توجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وللشعب المصري كله بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، كما وجه تحية خاصة للقوات المسلحة الباسلة درع الوطن وسيفه.
وأكد الوزير، أن القرآن الكريم قد تحدث عن سيناء العزيزة حديثًا يدعو للتأمل ، حديثًا يؤكد على أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية ، حديثًا يجعلنا نفكر مرات ومرات في ضرورة الاهتمام بها ، وتنميتها ، واستثمار مواردها الطبيعية ، ومعالمها السياحية : الدينية ، والطبيعية ، والعلاجية .
وأوضح أن الحق (سبحانه وتعالى) أقسم في كتابه العزيز بطور سيناء في قوله تعالى : ” وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ” (الطور : 1 – 5) ، مقدما القسم بالطور على ما سواه من الأمور الأخرى المقسم بها مع ما لها من مكانة أو قدسية ، بل إنه خصه بتسمية السورة كلها باسمه ” سورة الطور” .
ويقسم به الحق سبحانه وتعالى صراحة محددًا ومخصصًا في كتابه العزيز في سورة ” التين” ، حيث يقول عز وجل : ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ” (التين : 1-3) ، مقدمًا القسم بطور سنين على القسم بالبلد الأمين مع ما لهذا البلد الأمين من قداسة ومكانة . كما أشار القرآن الكريم إلى بعض ما بسيناء من الخيرات والبركات ، حيث يقول سبحانه : ” وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ” (المؤمنون : 20) ، وفي هذه الشجرة كان يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” كلوا الزَّيْتَ , وَادَّهِنُوا بِهِ , فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ” (رواه الترمذي في سننه) .
وتابع "وبها البقعة المباركة التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى في ثنايا الحديث عن سيدنا موسى (عليه السلام) : ” فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ” (القصص : 30) ، وبها الوادي المقدس طوى الذي عبر عنه الحق سبحانه في كتابه العزيز في خطابه لموسى (عليه السلام) : ” فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ” (طه : 11 ، 12) .
إن هذه المكانة التي خص بها الله (عز وجل) سيناء لتستحق منا جميعا أن نجعلها في قلوبنا ، وأن نحميها ونفديها بكل ما نملك".
وشدد على أنه لا شك أن قواتنا المسلحة الباسلة - وإلى جانبها شرطتنا الوطنية الباسلة - تحمل ذلك بشجاعة فائقة على عاتقها ، وقد قدَّمت وما زالت تقدم تضحيات غالية من دماء أبنائها في سبيل الوطن بصفة عامة ، وفي سبيل الحفاظ على سيناء وتطهيرها من العناصر الإرهابية والإجرامية بصفة خاصة ، وهو ما يستحق التحية والتقدير من جهة ، والاصطفاف بقوة خلفها وتقديم كل الدعم اللازم لها من جهة أخرى ، سواء أكان هذا الدعم ماديًا أم معنويًا .