في خطوة مفاجئة وقبل أن يدخل سباق الانتخابات الرئاسية المرحلة النهائية فاجأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرأى العام الأمريكي بالإفراج عن دفعة جديدة من رسائل البريد الإليكتروني هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابقة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق ميشيل أوباما. وعلى الرغم من أنه لا يوجد سبب ظاهر يمكن أن تفسر هذه الخطوة التي أقدم عليها وزير الخارجية الأمريكية في هذا الوقت بالذات ومع احتدام المواجهة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول الساكن الجديد للبيت الأبيض، وهى المواجهة التي وصلت إلى حد تلويح نانسي ببلوسي رئيسة مجلس النوب الأمريكي بإمكانية عزل دونالد ترامب من منصبه بدعوى أن مرضه بفيروس كورونا يؤهله للاستمرار في شغل منصب رئيس الولايات المتحدة.
باحثون قالوا إن ما الإفراج عن رسائل وزير خارجية أمريكي سابق هو أمر معتاد عليه ضمن الإجراءات التي تقوم بها وزارة الخارجية الأمريكية بين فترة وأخرى، ولكن بالنسبة لرسائل هيلاري كلينتون فهي تكتسب حساسية زائدة، ليس فقط بسبب الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولكن بسبب الجزء الحساس الخاص بالهجوم الدامي على القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق ليبيا، وهو الهجوم الذي أسفر في ذلك الوقت عن مصرع السفير الأمريكي في ليبيا. وفي نفس الوقت فإن بريد هيلاري قد يكشف تفاصيل مثيرة عن الدور الأمريكي خلال فترة الثورات التي شهدتها بلدان الشرق الأوسط، وهى الفترة التي كانت هيلاري مشاركة فيها وشاهدة عليها. وكان الرئيس الأميركي قد كتب على تويتر قائلا: 'لقد أذنت برفع السرية تماما عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في التاريخ الأميركي، خدعة روسيا. وبالمثل، فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بـهيلاري كلينتون. لا تنقيح'. وتتعلق القضية بتعامل كلينتون مع رسائل البريد الإلكتروني الحكومية عندما كانت وزيرة للخارجية في الفترة من 2009 إلى 2013. واستخدمت كلينتون، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، خادما خاصا لبريدها الإلكتروني بمنزلها في نيويورك للتعامل مع رسائل وزارة الخارجية.