ما بين مطرقة الكورونا وسندان خروج مياه البحر، يتكبد أصحاب الكافتيريات على طول شاطىء بورسعيد خسائر بملايين الجنيهات، ويعجزون عن تسديد فواتير المياه والكهرباء و دفع أجور العاملين، مطالبين اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد والذي منحهم هذه المساحات "إشغال مؤقت" لتطوير و تجميل شاطىء المدينة، بإعفائهم من دفع رسوم الاشغال من بداية أعصار فبراير إلى أن تنتهي أزمة كورونا، لأن الشباب الذين استثمروا هذه الكافتيريات مهددين بالإفلاس، وتعرضهم للسجن بسبب القروض التي حصلوا عليها من البنوك.
كافتيريات شاطىء بورسعيد مغلقة
وفي هذا الصدد، قال محمود فرغلي أحد شباب مطوري الشاطىء: "اقترضت من البنوك عندما استلمت قطعة أرض من محافظة بورسعيد عن طريق المسابقة التي كانت موجودة على الصفحة الرسمية للمحافظة، و تقدمت كأحد الشباب الذين تخرجوا من الجامعة ولم يحصلوا على وظيفة حكومية، و الحمد لله استلمت الأرض، وبذلت قصارى جهدي من أجل أن أقوم بعمل مفيد و جميل في نفس الوقت، وصرفت ملايين "قروض بنكية" وجمعيات إلى أن أصبح المكان مميز ويستقطب المواطنين بصورة جذابة، ولكن تعرضنا للهدم أكثر من مرة من الحي، وذلك بادعاء أنها تعديات
وقاموا بتشوية المنظر الجميل دون سابق إنذار، و بعدها اصبح المكان "خرابة" لا يمت لشاطىء بورسعيد بصلة و لا توجد إنارة خارجه مما كان يثير الرعب للمواطن و يجعله يعكف عن الذهاب إليه، ودخلنا في إعصار فبراير و كورونا لنقف عاجزين لا ندري ماذا نفعل".
كافتيريات مغلقة
وقالت إيمان طعيمة صاحبة إحدى الكافتيريات، إننا نطور ونجذب السياح سواء من الداخل و الخارج و نعمل في فترة "الصيف" نفتح فيها بيوت كثيرة لشباب يعملون بهذه الكافتريات، وأصبحوا ملزمين منا سواء في فصل الصيف أو الشتاء الذي يعتبر "بلا عمل" فعندما تبدأ الدراسة يعتبر انتهى العمل على كافتيريات الشاطىء نهائيا.
كافتيريات الشاطىء بلا مواطنين
وتابعت: "نحن ملزمين بدفع رواتب عمال ومياه وكهرباء ونظافة للحي، وإيجار "للأشغال المؤقت"، و لم يتوقف الأمر على ذلك فتأتي مياه البحر "النوات" و تغرق كافتيريات الشاطىء بأكملها لتقضي على الأخضر واليابس و مياه الأمطار، أيضًا تجعل الكافتيريات "خرابًا" لأنها تبلل الأطقم المفروشة و نخشى "عمليات الماس الكهربائي" نقوم بفصل التيار الكهربائي لمدة أيام حتى لا يحدث حريق مثلما حدث في أحد كافتيريات الشاطىء هذا العام، و نطالب اللواء عادل الغضبان الأب الحنون أن يقف بجوار أبنائه، و يقوم بإعفائنا من دفع الإيجار خلال تلك الفترة القاسية التي نمر بها".
كافتيريات الشاطىء مغلقة
بينما يرى محمد دعيه أول الشباب المطورين لشاطىء بورسعيد، والذي جعله قطعة من "دهب" و شرم الشيخ و بمكانة حظي بها من كثير من أبناء المدينة لتطويره المميز، يقول "في كل وقت بأننا نقع ما بين هدم و تخريب من الحي، على الرغم من الاتفاق معهم على شكل التطوير و بعدها تأتي علينا النوات التي "تكبل أيدينا " في كل عام.
