تعتبر مستشفى النجيلة المركزي، المخصصة لعزل الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، أول مستشفى للعزل في مصر حيث جاء اختيارها لطبيعة المكان وأن تكون بمحافظة بعيدة، فمنذ حوالي 3 أشهر مع بدء دخول المصابين حتى زاد العدد وبعدها بدأ خروج حالات الشفاء سواء من الأجانب أو المصريين، ولكن في بداية أبريل الجاري بدأ ظهور حالات الإصابة بين الطاقم الطبي بالنجيلة، وانتقال العدوى من شخص لأخر حتى سجلت أول مستشفى للعزل عدد كبير من الإصابات بكورونا.
مستشفى النجيلة المركزي
ارتفاع إصابات كورونا بالطاقم الطبي في "النجيلة" لـ 27 حالة
حصلت "أهل مصر" على معلومات من داخل مستشفى النجيلة المركزي، تفيد بارتفاع عدد المصابين بين الطاقم الطبي بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، إلى 23 إصابة بينهم حالتين وفاة بعد وفاة ممرض الأسنان صباح أمس الاثنين، ليكون عدد المصابين 21 إصابة.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن الإصابات الحالية وعددها 21 إصابة بين الأطباء والتمريض وإدراي بمستشفى النجيلة المركزي المخصصة للعزل، بينهم طبيبة تخدير ونائب مدير المستشفى وممرضة تعقيم حالتها الصحية غير مستقرة، وهم متواجدين حاليا في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، مضيفًا أن الإداري هو أمين المخازن ناجي حسين الجراري الذي توفى منذ أيام، وجاءت ثاني حالة وفاة السيد محمد المحسناوي ممرض أسنان أمس، لتسجل المستشفى بذلك حالتين وفاة في أقل من أسبوع.
أتوبيس لنقل المصابين بعد تحسن حالتهم لنزل الشباب
وأضاف المصدر، أن هناك عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا بالطاقم الطبي، تم نقله إلى نزل الشباب في مطروح بعد التأكد من استقرار حالته الصحية، حيث يوجد أتوبيس أمام المستشفى لنقل الحالات التي تتحسن حالتها الصحية وتكون مستقرة بعد تحولها من إيجابي لسلبي إلى نزل الشباب، وهناك مجموعة أخرى تتلقى الرعاية الطبية اللازمة داخل المستشفى، وكان بينهم حالتين الوفاة اللذان كانا في حالة حرجة وحاول الفريق الطبي إسعافهم بوضعهم على جهاز التنفس الصناعي.
وكانت أول حالة وفاة بمستشفى النجيلة لسيدة اسكندرانية من محرم بك يوم 3 أبريل الجاري تبلغ من العمر 65 عام، بعدما قضت 10 أيام تحت العلاج تسببت في نقل عدوى فيروس كورونا بين الطاقم الطبي والدكتور محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة، وكان وفاتها نتيجة أزمة قلبية بعد مشادة كلامية مع أولادها كانت سببًا في توقف القلب، ومحاولة عمل إنعاش رئوي لها ووضعها على جهاز التنفس الصناعي ولكنها توفت.
وتواصلت حينها "أهل مصر" مع الدكتور محمد علي مدير مستشفى النجيلة بمطروح الذي أوضح أن ابنها رفض استلام الجثمان وتم تحرير محضر، لافتًا إلى أنه يتم وضع ذلك تحت مسمى نقص ثقافة أو قلة وعي حول مرض كورونا، ولكن بعد شرح أنه تم تغسيلها وتكفيها بواسطة الطب الوقائي ونقلها سيكون داخل سيارة إسعاف إلى المقابر، وتم تسليم الجثمان لابنها حتى يقوم بدفنه وسط حراسة أمنية مشددة.
وكان العاملون بمستشفى النجيلة المركزي أجروا ظهر أمس الاثنين، أعمال الغسل والتكفين لثاني وفيات فيروس كورونا من الطاقم الطبي بالمستشفى، لممرض توفى صباح أمس، متأثرًا بإصابته بالفيروس بعد فترة من العزل داخل المستشفى استمرت لأكثر من 20 يومًا، وهو السيد محمد المحسناوي من مدينة المحلة الكبرى بالغربية وهو ممرض أسنان وتأخرت حالته خلال الأيام الأخيرة، والذي كان كبيرًا في السن ويعاني من أمراض السكر والقلب.
وأضاف المصدر أن هناك سيارة نقلته إلى مدافن الأسرة في المحلة بالغربية، لافتًا أنه ظل على جهاز التنفس الصناعي أكثر من 3 أيام داخل مستشفى النجيلة وكانت حالته الصحية متدهورة، حيث إنه توفى صباح أمس مسجلاً ثاني حالة وفاة من الطاقم الطبي.
وقال الدكتور محمد طالب، نائب مدير مستشفى النجيلة، إن الحجر الصحي في النجيلة خاصة ومصر عامة هو مكان طبي نؤدي واجبنا فيه ونلتزم فيه بكافة المعايير الصحية وليس سجنا، لافتًا إلى أنه يحق لكل من يريد الخروج بعد قضاء مدته أن يخرج بعد عمل تحليل PCR والذي تظهر نتيجته بعد ساعتين لـ 3 ساعات، أو عمل تحليل rapid test والذي تظهر نتيجته بعد 2 دقيقة لـ 10 دقائق، وعند عودته وقبل دخوله للاختلاط بأي فرد في المستشفى يتم عمل تحليل rapid test له حتى نطمأن أنه لا يحمل الفيروس ويأخذ زجاجة كحول وماسك يرتديه قبل الدخول.
منشور نائب مدير مستشفى النجيلة
وأضاف نائب مدير مستشفى النجيلة، "لنا أهل وأحبة ولكل من يعمل في الحجر الصحي أهل ومصالح ويحق لكل من يثبت نتيجته في التحليل "سلبية" الخروج، ويحمل شهادة مختومة بتاريخ اليوم بأن نتيجته "سلبية " نحن نخاف عليكم أكثر من خوفنا على أنفسنا.. وجودنا في الحجر لأجل أهلنا، لذلك من غير الطبيعي أن لا نملك الذكاء الكافي لكي نخرج دون أخذ احتياطات ونسبب لهم العدوى.
وطالب نائب مدير مستشفى النجيلة، التريث قبل الانسياق وراء أي شائعات، والتعقل وعدم الخوض، ليس لدينا الوقت للجدال، وليس هذا وقت الجدال، فيجب أن تتكاتف الجهود للوصول لبر الأمان، قلنا سابقا الصمت يكون سيد الموقف، والعمل الجاد هو المطلوب، ونحن نعمل على قدم وساق ونتبع كافة سبل مكافحة العدوى ولدينا طاقم طبي من أكفأ الأطباء وتمريض عال المستوى، يرجى الاطمئنان والثقة في الجهود المبذولة "ونتمنى منكم الدعم التام".
وفي نفس السياق، طالب الدكتور محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة المركزي بمطروح، باعتبار شهداء النجيلة من شهداء الوطن ولأهلهم كامل حقوق الشهيد، موضحًا أن هذا أقل ما يمكن تقديمه لتكريم تضحياتهم.
كما أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الاثنين، هو 4782 حالة من ضمنهم 1236 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 337 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.