تحتفل مصراليوم بالذكرى 38 لتحرير سيناء فهي تمثل 6% من أراضيها، ولكن في هذا التوقيت لم نحتفل بتحرير سيناء فقط، بل بمشروعاتها التنموية حيث تم الدفع ب 600 مليار جنيه لإعمارها وضرب أحلام الصهاينة وعملائهم في مقتل، فهذا انتصار كبير على الإرهاب لتظل سيناء القطعة الغالية، فقد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن عوائد إعمار سيناء من مشروعات عملاقة "مدن جديدة و أنفاق و كباري" ليست عوائد مادية بل العائد الأكبر هو "الأمن القومي" وهو لا يقدر بثمن.
وفي هذا التقرير يتحدث أمهات شهداء سيناء ببورسعيد عن أبنائهم، وما تشهده سيناء من تطوير وتعمير.
الشهيد محمد صبري عبدالعال ووالدته
فتقول سحر الحبشى "49" عاما والدة الشهيد محمد صبري عبدالعال، الذي استشهد يوم 13/12/2015 في سيناء في كمين بركان 9 في ارتكاز الخروبة، حيث إنه بعد انتهاء خدمته العسكرية تم رصده بقناصة أصابته في قلبه فمات في الحال، فالشهيد محمد كان راميًا على دبابة، وقد قال لنا أحد زملائه بأنه عندما كان في الخدمة ليلا، وبالدبابة جهاز رؤيا ليلي، شاهد ثلاث سيارات للإرهابين فضرب قذيفة أصابت سيارتين والثالثة "غرزت في الأرض فتركها الإرهابين و فروا هاربين ".
الشهيد محمد صبري عبد العال
تؤكد والدة الشهيد بأن إعمار سيناء هو جزء من ثمن دم أولادنا، و بالقضاء على الإرهاب نهائيًا سيكون هو عودة دم أولادنا بالكامل، فالدولة تسعى جاهدة ونحن معها لن نضعف و لن نستسلم حتى نقضي عليه، وقامت والدة الشهيد بالدعاء لمصرنا الحبيبة بالأمن والأمان، والقضاء على وباء كورونا.
الشهيد عمرو السقا ووالدته
بينما تقول أمل عبدالله رضوان "45" عاما والدة الشهيد عمرو السقا، ضابط مهندس والذي استشهد عام 2017 في بئر العبد و كان عمره 24 عاما، بأن ابنها الشهيد تسلم عمله في بداية الأمر في الإسماعيلية، وبعدها بأيام تم نقله إلى سيناء ولم يخبرني بذلك، وبعد فترة عاد إلى بورسعيد في إجازة طويلة 15 يومًا، وكان عمرو ابني على غير عادته، وكأنه "شايل هم غير عادي"
و "خلال إجازته حضر معنا حفل زفاف ابنة عمته، وكان يوم عجيب فقد رأيت ابني وكأنه العريس وكان يودع جميع أقاربه، و يطلب التصوير معهم و قال لى اإه رأيك في ابنك يا حاجة عريس حلو، قلت له عريس و الله يا عمرو، و شوفته أجمل واحد في الدنيا"
أمل عبد الله والدة الشهيد عمرو السقا
و سافر ابني في اليوم التالي، استقل عمرو سيارته إلى سيناء، وفي طريقه وجد ثلاثة أمناء شرطة ركبوا معه، وشاهدوا مصنع كبير "السبيكة للملح" و عليه اثنين ملثمين، شعر عمرو أن هناك شيء يحدث فعاد بسيارته، وأخذ طبنجة من أحد أمناء الشرطة وضرب على الملثمين الذين كانوا يحتجزوا صاحب المصنع وبعض الأفراد فقتل واحد وأصاب الأخر، وتوجه عمرو إلى سيارته للإبلاغ عن الإرهابين، ولكن كعادتهم ضربوا عليه رصاص من ظهره واستشهد ابني البطل، وقدمت أخوه أيضًا الذي كان طالبا في كلية الهندسة، وطلب مني عبد الرحمن أن يلتحق بفنية عسكرية بعد استشهاد أخيه في بداية الأمر، رفضت و لكن بعدها رحبت بذلك واستودعته عند ربنا يحميه و يحفظه من كل شر، وبالنسبة لسيناء فهي اتعمرت بدم أولادنا الشهداء، وأشعر الآن أن "دمهم ما راحش هدر"، رغم استشهاد ابني لكن القوات المسلحة قامت بدورها في كل شيء، فهم خير أجناد الأرض
و تعمير سيناء بضخ مشروعات تنموية فيها ها يقضي على الإرهابين نهائيا اللي كانو "معششين" فيها زي العنكبوت، لكن أثق في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فهو قائد عظيم أقسم أنه ها يرجع لنا حق أولادنا، وفعلا فهو رجعه بضربة كبيرة من الأعمار والتنمية ومحاربة الإرهاب أيضا جميعهم في توقيت واحد و زاد عليهم محاربة وباء "كورونا" رئيسنا ربنا يعينه و يقويه و ينصره.
سلوى محمد
والدة الشهيد مصطفى خضر تحتضن صورته
وقالت سلوى محمد على والدة الشهيد المجند مصطفي خضر والملقبة ب "سفيرة الشهداء"، أنه بعد مرض زوجي وعدم القدرة على العمل كان مصطفى هو سندي كان بيشتغل في 3 أعمال في اليوم، برغم أنه كان سنه صغير لكن كان راجل.
وفخور به لأني أخذت شهادة تقدير بعد استشهاده، لأنه رفض يسلم السيارة حتى بعد إصابته، وكان بيجري بها وينفذ تعليمات الظابط لغاية ما اتعاملوا معاها الارهابين، والحمد لله أن حقه رجع وتم إعدام "هشام عشماوي" يوم عيد ميلاده وكأن الله حب يفرح قلوبنا.
سلوى محمد "سفيرة الشهداء" والدة الشهيد مصطفى خضر
لكم أن تتخيلوا مقدار التضحيات التي قدمها أبطالنا، فكل بطل له قصة تقشعر لها الأبدان، أبطال فوق العادة كل تفكيرهم هو الوطن التضحية بالروح فعندما فقدت ابني السند والمعين بعد الله، كان أملي أعرف الناس أنا فقدت إيه، كونت أسرة على صفحات التواصل الاجتماعي حتى تخلد ذكرى ابني، وجمعت قصص بعض الشهداء ولكن كنت بتعرف على شهداء وبطولات فوق الخيال، وعشت معاناة أمهات وزوجات وأخوات الشهداء وعشنا معا حزن واحد وأصبحنا كلنا "عائلات الشهداء"، نحكي ونتذكر أمجاد الشهداء كل اللي أقدر أقوله للناس في عيد تحرير سيناء، أنها غالية "أوي" أدفع فيها ثمن غالي أوي رملها كله مروي بدم أولادي، والحمد لله كان عندي ابن والآن عندي أولاد كتير منهم الشهداء، ومنهم من يحارب حتى الآن للدفاع عن وطنه".
ووفق الله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعانه علينا ونحن معه قلبا وقالبا، فهو لن يتهاون في رجوع حق أبنائنا الشهداء، وكفاية بس حتى "تعمير سيناء" دي ضربة قوية لأعداء الوطن الخائنين، وأحب أقول له "شكرًا يا سيادة الرئيس".