مياه الأمطار وإعصار فبراير أغرقت كافتيريات الشاطىء بالكامل
وفي هذا العام، استمرت مياه الإعصار على مدار ثلاثة أيام فقضت على "أحلامنا" وتطويرنا و كل شيء جميل صنعناه، وتفننا في إبداعه من أجل جذب السائح و بعدها، ولم نستطع تعويض الخسائر ولا التلفيات و فجأة دخلت جائحة كورونا، وتم إغلاق الكافتيريات والشاطىء نفسه، فماذا نفعل؟ "مورد رزقنا تم إغلاقه، نعلم جيدًا أنها إجراءات وقائية واحترازية لعدم تفشي وباء كورونا، ولكن "حالنا وقف" وننتظر قرار من وزير السياحة لعله يأتي بالفرج القريب، قبل بداية عيد الفطر المبارك "لعله خير".
نوات وأعاصير
وذكر أحمد فهيم أحد شباب مطوري الشاطىء، بأننا كانت لنا أحلام وتحققت، استلمنا أرض رمال صفراء جرداء على الشاطىء، و قمنا بتحويلها إلى قطعة جميلة كان الجميع يتباهى بها و بالشباب البورسعيدي الذى طور وجمل شاطىء المدينة، و لكن ما بين تخريب الأحياء دون إنذار و نوات البحر وأعاصير كورونا " المفترية"، أصبحنا حائرين منتظرين ما هو مصيرنا هذا العام، وقد ضاعت جميع "المواسم"، الذي كنا نتكأ عليها لنقوم بدفع الإيجار وكل مستلزماتنا، فضاع موسم شم النسيم الذي كنا نعول كثيرًا على تعويض جزء من خسائر النوات في هذا الاحتفال.
والذي كان بمسابقة كرنفال يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويستقطب أبناء المحافظات الأخرى، وأعياد الربيع وأعياد الإخوة المسيحين، وتتقارب الأيام بين تلك المواسم وشهر رمضان الكريم الذي كان الموسم الكبير لنا، فمعظم العائلات البورسعيدية كانت تفضل الإفطار والسحورعلى شاطىء بورسعيد في تجمع أسري رائع.
و"عزومات" الأصدقاء و الشباب، وتشهد الكافتيرات حالة من الرواج و نشاط كبير حتى آخر يوم في العيد وبداية الصيف ولكن مع كورونا كل المواسم ضاعت و نتمنى أن تزول "الغمة"، و تعود الحركة على شاطىء المدينة المتنفس الوحيد للمواطنين.
وأوضح كريم محسن أحد شباب مطوري الشاطىء، ننتظر الفرج القريب من الله سبحانه و تعالى ففرج الله لن يضيع تعبنا ومجهودنا خلال الأعوام السابقة فقد تطورنا الشاطىء لتصبح بورسعيد "قطعة من أوروبا "، و كانت الكافتيريا تستقطب زوار الفنادق المقيمة أمامها ويخبرونا بأنهم آتوا بمجرد أن رآوا منظر جميل قام بجذبهم، بل و تعودوا أن يأتوا |إليه في كل موسم صيفي متمتعين به.
شواطئ بورسعيد
وتابع: "لكن فجأة المنظر الجميع يتحول إلى"خرابة" بلا مبالغة بلدوزر من الأحياء يقضي على الأخضر الجميل الذي تعبنا فيه ونوات وأعاصير لم تفاجئنا بل ننتظرها كل عام، و نحن نضع "أيدينا على قلوبنا" ونتمنى أن "تعدي على خير" و كورونا "الغبية" التي أتمنى أن ينتهي غبائها وتزول برمتها و التي لم نحسب حسابتنا لها، و كما قلت في البداية ننتظر فرج الله سبحانه و تعالى، و ننتظر كرم اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد الأب الإنسان الذي لم يترك أبنائه فى حيرتهم، فقد علمت من أحد أصدقائي بالمول الموجود بجوار الساحة الشاطئية، بأن القوات المسلحة مشكورة قامت بتخفيض الإيجارات التابعة لهم بنسبة 50%، و ننحن ننتظر الأب الكريم أن يحنوا على أبنائه ونحن في الشهر الكريم".