أرجع الدكتور محمد سعد الدين رئيس لجنة الطاقة بإتحاد الصناعات ورئيس جمعية مستثمرى الغاز المسال الأسباب الحقيقية وراء الإنهيار العالمى والتاريخى لأسعار البترول وخاصة خام غرب تكساس الأمريكي إلى سببين الأول هو الخلاف الذى نشب بين السعودية وروسيا منذ بداية الأزمة وترتب عليه انهيار فى أسعار خام البترول من 60 دولار إلى أقل من 25 دولار ولجوء بعض الشركات بالبورصة الأمركية إلى تخزين كميات كبيرة للإستفادة من فروق تلك الأسعار المتدنية ضمن عقود تسليم شهر مايو.
وأكد سعد الدين، أن المضاربين بالبورصة الأمريكية لم يتنبهو بقيامهم بنصب فخ للولايات المتحدة وصناعة أزمة جديدة بها للسبب الثانى وهو تطور تداعيات فيروس كورونا المستجد بالولايات المتحدة وتأثيرها السلبى على الإقتصاد وبالتالى انخفض الإستهلاك لاكثر من 30% وزاد المعروض فى ظل امتلاء كافة مخازن النفط .
وعندما جاء موعد تسليمها لم يجدو أماكن للتخزين فحدثت تٌخمة فى عقود تسليم مايو التى تم شرائها فى فبراير ومارس وفق المضاربات فانهارت بورصة البترول الأمريكية وحدها بالسالب، مشيرا بأن عقود تسليم "مايو" هى التى انهارت فقط دون غيرها.
أوضح رئيس جمعية مستثمرى الغاز، أن انهيار خام غرب تكساس الأمريكي يخص بورصة الأسعار الأمريكية فقط ولم يتجاوز تأثيره السلبى على خام برنت الخاص بمنطقة أوبك حاجز الـ 10% فقط، بدليل أن أسعار الثانية مازالت مستقرة ما بين 27 إلى 30 دولار للبرميل منذ منذ الإنهيار الأول للأسعار قبل شهرين.
وشدد بأن الأزمة الأخيرة التى تخص البترول الأمريكى الذى انهار فى عقود شهر مايو هى مؤقتة ولن تتجاوز مداها فى عقود يونية ويوليو بسبب الإتفاق الذى تم مؤخرا بين السعودية وروسيا بتخفيض إنتاج النفط بقيمة 10 مليون برميل يوميا وبالتالى ستحدث توازن متوقع فى الأسعار العالمية خلال الأشهر المقبلة.
يذكر أن ازمة انهيار أسعار البترول بدات مع بداية تفشى فيروس كورونا المستجد عندما قامت السعودية التى تمثل منظمة "أوبك" وتنتج 60% من البترول عالميا بدعوة روسيا التى تمثل مجموعة أوبك بلاس لتخفيض الإنتاج معاً لتوازن الأسعار، ورفضت الأخيرة فقامت السعودية بزيادة سقف الإنتاج عناداً فيها ووصل إلى 12 مليون برميل يوميا فأدى ذلك إلى حدوث تٌخمة فى الإنتاج العالمى فى ظل انحصار الطلب فهبطت الأسعار من قرابة 60 دولار للبرميل إلى أقل من 25 دولار للبرميل.
وفى هذا التوقيت تسارعت بعض الشركات إلى اغتنام الفرصة لشراء البترول وتخزينة بتلك الأسعار بما يعرف بعقود "مايو" ولما اشتدت أزمة كورونا خلال الأسابيع الماضية هبط الإستهلاك بنسبة 30% زيادة فانحصر الطلب فلجأ المشترين إلى تخزين البترول للإستفادة من فرق الأسعار حتى امتلأت المخازن وحينما جاء موعد تسليم عقود مايو انهارت أسعار خام غرب تكساس وهوى أسعار بالسالب.