فقدت زوجها ووالدها.. المريضة "صفر" في بوسطن الأمريكية تروي مفاجآت عن بداية انتشار فيروس كورونا في بلاد "العم سام"

كتب : سها صلاح

في الشهر الماضي، تعددت الروايات حول كيفية وتوقيت ظهور فيروس كورونا،وهل ُصنع داخل أحد المختبرات الصينية بالفعل بتمويل أمريكي، أم انه صنع في أمريكا ونقل إلى الصين، أم الاعتقاد الآخر أنه نقل للإنسان عن طريق "الخفاش" الذي تم بيعه في سوق ووهان البحري في الصين، لم تثبت بشكل قاطع حتى الآن اياً من تلك التصريحات التي تتناقلها وسائل الإعلام الغربية والعربية، الحقيقة الوحيدة في كل تلك الاقاويل هي أن الفيروس التاجي نقل من دم الخفاش إلى الانسان وخرج من الصين ليجتاح العالم، ولمشاهدة كل تلك الروايات حول الفيروس وطريقة نقله يمكنك النظر في تلك اللينكات:

اقرأ ايضاً:"تشارلز ليبر" صانع كورونا.. اكتشفه في أمريكا وصنعه في "الصين".. التفاصيل الكاملة لـ"كارثة" نشر الوباء العالمي

التسلسل الزمني لظهور فيروس كورونا

وخلال هذا الأسبوعين الماضيين اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بإخفاءها الأعداد الحقيقية المصابة والمتوفية بسبب فيروس كورونا، وتوقيت إعلان الفيروس الذي بدأ في الصين في نوفمبر الماضي بينما اعلنته السلطات الصينية في يناير، وعلى الجانب الآخر، أيضاً كشفت بعض المصادر الأمريكية معرفة "ترامب" بوجود الفيروس في ديسمبر إلا أنه لم يأبه لذلك ولمعرفة التفاصيل يمكنك قراءة هذا اللينك:

وفي سياق تلك التصريحات بشأن فيروس كورونا، بحث الكاتب "زاهوي مينكسي" في صحيفة "سي جب تي أن" عن رواية جديدة ليقدمها لقراءه، ولكن في تلك المرة هي قصة واقعية روتها أحد الابطال المتعافون من فيروس كورونا، وهي الحالة "صفر" التي نقلت إليها العدوى في مدينة "بوسطن" الأمريكية والتي ستروي مفاجآت تكشف حقائق لأول مرة، لنقرأ معاً تفاصيل القص في السطور التالية.

تبادل الاتهامات بين أمريكا والصين بشأن فيروس كورونا

في صباح يوم 28 ديسمبر من العام الماضي، كانت "وانج يانشي" التي تعيش في مدينة بوسطن الأمريكية مع زوجها ونجلها، خرجت كعادتها لشراء ما تحتاجه من طعام، حينها قابلت إحدى صديقاتها التي قد سمعت بعض الأخبار المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بظهور فيروس غامض في الصين دون تأكيدات من الحكومة الصينية،وسألتها صديقتها عن ما إذا سمعت تلك الاخبار من أقاربها في الصين من مدينة هوبي- مركز خروج وباء كورونا- أم لا، اجابت "وانج" حينها أنها لم تسمع شئ إطلاقاً عن هذا الأمر، وعقب عودتها للمنزل جهزت الطعام، ومن ثم بدأت البحث حول هذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي.

تحذيرات خطيرة تجاهلتها الصين

أثناء بحث "وانج" تعثرت في صفحة الطبيب " لي وين ليانغ" على برنامج "ويبو" الشبيه للفيس بوك في الصين، حيث قال "لي وين" أن مستشفيات ووهان تستقبل حالات لمرض غريب من نوعه لم يراه من قبل، أعراضه تشبه الالتهاب الرئوي لكنه مميت، مؤكداً أنه قد يكون خرج من إحدى المختبرات الصينية في ووهان التي كانت تعمل على مثل التجارب مؤخراً، لاكتشاف تفاصيل الفيروسات التاجية الناجمة من "الخفافيش"، أغلقت "وانج" الصفحة وبدأت في البحث عن ماهية الفيروسات التاجية، حتى قاطعها زوجها " لي مينو" قائلاً:" أن والدها يهاتفها"، خرجت "وانج" مسرعة من الغرفة ولم تلقى التحية على والدها كالعادة بل سألت "أبي هل سمعت بهذا المرض الجديد في ووهان"، أكد الرجل أن الحكومة الصينية نفت تلك الاشاعات والقت القبض على أحد الأطباء الذي روج لذلك الأمر، وأن بعض الحالات التي دخلت المستشفيات هي مجرد عودة طفيفة لمرض "السارس" – من فصيلة الفيروسات التاجية الشبيهة لفيروس كورونا- الذي ظهر في 2017 في الصين.

