بعد زيارة كوشنر للسعودية وقطر.. هل تصبح المصالحة الخليجية ورقة ترامب الأخيرة لخنق إيران؟

لماذا كوشنر "عراب الصفقات" يزور قطر.. صفعة ترامب الأخيرة لإيران أم انفراجة في الأزمة الخليجية؟
لماذا كوشنر "عراب الصفقات" يزور قطر.. صفعة ترامب الأخيرة لإيران أم انفراجة في الأزمة الخليجية؟

لعل عملية اغتيال عالم الأسلحة النووية الإيراني محسن فخري زادة التي وقعت الأسبوع الماضي، ستثير العديد من التغيرات وسيكون لها تبعات في الرؤى الأمريكية تجاه إيران فرغم سعى الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى إدانة العملية، يحاول ترامب التصعيد ضد طهران اقتصادياً من خلال وقف تمويل قطري لها لمرور الأخيرة بمجالها الجوي وهو ما تضمنته زيارة كوشنر الأخيرة.

وفي هذا التقرير نحاول رصد ما هي أبعاد أمريكا لتحقيق مصالحة خليجية مقبلة؟ وهل تحاول أمريكا إخضاع إيران لاتفاقات جديدة بشأن برنامجها النووي؟ خاصة أن سعي إيران للحصول على أسلحة نووية يمثل خطرا وجوديا بالنسبة لدول الخليج العربية، وأهمها الإمارات مما سيكون من الصعب موافقتها علي أي مصالحة لأنه من الصعب ردع تصرفات إيران المثيرة للاضطرابات وهو ما أكدته نيويورك تايمز أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت دولة الإمارات ستفتح مجالها الجوي بالمثل أمام قطر، وأن وفد كوشنر لم يتوقف في أبوظبي، ما أثار شكوكًا من أن سلطات البلاد ليست مستعدة للمصالحة مع قطر.

لماذا كوشنر لماذا كوشنر 'عراب الصفقات' يزور قطر.. صفعة ترامب الأخيرة لإيران أم انفراجة في الأزمة الخليجية؟

زيارة كوشنر إلى السعودية وقطر

ربما تعد زيارة جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسعودية وقطر هذا الأسبوع، هي محاولة أخيرة من الإدارة الأمريكية لتوجيه ضربة لإيران وعليه تسعى أمريكا حل الأزمة الخليجية بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى، وكلها ستكون قبل أن يخرج ترامب من البيت الأبيض في شهر يناير القادم، لكسر شوكة طهران اقتصاديا وهو ما جعل البعض يتساءل لماذا حاليا وقبل أسابيع من مغادرة ترامب المنتهية ولايته. وهو ما أكده عبدالمنعم إبراهيم في 'أخبار الخليج' البحرينية بقوله: 'من غير المستبعد أن تحصل واشنطن على ثمن مالي من قطر مقابل جهودها في إنهاء ملف المقاطعة الرباعية ضدها وخصوصا أن واشنطن ترى بوضوح السخاء المالي القطري الذي تقدمه لإيران وتركيا والجماعات الإرهابية التي تدعمها الدوحة في كل مكان بالعالم. ويمكن اعتبار زيارة كوشنر للسعودية وقطر آخر صفقة 'تجارية - سياسية' تجريها الإدارة الأمريكية الحالية في المنطقة قبل 20 يناير 2021'.

لماذا كوشنر لماذا كوشنر 'عراب الصفقات' يزور قطر.. صفعة ترامب الأخيرة لإيران أم انفراجة في الأزمة الخليجية؟

وجاءت هذه الخطوة في إطار تصعيد إيراني ضد أمريكا مؤخرا بتصويت البرلمان الإيراني أول أمس الثلاثاء لصالح إنهاء عمليات التفتيش الدولية لمواقع إيران النووية الشهر المقبل على أقرب تقدير، إذا لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات الرئيسية التى فرضتها على طهران، وذكرت وكالة بلومبرج للآنباء أن التصويت الإيرانى يضيف عائقا آخر في طريق جهود الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن لإنقاذ الاتفاق النووي المحاصر بالمشكلات، موضحة أن المشرعين الايرانيين منحوا واشنطن شهرا من التصديق على هذا القانون للامتثال لمطالبهم بإلغاء العقوبات الخاصة بالتعامل مع الصناعات النفطية والهيئات المصرفية الإيرانية. وأشارت بلومبرج إلى أن النواب البرلمانيين الإيرانيين شددوا من مشروع القانون والذى كان يمنح في نصه الأصلى مهلة ثلاثة أشهر لرفع العقوبات، وذلك في أعقاب اغتيال عالم نووى إيرانى في الأسبوع الماضي.

