صناعة الفيروس، كما أكدنا من قبل في تلك التقارير يمكنك الإطلاع عليها من اللينكات التالية:
اقرأ أيضاً: "تشارلز بيلر" صانع فيروس كورونا يكشف كارثة.. صعوبة اختراع دواء لكوفيد ١٩
وبالعودة إلى حيوان " اللاما" ما يميز الاجسام المضادة في دمه هو أنها أصغر عدة مرات من دم الإنسان ، لذا فإن حجمها يسمح للعلماء باستخدام تقنية Nanobody لمحاربة الفيروسات ، حيث تسمح "تكنولوجيا الجزيئات الصغيرة" بتحويل الأجسام المضادة الصغيرة في دم الحيوانات إلى "الناقل"، وقال أحد الباحثين البروفيسور إيان ويلسون لبي بي سي ساينس : "إن تلك التجربة فعالة للغاية ، حيث تم استخدام 60 فيروسًا مختلفًا في التحدي ولم يتم تحييد فيروس واحد فقط وهو فيروس لا يصيب البشر، مشيفاً أن الهدف من تلك التجربة هو استخراج لقاح يعمل من موسم إلى آخر ، وكذلك حمايتك من الأوبئة المحتملة في حال ظهورها."
أسماك القرش
وبالانتقال إلى حيوانات أخرى بحرية، تقول "هيلين دولي" باحثة في البرمائيات في معهد التكنولوجيا البحرية والبيئية بولاية ماريلاند،أنها متخصصة في تشريح جثمان القروش بجميع انواعها ومؤخراً تم سحب بضع مليلتر من دم القرش وتم إلقاءه مرة أخرى إلى حوضه المخصص له بالمعهد لاستعادة عافيته، وقد أكتشفت أن دماء القرش تساعد في القضاء على فيروس كورونا بشكل كبير خلال تجربتها ذلك بحقن فار بالفيروس ومن ثم حقنه بدماء القرش تم شفاءه تماماً.
سمك القرش أثناء أخذ عينات منه
ويقول الكيميائي الحيوي هيد بلويج من مستشفى بوسطن للأطفال، بالمقارنة مع الأجسام المضادة التقليدية ، فإن الجزيئات وحتى الأجزاء الأصغر منها ، والتي تسمى غالبًا الأجسام النانوية ، أسهل على الباحثين في صنعها ، وأكثر متانة ، وأكثر قابلية للذوبان، حيث يمكن أن تعمل الأجسام المضادة الصغيرة داخل الخلايا ، ويسمح حجمها بالاندماج عميقًا في الأنسجة ، والتي تواجه الأجسام المضادة العادية صعوبة في اختراقها،وقد جعلت هذه الصفات الجزيئات من أدوات البحث القيمة.
عينة الدم من سمك القرش
ويضيف بلويج: "بصفتي عالمًا في الكيمياء الحيوية ، أجدها مفيدة للغاية، حيث قام هو وزملاؤه بنشرها لمهام متنوعة مثل تتبع بروتين مناعي رئيسي في الجسم ، وتحييد فيروسات النبات ، وتوسيم الخلايا السرطانية،ولكن قد يكون الدور البحثي الأكثر إضاءة للأجسام المضادة مرتبطًا بالبروتينات المتذبذبة واستقرارها حتى يتمكن الباحثون من فحص بنيتها.
وضع سمك القرش في الحوض المخصص له مرة أخرى بعد اخذ عينة الدم
تصغير الأجسام المضادة
يمتلئ الدم البشري بالأجسام المضادة التقليدية - بروتينات ضخمة على شكل حرف Y تتواجد في البكتيريا والفيروسات، وتختلف الأجسام المضادة الصغيرة التي تنتجها أسماك القرش وعائلة الجمال عن تلك الجزيئات المناعية ليس فقط في الحجم ، ولكن أيضًا في هيكلها وقدرتها على الارتباط.
الاجسام المضادة من القرش والجمل
يقوم البشر والفئران أحيانًا بإنتاج أجسام مضادة تحتوي فقط على سلاسل ثقيلة ، لكن الباحثين يعتقدون أنها دودات تنتج عن خلل في الخلايا البائية ، وهي مصانع المناعة لمثل هذه البروتينات، على النقيض من ذلك ، فإن الأجسام المضادة صغيرة الحجم لأسماك القرش وعائلة الجمال تعطي فرصة أكبر للنجاة، على الرغم من أنها تفتقر إلى سلاسل الضوء التي تساعد الأجسام المضادة العادية على التعرف على المستضدات والاستيلاء عليها ، إلا أنها يمكن أن ترتبط بشدة بأهدافها بدقة كبيرة ، ويبدو أنها جزء رئيسي من استجابة الحيوانات لمسببات الأمراض.
عيوب دماء اللاما والقرش
يحذر الباحثون من أن الأجسام المضادة الصغيرة لها بعض العيوب في الطب، حيث يمكن أن يكون الإفراز السريع للجزيئات جانبًا سلبيًا إذا غادروا الجسم قبل أن يحصل المرضى على فائدتهم الكاملة، وهناك عيب آخر ، يلاحظ الكيميائي الحيوي "جان جيتمانز" من جامعة جينت ، أنه على عكس العديد من الأدوية المهمة ، بما في ذلك العقاقير المخفضة للكوليسترول والأزيدوثيميدين ، المضاد لفيروس نقص المناعة البشرية ، لا تستطيع الأجسام المضادة دخول الخلايا بمفردها، حيث يمكن للباحثين إدخالها في السيتوبلازم عن طريق تغيير الخلايا وراثيًا لإنتاجها، ولكن هذا غير ممكن لمعظم العلاجات،وعلى الرغم من أن الدراسات الموجزة تشير إلى أن الأجسام المضادة الصغيرة آمنة للمرضى ، إلا أن لم تأخذ الاختبارات الكافية.