ومن ثم اخبرها والدها الذي يعيش بمفرده في مدينة ووهان الصينية بعد وفاة زوجته أنه سيأتي لزيارتها خلال يومين كما أن متفق عليه سابقاً، اغلقت "وانج" الخط مع والدها، واطمئنت، فالأمر مجرد إشاعة فقط.

كارثة في منزل المريضة "صفر" في بوسطن

بعد يومين استقبلت "وانج" والدها من المطار، واقلته إلى المنزل وكان قد ظهر عليه بعد أعراض من التعب والإرهاق ولكن لم اعتقدت الابنة أنها بسبب السفر، فحضرت له الغرفة ليرتاح قليلاً، في 1 يناير بدأ الرجل في سعال شديد وعرق غزير، أعطته "وانج" دواء حالات الانفلونزا الذي "زاد من الطين بلة"، فاضطررت المرأة الصينية القاطنة في بوسطن في الذهاب بوالدها إلى مستشفى ماساتشوستس العام، بعد رؤيته من قبل الاطباء سألوا إذا ما كان يعاني من مرض تنفسي مزمن أم لا، وكانت الإجابة لا، تم وضع الوالد على جهاز التنفس الصناعي وتم إعطائه أدوية للالتهاب الرئوي مما أثرت على حالته بشكل أكبر وتوفي خلال 5 أيام من دخوله، تم دفنه ولم تعرف "وانج" أن الكارثة الأكبر قادمة، تشككت الابنة التي فقدت والدها في الأمر وعادت للبحث مرة أخرى في ماهية المرض الذي يمكن أن يكون قد انتشر في مدينتهم في الصين وفي 12 يناير أعلنت الحكومة الصينية عن انتشار فيروس تنفسي خطير في ووهان الصينية،وعقب ذلك في 15 يناير أعلنت منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس يمكن أن يتحول إلى وباء عالمي وأنه ينتقل عن طريق اللمس والنفس، واعراضه مشابهة للالتهاب الرئوي، قارنت "وانج" سريعاً مابين تلك التصريحات وبين ماحدث لوالدها وتأكدت من الأمر ولكن الوقت قد فات، بدأ يظهر المرض علىها وعلى زوجها ونجلها.

ظهور أول حالة في أمريكا تم الإعلان عنها

عادت "وانج" إلى نفس المستشفى التي مات بها والدها مصطحبة بقية عائلتها، وضعوا في الحجر الصحي يوم 16 يناير 2020، وكانت أول حالات في بوسطن الأمريكية لم يعلن عنها شئ وفقاً لرواية "وانج" التي قالت للصحفي، ان تلك المرة اتبعت المستشفي إجراءات أخرى وتم تعافيها هي ونجلها بعد 12 يوم من العدوى وتوفى زوجها خلال يومين لأنه كان مصاب بمرض كلوي ولم يتحمل الفيروس.

السلطات الأمريكية تسترت على فيروس كورونا

وقالت "وانج" في حديثها أن المستشفي بعد تعافيهم طلب عدم نشر الخبر بصورة مؤقتة غلى حين إبلاغ السلطات، وعندما ذهبت "وانج" لعمل بلاغ في القسم التابع لها، طلبوا منها تقارير المستشفي، وامتنعت حينها الادارة عن إعطاءها أياهم، وفي 23 يناير أعلنت السطات الامريكية عن إصابات بفيروس كورونا بعد أن أنتشر بشكل كبير في بعض المدن الأمريكية بسبب تستر المستشفيات عن الأمر في مهده.

مع تصاعد الموقف في الولايات المتحدة، قررت" وانج" مساعدة الآخرين حيث بدأت بتجميع جدول بيانات يحتوي على تعليمات مفصلة حول كيفية تنظيم المتطوعين للمجتمع المحلي، وأخذوا صفحة من التجربة الميدانية للمجموعات المدنية التي ساعدت في توصيل الإمدادات الطبية إلى ووهان في يناير وفبراير.