يختلف شهر رمضان الكريم هذا العام، عن الأعوام الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، بسبب فرض حظر تجوال ومنع التجمعات ولكن المسحراتية ما زالوا يجوبوا شوارع الشرقية، من خلال الدق على الطبلة والعزف على المزمار، وأوقات يكون بعض النداء مسحوب بـ الأناشيد الدينية والمدح والتهليلات.
رصدت عدسة " أهل مصر" المسحراتية وهم يجوبوا الشوارع وإلقاء بعض الأغاني المختلفة والتهليلات عند إيقاظ الأهالي، بقرى ومدن مركز أبوكبير ومركز فاقوس بمحافظة الشرقية.
قال "ربيع النبوي" مسحراتي 43 عاما مقيم مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، إن مهنته الأساسية الطبل والمزمار بالأفراح ودي وراثة من والده وأجداده، مشيرا إلى أنه من سن 12 عامًا، بدأ يشاركهم المهنة من خلال إيقاظ الأهالي بشوارع أبوكبير قبل صلاة الفجر، لتناول وجبة السحور من خلال حمل الطبلة والدق عليها بجانب العزف على المزمار.
وأضاف "ربيع" لـ " أهل مصر" أن ابن عمه "ناصر شرارة" يشاركه إيقاظ الأهالي من خلال الدق على الطبلة، لافتًا أنهم يتبعوا الإجراءات الاحترازية من خلال تعقيم أنفسهم من المنزل وعند العودة مرة أخرى والأدوات المستخدمة، للحفاظ من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أنهم صمموا على النزول هذا العام، رغم انتشار كوفيد 19 لدخول البهجة والفرحة على الأهالي، ومحاولة خروجهم من النفسية السيئة.
وتابع" النبوي" أن قوات الشرطة تتعاطف معهم في أوقات الحظر، عندما يعلمون أنهم المسحراتية، مشيرًا إلى أن هذا العمل كمسحراتي وإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور لوجة الله وبدون مقابل مادي.
ولفت "ربيع" إلى أنه يستعين ببعض الأغاني، من خلال إلقائها عن طريق المزمار وحسب ما يختار الأهالي الأغاني أو الأناشيد التي تعجبهم.
ومن ناحية أخرى، قال"أحمد الإمام" يبلغ من العمر 60 عاما أحد المسحراتية بإحدي قرى مركز فاقوس محافظة الشرقية، إن عادة المسحراتي بدأ يمارسها منذ 15 عام عندما كان يعمل بفرقة للطبل والمزمار البلدي، وفي هذا الوقت من كل عام يبدأ بأن يجوب الشوارع لإيقاظ الأهالي لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر.
وأضاف الرجل الستيني لـ " أهل مصر" أنه يوميا طوال الشهر الكريم، يبدأ الخروج من المنزل ويلتف حواليه بعض الأطفال، ليظهر على وجههم علامات الفرحة والسعادة والاحتفال بشهر رمضان الكريم، كما يخرج بعض كبار السن من النوافذ لسماعه.
وأشار " الإمام" إلى أنه يقوم بإلقاء المدح والدق على الطبلة قائلا "الحر يستر عيوبة لو زمانه مال، ويميل ويا الزمن ولا تشمت فيه العزال، بكرا هروح للحبيب النبي وأقوله على اللي اتقال وأقوله يا أحمد يا زين شمت فينا العزال، الصبر طيب يا حبيبي كل عقدة لها عند الكريم حلال واصحى يا نايم وحد الدايم".