قمة سعودية قطرية في الفترة المقبلة

مع زيارة كوشنر للسعودية وقطر، توقعت مصادر صحفية عدة في الساعات الأخيرة أن تشهد الأزمة الخليجية تحركات بهدف إنهاء الأزمة القائمة منذ عام 2017، وذلك في ضوء زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وكشفت مصادر بحسب 'الغد' الأردنية، أنه من المرتقب أن تعقد قمة خليجية في السعودية خلال الفترة القادمة بحضور أمير قطر تميم بن حمد، وأن المصالحة المتوقعة سوف ترتكز على اتفاق عام 2014 على أساس وضع آليات محددة لتنفيذ الاتفاق، وهو القائم على عدم تدخل قطر في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، وعدم إيواء معارضي المجلس ماديا أو إعلاميا، كما يتضمن الاتفاق عدم دعم قطر للمجموعات والجماعات التي تمثل تهديدا لأمن دول المجلس، وتسليم قيادات تنظيم الإخوان والمنتمين للجماعات الإرهابية، كما يتضمن الاتفاق عدم تجنيس أي مواطن من دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم السماح لرموز دينية في قطر بمهاجمة دول المجلس.

لماذا كوشنر لماذا كوشنر 'عراب الصفقات' يزور قطر.. صفعة ترامب الأخيرة لإيران أم انفراجة في الأزمة الخليجية؟

وربما ما يجعل السعودية أيضًا تقبل بهذه المصالحة هو محاولة ضرب إيران اقتصاديا لخطورة طهران علي استقرار المملكة ما يجعلها تقترب من قطر لوقف التمويل القطري لها، بفتح مجالها الجوي أمامها، ولا سيما مع اتهام المملكة من قبل طهران باغتيال - أو مشاركتها في اغتيال - العالم الإيراني ولذا عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير عن استغرابه من النظام الإيراني في إلقاء اللوم على المملكة، وذلك بعد مقتل محسن فخري زادة، مؤكدا أن' الاغتيالات ضد سياسة السعودية'، وقال الجبير، عبر حسابه الرسمي على موقع 'تويتر': 'يبدو أن اليأس دفع وزير خارجية إيران السيد جواد ظريف لإلقاء أي لوم على المملكة واتهامها بتسببها بما يحدث في إيران، ربما عندما يحدث- لا قدر الله- زلزال أو فيضان في إيران سيتهم المملكة بالتسبب بها أيضًا!'.

وأضاف الوزير الجبير: 'الاغتيالات لا نقرها بأي شكل من الأشكال وليست من سياسة المملكة، على عكس النظام الإيراني القائم على الاغتيالات حول العالم منذ الثورة التي اختطفها الخميني عام 1979، يمكنك أن تسألنا وتسأل دولاً عديدة وستعرف، بأننا فقدنا العديد من مواطنينا بسبب سلوك إيران الإجرامي وغير القانوني'. لا سيما أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وجه اتهاما بأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مؤخرا إلى المنطقة والاجتماع الأمريكي الإسرائيلي السعودي بالمملكة بأنهما كانا وراء اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

فتح المجال الجوي السعودي أمام طيران قطر

كانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين فرضت حظرا جويا وبحريا وبريا على قطر منذ يونيو 2017 لاتهامها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة إلا أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ذكرت أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ترغب في اتخاذ خطوة نحو حلحلة الأزمة الخليجية بهدف تضييق الخناق بشكل أكبر على الاقتصاد الإيراني، وأضافت الصحيفة أن إدارة ترامب ترغب في أن تفتح السعودية مجالها الجوي للرحلات الجوية القطرية التي تدفع ملايين الدولارات مقابل استخدام المجال الجوي لإيران.

