في إيطاليا، يأتي رمضان هذا العام في ظل ظروف استثنائية لم يشهدها أبدا أبناء الجالية المصرية على مدى تواجدهم في مدينة ميلانو منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بعد تفشي فيروس كورونا في البلاد وتسببه في شلل كامل لكل مناحي الحياة، خاصة المظاهر الرمضانية التي كان ينتظرها مسلمو إيطاليا كل عام؛ فمع بدأ انتشار الفيروس وتسجيل أول إصابة في "بروفنشيا دى لودي" بإيطاليا، تفجرت حالة اضطراب، خاصة مع التزايد المستمر في الحالات ليصبح الوضع مرعبا.
ووفقا لقرار الحظر الإيطالي والمعمول به حتى الثالث من مايو المقبل، فلن تكون هناك صلاة تراويح، ولكن أفراد الجالية حاولوا تعويض ما تبدد من روح الشهر الكريم، بإعداد "كراتين" رمضان لتوصيلها إلى أبناء الجالية الملتزمين بالعزل.
وأطلقت الجالية المصرية هناك حملة "كلنا يد واحدة" لتخفيف المصاعب عن الأسر التى تعاني ضائقة مالية بسبب كورونا. وقدمت هذه الحملة مساعداتها إلى نحو 300 أسرة مصرية وإيطالية وعربية، وذلك خلال 10 أيام منذ انطلاقها. وتجوب 20 سيارة لمتطوعين من أبناء الجالية ميلانو وضواحيها لتوزيع الدواء والأغذية وكذلك كراتين رمضان.
ووفقا لأحدث إحصائية رسمية، أعلنت إيطاليا، أمس الاثنين، ارتفاع عدد وفيات من جراء فيروس كورونا إلى نحو 27 ألفا بعد تسجيل 333 وفاة جديدة.
وبدأت إيطاليا، الاثنين، 27 أبريل، المرحلة الثانية من تخفيف الإجراءات المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، وستخرج جميع المناطق فى إيطاليا بعد حوالى 6 أسابيع من الحجر الصحى، فيما عدا لومبارديا، التى سيكون الخروج فيها اعتبارا من 29 أبريل الجاري.
يتجاوز العدد الرسمي للجالية المصرية فى أنحاء إيطاليا، النصف مليون نسمة، كانت قضية حظر التجول الكلى المفروض فى إيطاليا منذ التاسع من مارس الماضي مشكلة بالنسبة للعمال منهم، الذين يعملون بمجالات المعمار والنظافة والمطاعم. وقد قدمت السلطات الإيطالية دعما للأسر التي تعاني من صعوبات اقتصادية بسبب الجائحة، ونالت الأسر المصرية دعما ومساندة إضافية من جانب قيادات الجالية.
وفي مدينة ميلانو، يوجد عدد من المساجد، بنى المسلمون بعضها بتبرعاتهم، وأخرى أهدتها لهم البلدية في المدينة. ويمر رمضان في إيطاليا صعب جدا على الصائمين، لأن النهار في الصيف طويل جدا، وميلانو مدينة صناعية، العمل فيها مقدس.
ومن ميلانو إلى مدينة بادوفا الإيطالية، التي يعيش بها أعداد كبيرة جدًا من المصريين، تجد شارع "فيا بادوفا" من الشوارع التي من النادر التحدث فيها بالإيطالية، فمعظم ساكنيه من الأجانب العرب والصينيين والأمريكيين وغيرهم من الجنسيات والبلاد المختلفة، لذا فإن رمضان في هذه المدينة يمكن الشعور به أكثر من باقي المدن الإيطالية.
يوجد بهذا الشارع مساجد ومحلات جزارة إسلامية وكل السلع المصرية تتوفر به، وهو ما يقلل الشعور بالغربة عن الوطن. وفي رمضان يختلف الأمر في هذه المدينة عن باقي المدن الإيطالية، حيث يتوافر كل ما يحتاجه المسلمون لهذا الشهر حتى الفوانيس، وهو ما يتيح للعائلات المصرية هناك ممارسة عاداتهم وتقاليدهم بأريحية في رمضان، فضلا عن أن البلدية في ميلانو أيضا تخصص أماكن بالحدائق والنوادي للاحتفال بعيد الفطر.