أكدت إيران، الأحد، انتهاء القيود التسليحية المفروضة عليها من جانب مجلس الأمن الدولي منذ عشر سنوات. وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، إن من إنجازات 'الاتفاق النووي الانتهاء القطعي ومن دون قيد أو شرط للقيود التسليحية وحظر السفر على بعض الأفراد'. ولفتت إلى أن 'إلغاء القيود التسليحية وحظر السفر قد صُمم بحيث يكون آليا وليس بحاجة إلى أي إجراء آخر'. وأضافت: 'بناء على ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكنها بدءا من اليوم توفير أي سلاح ومعدات لازمة من أي مصدر ومن دون أية قيود قانونية وبناء على حاجاتها الدفاعية فقط، ويمكنها كذلك بناء على سياساتها تصدير أسلحتها الدفاعية'. وهنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني الشعب الإيراني اليوم على هذا 'الانتصار الدبلوماسي' على الولايات المتحدة. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقدمت قبل أسابيع بطلب لتفعيل آلية 'سناب باك' (العودة التلقائية للعقوبات) التي تتيح لأي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي إعادة تفعيل العقوبات، بما في ذلك تمديد حظر الأسلحة الذي ينتهي اليوم، في حال لم تمتثل طهران للاتفاق. إلا أن الطلب لم يلق دعما وسط تأكيدات على أنه ليس من حق الولايات المتحدة إعادة تفعيل آلية في الاتفاق الذي انسحبت منه بالفعل.
وانسحبت إدارة ترامب عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي، بينما لم تنسحب منه إيران ولا الدول الكبرى الأخرى الأطراف فيه (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن في سبتمبر أن بلاده استأنفت فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، والتي كانت مجمدة بموجب الاتفاق النووي. وقوبل الإعلان برفض من جميع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي. ويرى مراقبون في طهران أنه من المستبعد أن يؤدي ما وصفه روحاني 'بالانتصار الدبلوماسي' إلى أي صفقات أسلحة جديدة من الناحية العملية، حيث من غير الوارد تماما أن يقحم الغرب نفسه في تجارة أسلحة مع إيران، في ظل موقف ترامب المتشدد. كما من المستبعد أن تتجاهل روسيا والصين مخاوف الغرب والعالم العربي وإسرائيل فيما يتعلق ببرامج إيران العسكرية وسياسة طهران المثيرة للجدل في الشرق الأوسط. وتؤكد إيران دوما أن برامجها العسكرية وخاصة برامجها الصاروخية هي فقط للدفاع عن حدودها ولا تشكل أي تهديد للدول الأخرى.
وهناك مخاوف في الغرب من الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى التي يتراوح مداها بين 2000 و 2200 كيلومتر، حيث يمكن أن تصيب أي جزء من أراضي إسرائيل.
وتشدد طهران على أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة. ويقول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران لم تهاجم أي دولة خلال الـ 300 عام الماضية.