وأضافت أنه في واحدة من محاولاتها الأخيرة لدبلوماسية الشرق الأوسط ، تضغط إدارة ترامب من أجل اتفاق من شأنه تخفيف 'الحصار' المفروض على قطر، مشيرة إلى أن المهمة قد تكون متمركزة بشكل أكثر حول توجيه ضربة أخيرة للاقتصاد الإيراني قبل أن يترك الرئيس ترامب منصبه، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مطلع على المناقشات لم تذكر اسمه أنه أثناء اجتماع أمس الأربعاء مع القادة القطريين ، أثار جاريد كوشنر ، مستشار ترامب ، ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض ، احتمال تغيير مسار الرحلات الجوية التجارية من قطر عبر المجال الجوي السعودي بدلا من إيران.

وقالت إن ذلك من شأنه أن يحرم إيران مما وصفه الدبلوماسيون برسوم سنوية تقدر بنحو 100 مليون دولار دفعتها قطر للطيران عبر مجالها الجوي، وهي أموال تغذي الاقتصاد الإيراني المنهك، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن تلك الرسوم تسمح لقادة طهران بسهولة بتمويل البرامج العسكرية التي تعتبرها إدارة ترامب تهديدا.

اتفاق نووي جديد بين أمريكا وأيران

في هذا الإطار يصبح محاولات أمريكا إخضاع إيران للبدء في تحقيق اتفاق جديد بحسب تحليل للكاتب الأمريكي إيلي ليك نشرته وكالة بلومبرج للأنباء حيث رأي أنه من الخطأ النظر إلى الضربة الإسرائيلية باغتيالها فخري زادة من منظور تأثيرها على سعي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران والتفاوض بشأن آليات متابعة أقوى لضمان التزام طهران ببنود الاتفاق النووي. فقد أكدت إسرائيل أنها تمتلك وجودا مخابراتيا قويا للغاية داخل إيران. لكن فرصة اصطياد هدف ثمين مثل فخري زادة لا تأتي كثيرا. والمرجح هو أن الفرصة سنحت أمام إسرائيل، وقد اقتنصتها.

لماذا كوشنر لماذا كوشنر 'عراب الصفقات' يزور قطر.. صفعة ترامب الأخيرة لإيران أم انفراجة في الأزمة الخليجية؟

والأهم هو أن إسرائيل أظهرت خلال السنوات الثلاث الماضية رغبتها في استغلال قدراتها المخابراتية لعرقلة البرنامج النووي الإيراني. وبالعودة إلى ذلك الوقت، فإن أغلب المراقبين كانوا يعتقدون أن إسرائيل لا تستطيع تدمير البنية التحتية النووية لإيران إلا بوسائل علنية مثل الضربات الصاروخية أو الطائرات المسيرة بدون طيار؛ ولكن الانفجارات التي وقعت في عدة مواقع نووية إيرانية خلال الصيف الماضي أشارت إلى قدرة إسرائيل على إنجاز جزء كبير من مهمة تدمير البرنامج النووي الإيراني عبر عمليات استخباراتية.

والمحصلة النهائية لكل هذا هي أن أي اتفاق مستقبلي بين الغرب وإيران يجب أن يراعي الاحتياجات النووية لإسرائيل. وهذا لم يحدث في الاتفاق السابق الذي تم توقيعه في فيينا قبل خمس سنوات. وكانت التوترات بشأن الاتفاق النووي قد وصلت لدرجة من الإثارة، دفعت نتنياهو في عام 2015 إلى أن يعلن أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي معارضته للاتفاق النووي الذي كان الرئيس أوباما يتفاوض بشأنه. وكان نتنياهو على استعداد للمخاطرة بأهم تحالف لإسرائيل من أجل رفض صفقة يعتقد أنها تعرض مستقبل بلاده للخطر. لذلك، فليس من المرجح أن تكون إسرائيل مستعدة لإنهاء أنشطتها في إيران حاليا لكي تتمكن الولايات المتحدة من العودة إلى نفس الاتفاق النووي المعيب للغاية، من وجهة نظر إسرائيل.

وقد توافق إسرائيل على عدم تنفيذ أي ضربات جديدة ضد إيران لفترة من الوقت، ربما الأشهر الأولى من حكم الرئيس بايدن، لكنها لن تتخلى عن قدرتها على شن ضربات داخل إيران إلا إذا وافقت الأخيرة على التخلي عن الجوانب العسكرية لبرنامجها النووي. وإذا كان بايدن ذكيا، فسوف يستخدم هذه الآلية لصالحه من خلال اختبار رغبة إيران في التفاوض.

WhatsApp
Telegram