قال الدكتور أيمن الرقب عضو حركة فتح، تعليقا على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي أمس، إنه لا يوجد فلسطيني ولا عربي حر يمكنه أن يقبل بأي عملية تطبيع مع قوات الاحتلال مهما كانت المبررات.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "نحن رفضنا سابقا اتفاق كامب ديفيد بين مصر وقوات الاحتلال، ولكننا مع الوقت قبلنا بتوقيع اتفاق أوسلو بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي عام 1993، ولم يكن بعيدا عن اتفاق كامب ديفيد، ولكن المبادرة العربية للسلام التي طرحها العرب في قمة بيروت، وضعت الخطوط الحمراء للجميع وأكدت أن تطبيع العلاقات مع الاحتلال، تبدأ بعد قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1976".
وتابع: "كثيرة هي المتغيرات التي حدثت بعد عام 2002 وإطلاق المبادرة العربية للسلام، والتي قطعت الطريق على قطر التي أقامت علاقات مع الجانب الإسرائيلي، وأعتقد أن أهم متغير في العام الأخير كانت الخطة الأمريكية، التي أعطت للاحتلال ما يريد وهددت حل الدولتين بشكل كامل، خاصة بعد نية الاحتلال ضم ما يقارب 30% من مساحة الضفة الغربية، مما جعل الدبلوماسية العربية والدولية تتحرك لمنع ذلك لأن البدائل ستكون مستحيلة والوضع في المنطقة سيدخل مرحلة غاية في التعقيد".
وأضاف الرقب: "بادرت دولة إقليمية بالتدخل بشكل مباشرة لدى الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال لثنيهما عن تنفيذ خطوة الضم، وكان للموقف الأردني الصلب تأثيرا كبيرا في تعطيل عملية الضم، وقاد الملك الأردني والخارجية المصرية حراكا كبيرا، وتدخلت الإمارات العربية في ذلك بشكل كبير، وكانت الرؤية أن يتم إقناع الاحتلال بوقف عملية الضم ونسف العملية السياسية من خلال تشجيعه بفتح علاقات مع بعض الدول العربية ومن ضمنها الإمارات العربية المتحدة، وللأسف سيلحق بها دول عربية أخرى".
وأكد عضو حركة فتح: "نحن طالبنا ولا زلنا بالالتزام ببنود المبادرة العربية للسلام، دولة يلحقها تطبيع لمن يريد، ولكن طالما وقع المحظور نتمنى من دولة الإمارات أن تلعب دورا في إقناع الاحتلال بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس والاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وأشار إلى أن البعض سيتهم الفلسطينيين بأنهم من فتحوا باب التطبيع والتفاوض مع الاحتلال، ولكن المبادرة العربية كانت إجماعا عربيا وهي ليست اتفاق كامب ديفيد ولا اتفاق أوسلو أو وادي عربة.
وأوضح: "الأهم أن الشعب الفلسطيني الحر موجود على أرض فلسطين التاريخية، ولن يقبل بهذا الاحتلال حتى لو طبعت معه كل العواصم العربية، كما أن الجماهير العربية لن تقبل بهذا الاحتلال الذي يحتل أرضا عربية، والشعب المصري أكبر شاهد على ذلك، فخلال 44 عاما من كامب ديفيد لم تغير موقف الشعب المصري".
وأشار إلى: "إذا أراد الاحتلال أن يعيش بأمان عليه الاعتراف بالحق الفلسطيني، والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، ونحن جاهزون للنضال حتى تحقيق هذا الهدف، وليطبع من يريد، فالحق لن يسقط طالما أهله يطالبون به، ولن يسقط عمقنا العربي مهما حاولت الإدارة الأمريكية وإسرائيل".