ظهرت مؤخرا بعض الدعاوي التي تزعم أن الصيام في شهر رمضان يؤدي لتعريض الصائم لخطر الإصابة بفيروس كورونا. فهل يجوز أن لغير مرضى كورونا الإفطار في شهر رمضان خوفا من الإصابة بكورونا.؟ وهل يمكن أن تأجيل صوم شهر رمضان لما بعد انتهاء جائحة كورونا ؟ وما هو رأى الشرع في ذلك ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور من العلماء إلى أن ما المعلومات المتوفرة حول فيروس كورونا تفيد بأن الصوم، وما يقتضيه من الانتهاء عن شرب السوائل طول النهار، يزيد من فرص تعريض الصائم للإصابة بوباء كورونا، أنها غير صحيحة، وليس لها أيّ دليل علمي تستند إليه؛ وعلى العكس من ذلك، فإنّ ما أثبته العديد من الدراسات العلميّة هو أنّ للصوم فوائد صحية، ومن هذه الفوائد تقوية المناعة الذاتيّة للجسم لدرء الأوبئة؛ وهو ما يحتاج إليه الإنسان في مثل هذه الظروف الصحيّة الحاضرة.
وذهب جمهور العلماء إلى أن الرّخص الشرعيّة، التي تعني المريض، الذي يتعذّر عليه الصوم بقرار طبّي لما يترتّب على صيامه من ضرر على صحّته فيزيد من مرضه أو يؤخّر برأه، فهي رخص مقرّرة ومعلومة؛ فقد نصّ الفقهاء على أنّ من شروط أداء الصيام الصحّة والسلامة من المرض. قال ابن قدامة:” أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة، والأصل فيه قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]” المغني 3/16؛ فمن كان مريضًا مرضًا مُزمنًا يمنعه من الصيام فعليه أن يُفطر، ويُطعم عن كلّ يوم مسكينًا، وإذا كان مرضه مرضًا عارضًا مؤقتًا يُرجى شفاؤه ولا يقدر على الصوم برأي طبيبه، فعليه أن يفطر ويقضي ما عليه من أيام أفطر فيها بسبب المرض.