كتب الاستراتيجي الروسي ستانيسلاف إيفانوف مقالا حول ما وصفه بالتواجد المشترك لتركيا وإسرائيل في قره باغ استغلالا للحرب بين أرمينيا وأذربيجان، ونشر الاستراتيجي الروسي مقاله في مجلة 'كوريير' للصناعات العسكرية، حول خطر تزايد نفوذ إسرائيل وتركيا، في أذربيجان، على إيران وروسيا. وجاء في مقال الباحث في التاريخ بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية:
على خلفية علنية مشاركة تركيا ومرتزقتها من الجماعات الإسلامية الراديكالية في حرب قره باغ الأخيرة، بقي تورط إسرائيل غير المباشر في هذا الصراع المسلح في الظل.
يمكن القول، اليوم، إن التعاون العسكري التقني الإسرائيلي مع أذربيجان قد سمح لباكو بإعادة تجهيز جيشها بأسلحة ومعدات عسكرية متطورة. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زودت إسرائيل أذربيجان بـ 43 في المائة من جميع إمدادات الأسلحة الجديدة (للمقارنة، حصة تركيا 2.8 في المائة فقط). وبالمقابل، زودت باكو تل أبيب بـ 40 في المائة من النفط الذي يستهلكه الإسرائيليون.
على مستوى الخبراء، هناك رأي مفاده أن العملية في ناغورني قره باغ لم يخطط لها الأذربيجانيون ولا حتى الأتراك، إنما الإسرائيليون، الذين لا يسعون فقط إلى تحقيق أهداف تجارية بحتة، إنما وأهداف جيوسياسية. فالقيادة الإسرائيلية طالما حلمت باستخدام الأراضي الأذربيجانية لإجراء عمليات استخباراتية وعمليات تخريبية ضد إيران. ولقد أنشأ الموساد، بالفعل، في أذربيجان، محطة للمراقبة الإلكترونية للمنشآت العسكرية في إيران. وفيما قامت أنقرة بتسليح الجيش الأذربيجاني للحرب مع أرمينيا، فإن تل أبيب كانت تفكر في المواجهة بين باكو وطهران. فبعد كل شيء، لا تفقد إيران الشيعية الأمل في مد نفوذها إلى شيعة أذربيجان ومنع تعزيز مواقع تركيا وإسرائيل هناك. وفي باكو، لا ينسون الملايين من المواطنين الأذربيجانيين الذين يعيشون في إيران.
ومع ضعف العلاقات الأذربيجانية الروسية، سوف يتصاعد الصراع على النفوذ في باكو، بين طهران وتل أبيب وأنقرة، بشكل مطرد. حتى الآن، الغلبة ليست في مصلحة إيران. بل يمكن القول إن أذربيجان، بعد جورجيا، تتحول بشكل متزايد إلى رأس جسر لتركيا وإسرائيل في جنوب القوقاز.