كشفت الدكتورة فاطمة عبد الرسول، مفتشة آثار بالواحات البحرية، أن شم النسيم يعني Sm smw أي "شم سو" بلسان المصري القديم أذهب للحدائق وهي أصل تسمية شم النسيم " أما الآن بلسان المصري الحديث "أبقى في المنزل حتى نرتقي من الوضع الذي نحن فيه".
وأشارت عبد الرسول، إلى أنه حان موسم الربيع وتفتح الزهور والاحتفال بعيد الربيع. نجد أن المصريين من أكثر شعوب العالم تمسكاً بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل ويبدوا هذا واضحاً جلياً من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي بالإضافة إلى مظاهر الإحتفال بالأعياد والمناسبات في حياة المصريين المختلفة، ومن النقوش العديدة الموجودة على جدران المقابر والمعابد تبين لنا مدى أهتمام المصري القديم بالأعياد والأحتفالات التي كانت تقام على مدار السنة مثل عيد الربيع أو مايعرف بشم النسيم وهو عيد يرمز عند القدماء المصريين ببداية الحياة أي فصل الربيع تتفتح الزهور ويخرج الزرع من الأرض وتقوى الحيوانات فهو بمثابة الخلق الجديد للطبيعة.
وأوضحت مفتشة أثار الواحات البحرية، أن من مظاهر الأحتفال بعيد شم النسيم عند المصريين القدماء الخروج للحدائق والحقول وهم في بهجة وسرور وأخذ طعامهم وشرابهم معهم، ومن أحب الطعام إليهم في هذا اليوم السمك المملح" الفسيخ" المصنوع من سمك البوري والبصل والخس ومن الحبوب الحمص كطعام مملح وكنبات وهو مايعرف الآن بالملانة والبيض الملون وهو ما يأكله المصريين حتى هذا اليوم فهي عادات مصرية متوارثة من الأجداد فأصبح البيض الملون رمز لشم النسيم.
ولفتت إلى أن المصري القديم كان يزخرف البيض ببعض نصوص الدعاء باللونيين الأسود والأحمر ليلة العيد حتى يستجيب الأله لدعائهم، مشيرة إلى أن الدكتور زاهي حواس قال أن من مظاهر العيد عند المصري القديم تلوين البيض بالوان زاهية بعناصر من الطبيعة مثل البقدونس والبصل الأخضر وخلاصة غلي البنجر والرومان لتلوينة بالأحمر. وكان للبيض رمزية عند المصري القديم حيث أعتقد أن الكون في الأصل بيضة كبيرة الحجم أنقسمت جزئيين السماء في نصفها العلوي والأرض في السفلى لذا أعتبروها أصل الحياة ورمز أستمراريتها.
أما الفسيخ فهو من الأسماك المملحة فقد ظهر مع بدء الأهتمام بتقديس النيل وقد أظهر المصري القديم براعته في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ وأعتبروة رمز للخير والرزق وتناولة في تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة بمناسبة موسم الحصاد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
