وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُۥ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا .. ما هو الميثاق الغليظ ؟

القرآن
القرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُۥ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا ( النساء- 21 )، فما هو الميثاق الغليظ ؟ وما هو تفسيره هذه الأية؟ وما هى الدروس المستفادة منها ؟ اتفق جمهور المفسرون على أن وصف الميثاق بالغلظة في هذه الآية الكريمة لقوته وعظمته ومدى أهميته في بناء الأسرة ، والميثاق الغليظ هو العهد الذي أُخِذ للزوجة على زوجها عند عقد النكاح ، وما يتضمنه من حق الصحبة والمعاشرة بالمعروف، ويقول السعدي في تفسير هذه الآية : السعدى : وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا : أن الزوجة قبل عقد النكاح محرمة على الزوج ولم ترض بحلها له إلا بذلك المهر الذي يدفعه لها، فإذا دخل بها وأفضى إليها وباشرها المباشرة التي كانت حراما قبل ذلك، والتي لم ترض ببذلها إلا بذلك العوض، فإنه قد استوفى المعوض فثبت عليه العوض. فكيف يستوفي المعوض ثم بعد ذلك يرجع على العوض؟ هذا من أعظم الظلم والجور، وكذلك أخذ الله على الأزواج ميثاقا غليظا بالعقد، والقيام بحقوقها

أما البغوي فقال في تفسير الميثاق الغليظ : هو قول الولي عند العقد : زوجتكها على ما أخذ الله للنساء على الرجال من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، وقال الشعبي وعكرمة : هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله تعالى واستحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى " .وكيف تأخذون الصداق من المرأة وقد أفضيت إليها وأفضت إليك . وفي تفسير القرطبي حول القرطبي في تفسير الاية عن ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي ، وغير واحد : يعني بذلك الجماع . وقد ثبت في الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمتلاعنين بعد فراغهما من تلاعنهما : " الله يعلم أن أحدكما كاذب . فهل منكما تائب " ثلاثا . فقال الرجل : يا رسول الله ، مالي - يعني : ما أصدقها - قال : " لا مال لك إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت عليها فهو أبعد لك منها .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً