اعلان

ما الذي ينتظر أسواق الأسهم بعد أزمة فيروس كورونا؟

أرشيفية
أرشيفية
كتب : وكالات

كانت الصدمة التي لحقت بالاقتصاد العالمي من أزمة فيروس كورونا هي الأسرع والأكثر حدة مقارنة بالأزمة المالية العالمية لعام 2008 وحتى الكساد الكبير عام 1929، فالأزمة المالية والكساد الكبير استغرق ثلاث سنوات بينما استغرقت هذه الأزمة ثلاثة أسابيع وظهرت نتائج اقتصادية ومالية وخيمة.

وسقطت أسواق تجارة الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها على الإطلاق لتخسر نحو35% في غضون ستة أسابيعوهو أسرع انخفاض تتعرض له وول ستريت على الإطلاق، وارتفعت أسواق الائتمان إلى مستويات عام 2008.

في الأسبوع الماضي ارتفعت أسواق الأسهم العالمية أكثر من 20٪ وسط توقعات بأن حزمة التحفيز المالي الأمريكية التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار ستكون كافية لمكافحة العواقب الاقتصادية للوباء، وبالتالي ستحقق الاستقرار في اقتصادات الولايات المتحدة والعالم، ولكن لم يستغرق السوق وقتًا طويلاً حتى يرى أن أضخم قرار تحفيز نقدي أمريكي على الإطلاق لم يكن كافيًا، فسرعان ما عادت الأسواق للتراجع، ومن الواضح للمستثمرين أن المشاكل التي تواجها الأسواق تنبع من أزمة الصحة العامة ولا يمكن معالجتها من خلال صفقة تحفيزية.

لقد أصُيب المستثمرون بخيبة أمل كبيرة بعد الانهيارات التي تتعرض لها الأسواق العالمية، ويبحثون عن أدلة حول متى وكيف يمكن أن تنتهي مذبحة السوق، ولكن على ما يبدو أن الأمر أصبح صعبًا للغاية فالأمور سيئة، وفيروس كورونا يستمر في توسعه في دول العالم ويحصد المزيد من الأرواح ويصيب الآلاف، مما يزيد من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومات للحد من انتشاره، وهذا ما يثقل على الاقتصاد العالمي ويصيبه بحالة من الشلل التام.

مقترحات بإغلاق الأسواق المالية

واقترح بعض أكبر مديري الصناديق في العالم ما لا يمكن تصوره وهو إغلاق سوق الأسهم لمدة أسبوعين، في حين أن الغالبية قالوا إنهم لا يعتقدون أن إغلاق الأسواق من شأنه أن يساعدها، فهناك عدم يقين عالمي متزايد يمنع الأسواق المالية من العمل بكفاءة، كما أن تجميد الأسواق يعني منع المستثمرين من الوصول إلى أصولهم،وهذا لن يحد من الذعر بل إنه يحرض عليه،وحتمًا سيؤدي إغلاق الأسواق إلى عواقب سلبية ستجعل الأسواق أكثر صعوبة للتنبؤ بها.

بينما يعتقد أخرون أن التوقف المؤقت هو الطريقة الواقعية للتخفيف من حالة الذعر، خاصة وأن الرؤية المستقبلية على المدى القريب أقل مما كان لدى المستثمرين خلال عمق الأزمة المالية لعام 2008، كما أن المشكلة الحالية ليست فقط في هبوط السوق بلفي مقدار الأسهم والسندات ذات القيمة، وإن العديد من التحركات قصيرة المدى في السوق مدفوعة بالمضاربات بشأن خطط الإنقاذ الحكومي، مما يزيد من مخاطر الكميات الكبيرة من التداول والتلاعب بالسوق.

تباطؤ اقتصادي في الأفق

لقد بدأ الانكماش الاقتصادي يلوح في الأفق بطريقة سريعة ووحشية للغاية لم يكاد أحد يتوقعها، كما أنه بدا مختلفًا عن أي شيء شهده التاريخ، ويمكن أن يعيد تشكيل المجتمع والطريقة التي نعيش بها، حيث يفقد الملايين في العالم وظائفهم وتنقلب حياتهم وتعرض صحتهم للخطر لتتشكل واحدة من أسوأ الكوارث التي مرت في التاريخ، وبالرغم من ذلك هناك إجماع عام على أنه بمجرد انتهاء هذه الأزمة سيستأنف العالم بسرعة من حيث توقف.

وتوقع بنك جولدمان ساكس أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 6% خلال الربع الأول وبنحو 24% إلى 30% في الربع الثاني، وحذر وزير الخزانة الأمريكي "ستيف منوشين" من ارتفاع معدل البطالة بأكثر من 20% بضعف مستوياته في الأزمة المالية العالمية.

من المؤكد أن تتأثر أرباح الشركات بشكل كبير هذا العام، في الوقت الذي تتصارع فيه مع انخفاض الإيرادات وضغوط التكلفة، يمكن أن يكون لدينا انخفاض بنسبة 20 ٪ في الأرباح هذا العام، وهذا سيؤثر بشكل كبير على أسعار الأسهم وأدائها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً