في حين تعد بريطانيا من أكثر الدول تضررا من فيروس كورونا المستجد، مسجلة أكثر من 45 ألف وفاة، وهي أعلى حصيلة وفيات بأوروبا، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، من أنه لن يلجأ إلى إعادة فرض الحجر الصحي إلا كحل أخير لاحتواء وباء كوفيد 19، مشبها ذلك بإجراء "ردع نووي".
واعتبر جونسون، في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف"، أن الإدارة الحكومية للأزمة الصحية التي واجهت انتقادات تحسنت، معبرا عن أمله في العودة إلى الحياة الطبيعية "بحلول عيد الميلاد" على الرغم من المخاوف الكبيرة من ظهور موجة ثانية من الوباء.
كما قال في مقابلة تأتي في الذكرى الأولى لتوليه منصبه "لا يمكنني التخلي عن هذه الأداة، كما لا يمكنني التخلي عن الردع النووي".
وأضاف "لكن الأمر أشبه بالردع النووي، بالتأكيد لا أريد استخدامه. ولا أعتقد أننا سنجد أنفسنا في مثل هذا الموقف مرة أخرى".
كما كشف جونسون الذي بدأ رفع العزل تدريجيًا، الجمعة، عن المراحل التالية لخطته من أجل فك الإغلاق تدريجيا في إنجلترا، الذي تم فرضه في 23 مارس للحد من انتشار الوباء.
وفي حين أعيد فتح الحانات والمطاعم في أوائل يوليو، شجع الزعيم المحافظ البريطانيين على استئناف استخدام النقل العام، الجمعة، وشجعهم على العودة إلى مكان عملهم اعتبارًا من الأول من أغسطس، بالاعتماد على أصحاب العمل لتحديد ما إذا كان ينبغي للموظفين مواصلة العمل عن بعد أو العودة للعمل من المكتب.
وبدا كريس ويتي كبير المستشارين الطبيين في الحكومة البريطانية، أكثر حذراً بكثير، ونبه، الجمعة، أمام لجنة برلمانية إلى أنه يجب اتباع تدابير التباعد الاجتماعي "لفترة طويلة".
إلى ذلك، أودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من 600 ألف شخص في العالم، منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، بينهم أكثر من 200 ألف شخص في أوروبا و160 ألفاً في أميركا اللاتينيّة، حسب إحصاء أعدّته وكالة فرانس برس الأحد الساعة 01,00 ت غ استناداً إلى مصادر رسمية.
في المجموع، سُجّلت 600,523 وفاة في العالم (من أصل 14,233,355 إصابة)، بينها 205,065 وفاة في أوروبا التي تُعتبر المنطقة الأكثر تأثّراً بالفيروس.
هذا ويتسارع انتشار الوباء في أميركا اللاتينيّة التي تُعتبر القارة الثانية من حيث عدد الوفيات المسجّلة (160,726 بينها 17,540 خلال الأيّام السبعة الأخيرة).
والولايات المتّحدة هي الدولة التي سجّلت أكبر عدد من الوفيات (140,103) أمام البرازيل (78,772) والمملكة المتّحدة (45,273) والمكسيك (38,888) وإيطاليا (35,042).
وقد تضاعف عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 خلال أكثر من شهرين. وسُجّلت أكثر من 100 ألف وفاة جديدة في 21 يوماً، منذ 28 حزيران/يونيو.
ومن بين البلدان الأكثر تضرّراً، تُعتبر بلجيكا البلد الذي سجّل أكبر نسبة وفيات مقارنة بعدد سكّانها، مع 85 وفاةً لكلّ مئة ألف نسمة، تليها المملكة المتحدة (66)، وإسبانيا (61)، وإيطاليا (58) والسويد (56).
وتم رسمياً إحصاء أكثر من 14 مليون إصابة بالفيروس في 196 دولة ومنطقة.