اعلان

لم يكن يملك ثمن تذكرة الطائرة وأصبحت ثروته 600 مليون دولار.. حكاية الرجل الثاني في شركة جوجل

بيتشاي
بيتشاي
كتب : سها صلاح

'قضى والدي عاماً كاملاً يدخر من راتبه ليوفر لي ثمن تذكرة رحلتي إلى أمريكا، لأتمكن من الالتحاق بجامعة ستانفورد، كانت هذه هي المرة الأولى التي أركب فيها طائرة، وكانت مرَّتي الأولى التي أستخدم فيها جهاز كمبيوتر، عندما وصلت إلى أمريكا، أعتقد أن الشيء الوحيد الذي أوصلني إلى ما أنا عليه الآن هو شغفي بالتكنولوجيا وعقلي المتفتح، بينما كنت أواجه الكثير من التحديات في سنوات شبابي، كانت الحوسبة هي النقطة الوحيدة المضيئة بالنسبة لي'، كان هذا جزءاً من رسالة ' ساندر بيتشاي' لطلاب الجامعة في حفل تخرج افتراضي أُقيم لدفعة 2020 على موقع يوتيوب المملوك لشركة جوجل، وسط جائحة فيروس كورونا، شارك فيه أيضاً الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما والمغنية الأمريكية بيونسيه وليدي جاجا، وفرقة البوب ​​الكورية الجنوبية BTS، والناشطة الباكستانية مالالا يوسف زاي وغيرهم من نجوم المجتمع.

من هو "بيتشاي"؟

نشأ بيتشاي في تشيناي بالهند، حيث كان والده يعمل مهندساً كهربائياً، وكانت والدته محررة لاختصار النصوص 'مُختزلة'، ولم تكن أسرته غنية، حتى إنه هو وشقيقه الأصغر كانا ينامان في غرفة المعيشة بمنزلهم المكون من غرفتين.

لاحظت عائلة بيتشاي موهبته في تذكُّر الأرقام عندما استطاع أن يتذكر كل رقم هاتف اتصل بهم على هاتفهم الأرضي ليواصل تفوقه العلمي، ودرس بيتشاي الهندسة المعدنية في المعهد الهندي للتكنولوجيا بمدينة خراجبور الهندية، وبفضل تفوقه الدراسي حصل على منحة دراسية لإكمال دراسته في جامعة ستانفورد الأمريكية.

كان الانتقال إلى كاليفورنيا قفزة كبيرة بالنسبة له، إذ قال بيتشاي في مقابلة نقلها موقع Business Insider الأمريكي: 'لطالما أحببت التكنولوجيا وأثناء طفولتي حلمت بوادي السيليكون. كنت أقرأ عنه، وأسمع قصصاً من عمي'.

لكنه أيضاً لم يكن يتحمل الأعباء المادية الكبيرة عند وصوله لأمريكا في عام 1996، حيث كان شاباً بسيطاً عمره 23 عاماً لم يسبق له الخروج من بلده، ولم يعمل بعد لتوفير احتياجاته المادية، إذ قال عن تلك الفترة: 'كان كل شيء باهظ الثمن، لم أصدّق أن حقيبة ظهر بسعر 60 دولاراً'.

التحق بيتشاي بالمنحة، وحصل على ماجستير من جامعة ستانفورد، ثم التحق بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا للحصول على ماجستير إدارة الأعمال، بدأ العمل في شركة Applied Materials، وهي شركة أمريكية توفر المعدات والخدمات والبرامج لتصنيع رقائق للإلكترونيات.

بعدها، بدأ العمل على ابتكار شريط أدوات بحث Google، وقد أصبحت الفكرة مهمة في عام 2006، عندما جعلت Microsoft محرك Bing هو محرك البحث الافتراضي الجديد على Internet Explorer. هذه التنافسية وقتها ساعدت بيتشاي في إقناع الشركات المصنِّعة للكمبيوتر بتثبيت شريط البحث مسبقاً على أجهزتهم لتخفيف تأثير هذا التغيير، إذ اقتنع مؤسسا جوجل؛ لاري بيدج وسيرجي برين، بأن شركتهما عليها أن تبني متصفحها الخاص، وهو ما انتهى بابتكار Chrome الذي نستخدمه الآن.

خلال فترة عمله بالشركة كموظف، كان بيتشاي محبوباً، إذ كان يركز على عمله ونتائجه بدلاً من محاولات لفت الانتباه، وبدأ أيضاً في تحمل مزيد من المسؤوليات، حيث تولى إدارة قسم Android في عام 2013، والذي كان دافعاً لـ'جوجل' لصنع هواتفها الذكية.

يعتقد أنه لعب دوراً أساسياً أيضاً في المساعدة في استحواذ Google على شبكة Nest بقيمة 3.2 مليار دولار في عام 2014، وكان أيضاً وراء ابتكار نظام التشغيل Chrome OS الذي يشغل أجهزة الكمبيوتر المحمولة Chromebook الرخيصة من Google، حتى إنه اعتبر مترجماً للشريك المؤسس لـ'جوجل'، لاري بيج، مترجماً بخصوص فهم أفكاره ورؤيته وإيصالها للفرق الأخرى العاملة بالشركة.

أدت هذه البراعة ونجاحه مع منصات جوجل Chrome وApps وAndroid إلى ترقيته المهمة التالية في أواخر عام 2014، عندما عيَّنه بيج مسؤولاً عن جميع مجالات منتجات الشركة تقريباً، وضمن ذلك البحث والخرائط وGoogle+ والتجارة والإعلانات والبنية التحتية، وهنا تحديداً أصبح الرجل الثاني في جوجل بعد بيج، الذي يحترم بيتشاي، إذ كتب في مذكرة ترقيته:

بعد عام تقريباً، غيرت الشركة هيكلها المؤسسي، ولم يكن من المستغرب أن يتم اختيار بيتشاي لقيادة Google، لأنه كان مسؤولاً عن منتجاتها الأساسية، إذ أعلن مؤسسا جوجل؛ لاري بيدج وسيرجي برين، في نهاية 2019، عن تركهما الإدارة التنفيذية للشركة الأم Alphabet التي أسساها منذ 21 عاماً ليديرها بيتشاي، بينما يقومان هما بدور الأبوين الفخريين لها.

'Alphabet التي أُسست في أكتوبر 2015، وتولى إدارتها منذ التأسيس بيدج وبرين، تملك أكثر من 12 شركة، منها شركة 'وايمو' لتكنولوجيا السيارات المتحركة بلا قائد، وشركة 'فيريلي' لبرامج الرعاية الصحية، وقد ظهرت في عام 2015 كجزء من خطة لإعادة هيكلة جوجل'.

الآن، وبجانب هذه الإنجازات المهنية، فإنه حقق إنجازات مادية أيضاً، إذ تقدَّر ثروة هذا المهندس الطموح بـ600 مليون دولار، وفق موقع Celebrity Net Worth المهتم بإحصاء ثروات المشاهير.

وليس من المستغرب أيضاً أن الناس في موطن بيتشاي الأصلي، ينظرون إليه على أنه بطل، إذ قالت المحاضرة هارشا بجوجل: 'لقد فعلت ما حلم الجميع بفعله'، بينما كان بيتشاي يجري جلسة أسئلة وأجوبة مع الطلاب في جامعة دلهي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً