شهدت الأسبوع الماضي عدد كبير من الحرائق التي التهمت مساحات كبيرة من لبنان شملت اشتعلت النيران في المنطقة التي لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذا التقرير ، مساحات واسعة بين عكا والمنيا وزيجتا ، إلى محافظات حروب وشمال ميتن وكوف وعلي ، وانتشرت في جميع أنحاء يزين وإكلين توفا ونا مناطق باتية وصور وبنت جبل ومجايون والزهراني. حرائق لبنان أعادت للواجهة من جديد التصريح المثير للرئيس اللبناني ميشيل عون من أن لبنان ذاهب للجحيم ، وبعد أن اتهم الرئيس الفرنسي ايمانول ماكرون زعماء لبنان صراحة بأنهم خانوا بلادهم . فجحيم لبنان الذي تنبأ به عون لم يعد مجرد جملة عاطفية قالها في مؤتمر صحفي تحت تأثير الضغط السياسي، ولكن حجيم لبنان تحول إلى حقيقة على أرض الواقع من خلال حرائق غير مسبوقة اجتاحت قرى وبلدات لبنانية بالكامل وحولت حياة أهلها إلى حجيم فعلي وليس مجرد جملة عابرة لرئيس جمهورية متأزم في مؤتمر صحفي .
اقرأ أيضا .. الغضب يعم لبنان والاعتصامات تغلق شوارعها .. بلاد الأرز تعرف مظاهرات الجوعى لأول مرة
ولكن من المستفيد من زوال لبنان ؟ مراقبون قالوا إن زوال لبنان ليس مجرد جملة عاطفية يقصد بها رئيس لبنان استدرار عطف الشارع السياسي في لبنان، ولكن هذه العبارة تكررت في أكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من شخصية لبنانية من مختلف الطوائف اللبنانية. فلبنان نفسه لم يكمل مائة عام منذ تأسيس لبنان الحديث، وفي نفس الوقت فإن هناك عدد من الأطراف المستفيدة من انهيار لبنان، ويضم كشف المستفيدين إيران التي تحتفظ لنفسها بقوات عسكرية على الأرض في لبنان ممثلة في قوات حزب الله الذي يتبع مباشرة الحرس الثوري الإيراني، ولا ينكر حزب الله اللبناني الموالي لإيران ولائه العلني لنظام الملالي في إيران. وفي نفس الوقت فإن الفصائل الفلسطينية الطريدة خارج الأراضي الفلسطينية ولم تعد تجد لها مأوى في اليمن أو في ليبيا أو تونس فإن الفصائل الفلسطينية تنتظر أى فرصة سانحة لانهيار لبنان للعودة لمناطقها الأثيرة في بيروت والضواحي. أما إسرائيل فإنها لا تمانع في نفس الوقت في أن تعود الفصائل الفلسطينية إلى لبنان مرة أخرى لتكون تحت عين أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وفي مرمى نيرانها طالما أن اصدقاء إسرائيل من الطوائف اللبنانية سوف تستمر في حراسة حدود إسرائيل